أكد وزير الإعلام السعودي لايلاف&أن هناك مناطق رمادية بين النقد وبين الإساءة والسباب وإثارة الفتنة، لافتاً إلى أن الوزارة تؤمن بالحرية كما تؤمن بحمايتها من أي ابتذال أو تجاوز لأن نتائجه ستكون سلبية على الحرية نفسها، وحماية الإنسان في هذا البلد ممثلة أيضًا في دوائره القضائية.&&&

عبدالله الكبيسي من جدة: شدّد وزير الإعلام السعودي أن أيّ تطاول من أي شخص تجاه آخر هو أمر مرفوض تماماً، مشيرًا إلى أن هناك مناطق رمادية بين النقد وبين الإساءة والسباب وإثارة الفتنة، حيث تتكافأ في هذه المناطق مسؤولية المتلقي مع مسؤولية المسؤول، وبالتالي فإن من واجب أي شخص يعتقد أنه تعرض لإساءة أن يتقدم بالشكوى إلى دائرة الإعلام الداخلي في الوزارة حتى تتخذ الإجراءات، كما أوضح خوجة أن وزارة الإعلام أثبتت مصداقيتها وحرصها&في هذه الزاوية أكثر من مرة، مؤكداً أن الوزارة تؤمن بالحرية كما تؤمن بحمايتها من أي ابتذال أو تجاوز لأن نتائجه ستكون سلبية على الحرية نفسها وحماية الإنسان في هذا البلد ممثلة أيضًا في دوائره القضائية.&&&

وفي ما يتعلق بوضع هيئات وزارة الإعلام، وهل وجودها هو مقدمة لإلغاء الوزارة،&قال خوجة إنه تم وضع الهيئات فقط لأجل تطوير الإعلام بكل أشكاله وأطيافه، حيث إن إيجاد الهيئات كان للخروج بالعمل الإعلامي من أروقة الوزارة إلى متنفس الإبداع والتطوير التي يسعى لها جاهدًا&خادم الحرمين الشريفين عبر تقديم كل أنواع الدعم، أما بقاء الوزارة أو إلغاؤها فلا علاقة له البتة بوجود الهيئات وعدمه.&

وفي معرض رده على الحملة التي يشنّها حاليًا فنانون وإعلاميون على هيئة الإذاعة والتلفزيون، رفض الوزير عبد العزيز خوجه تضخيم الموضوع مشيرًا إلى أن&مصطلح حملة أكبر من حجمه ، حيث لا توجد في الواقع حملة، انما هم مجرد أشخاص معدودين جدًا لهم منابر خاصة بهم قاموا بهذه الأعمال لأسباب اعتبرها&خوجة شخصية بينهم وبين&من يشنون الحملة عليهم، وقال خوجة: أنا شخصيًا لست كارهاً لهذه الانتقادات لأن الحق يعلو ولا يعلو عليه،& نحن نحمد الله أن سخر لنا من يصحح أخطاءَنا ويبين لنا الصواب من الخطأ ولا نكره الانتقاد البناء، وأضاف :أما النقد المقصود به الهدم والفتنة&فسيعرفه الناس ويبين للناس عوره وعدم مصداقيته، وبالتالي يفشل، حيث عند الناس المقدرة لفرز الصالح من الطالح والطيب من الخبيث والنقد متاح لكل شرائح المجتمع ومن حقهم أن يبدوا آراءَهم في كل ما يشاهدون أو يسمعون.

أما في ما يخص إشكالات الأندية الأدبية، بيّن خوجه أن الأندية هي كيانات مدنية أهلية ومستقلة بذاتها استقلالاً تامًا عن الوزارة، وهم المعنيون بتطوير قدراتهم العلمية والذاتية والموارد البشرية والمالية، اما مرجعية النوادي إلى الوزارة فهي تنحصر في مهام الدعم والتشجيع بما تراه مناسبًا، حيث لا تتدخل الوزارة بتفاصيلها وشؤونها إنما ذلك من شأن ما تحتويه النوادي من مثقفين وأدباء وأبناء لمجتمعاتهم الذين يستطيعون تحديد حاجاتهم العلمية والثقافية الحسية منها والمعنوية ومعرفة السبيل لتوفيرها.

وحول الجدل الدائر حول مصطلح الخصوصية، والتي تكون ذريعة أحيانًا لرفض الأفكار الحيوية والخلاقة، أكد الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه لا يتفق مع من يستخدم هذا المصطلح كذريعة لرفض الأفكار، مبينًا أنها خصوصية (تكوين) ومعطيات وظروف، ولكل إنسان خصوصية لكن لا يجب أن تكون عائقاً للاستفادة والتعلم وتراكم الخبرات والانفتاح، ومن هذا المنطق إذا تمت مراعاة خصوصية المجتمع السعودي فإننا سندعم أكثر أفكارنا الخلاقة والحيوية. كما أنه ليس من اجتماع الثوابت والتقدم الذي نجاري به الامم فكل أمة متقدمة لا بد وأن لها موروثاً تحافظ عليه ولا ترضى أن يذيب موروثهم العلمي والثقافي والديني من اجل التطور ، كيف ونحن مهبط الرسالة وبها ختمت الرسل.

وفي&ما يتعلق بقضايا حظر نشر كتب، أوضح خوجه أن أي إبداع& لابد ان يمارس بكل ما أوتي من حرية شريطة الا يكون ذات طابع يخل ويفرق المجتمع الآمن أو يشكك في معتقداته، مؤكداً أن دور وزير الثقافة أو وزارة الثقافة ليس في التعامل مع الثقافة وفق خطة معينة وقوانين مرسومة، لتحقق أغراضاً معينة، إنما دورها يتلخص في تنظيم وتطوير قطاعات الثقافة والصحافة والإعلام وتشجيع الشباب،& أما مطامع ” السيطرة” و “التوجيه” فلم تعد مقبولة ولا ممكنة في زمن اليوم& وكما يعلم الجميع أن الإبداع لا ينمو ولا يحيا إلا بهواء الحرية ومياهها، وإذا قطعنا الماء والهواء،& فإننا كوطن أول من يخسر& كل الخسارة& وليس& فقط& بعض الخسارة أو مجرد خسارة.