يزداد التصدع حدة في الائتلاف السوري المعارض، بعد وصول هادي البحرة إلى الرئاسة، وقد هاجم ميشيل كيلو أحمد الجربا واتهمه بأنه أتى بتابعه البحرة، ليتحكم بالائتلاف، معلنًا أن الثورة في أيامها الأخيرة.
&&&
بهية مارديني: بعد خروج حكماء الائتلاف الوطني السوري المعارض من انتخاباته، وغيابهم عن الصف الأول، وظهور نتائج انتخابات الهيئة السياسية بأسماء جديدة تتصدر الواجهة، تخلو من أسماء معارضين لطالما احتلوا المشهد السياسي أخيرًا، وبعد نجاح هادي البحرة في الوصول إلى رئاسة الائتلاف، ونصر الحريري إلى الأمانة العامة، شنّ المعارض السوري ميشيل كيلو، عضو الائتلاف، هجومًا عنيفًا على أحمد الجربا، الرئيس السابق للائتلاف، والذي دعم وصول البحرة إلى الرئاسة، ومصطفى الصباغ، عضو الائتلاف، بعد تحالفه مع الجربا، إلى درجة وصف كيلو تحالف الجربا - الصباغ بالمافيا.

وردّ البحرة وقال إن كيلو كان مسؤولًا عن قرارات الائتلاف، وهو صاحب الجربا في زياراته الدولية، "وإن كان يعتبر أن الثورة السورية انتهت فليذهب للمنزل ليرتاح".

جاء بتابعه

كيلو مستمر في الائتلاف، ولم يقدم استقالته بعد، لكنه قال في تصريحات صحافية إن الجربا والصباغ عدوان لدودان، تبادلا الاتهامات سابقًا بالخيانة والعمالة، "والآن قاما بإقصاء كل الكتل الأخرى"، متهمًا الجربا بأنه فرض البحرة بالتهديد والمال السياسي، وساعده في ذلك فايز سارة.

ورأى كيلو أن تنصيب البحرة رئيسًا للائتلاف هو استغلال له، ريثما يعود الجربا لرئاسة الائتلاف بعد ستة أشهر، "فهو جاء بتابعه ليخفي فشله الذي استمر سنة كاملة". وأضاف كيلو: "الثورة باتت في أيامها الأخيرة، والدولة السورية في طور الاختفاء، وستكون في سوريا دول أخرى، إحداها للأسد وأخرى لداعش، وليس للمعارضة اذا استمر الوضع هكذا".

عقلية أسدية

وفي تصريحات أخرى، كشف كيلو نيته مع مجموعات وشخصيات وطنية سورية العمل على انشاء تجمع وطني سوري، تكون له توجهات ديمقراطية حقيقية، ويشكل بديلًا للائتلاف. قال: "ناقشنا ذلك مع كتل سياسية وشخصيات وطنية سياسية واقتصادية وسياسيين ومثقفين وداعمين لثورة السوريين التي يحاول البعض سرقتها، فمصير الشعب السوري يجب أن لا يبقى حكرًا بأيدي سياسيين مغامرين يرتهنون طوال الوقت للمال السياسي الذي يديره احمد الجربا ومصطفى الصباغ".

وأضاف: "الابتزاز المالي السياسي والخيانات التي حدثت في التحالفات لعبت دورًا سلبيًا في العملية الانتخابية، ونجد لدى بعض السياسيين اساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين، والائتلاف لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة التي تدار بعقلية أسدية،& كأنه مزرعة لبعض المتنفذين، يحاولون السيطرة على السياسيين والعسكريين".

وناشد كيلو زملاء الديمقراطية أن لا يركبوا في قطار الانتهازيين،"كي لا يكونوا خونة لدماء شهداء الشعب السوري، الذي نسعى معه للقضاء على نظام الدكتاتور المستبد والتنظيمات الارهابية الوافدة، لنتفرغ لبناء سوريا الجديدة التعددية المدنية الديمقراطية.

كان شريكًا

ورد البحرة فقال إن كيلو يعبر عن آرائه الشخصية، داعيًا أعضاء الائتلاف ممن لديهم أي اثبات على أية مخالفة في الانتخابات بأن يتقدموا بها، "فالانتخابات كانت الأكثر ديمقراطية وشفافية".

وأضاف البحرة: "أحمد الجربا قام بواجبه الوطني، ووضع إمكانيته في سبيل الثورة، وهو جزء من قيادة الائتلاف التي توجد فيها هيئة سياسية فاعلة، وكان كيلو جزءًا منها، وفي كافة الزيارات الأساسية للدول الكبرى، كان كيلو على يمين الجربا وشريكًا له".

شدد البحرة على أن الثورة ما زالت قائمة، "ونحن سنصوب الأخطاء وسنعمل على وضع القطار على السكة الصحيحة، فالثورة لن تنتهي حتى يحقق الشعب السوري أهدافه في الديمقراطية والدولة التعددية ودولة الحريات التي تحترم حقوق مواطنيها وتساوي بين واجباتها، وإذا كانت انتهت في نظر كيلو، فليذهب إلى بيته ليرتاح".

أسماء جديدة

والجدير بالذكر أن كيلو كان حليف الجربا، إلا أنهما انفصلا في الانتخابات الاخيرة، إذ غيّر كيلو تحالفاته بعد رفض الجربا اقتراح كيلو وبرهان غليون بتشكيل "هيئة حكماء"، خوفًا من أن تهيمن على الائتلاف، فيدار بالعقلية القديمة، بحسب الجربا.

وأفرزت الانتخابات اسماء جديدة لتتألف الهيئة السياسية من هادي البحرة ونصر الحريري ونورا الأمير وعبد الحكيم بشار ومحمد قداح. هؤلاء هم الرئيس والنواب والامين العام الذين نجحوا في الانتخابات، كما نجح في انتخابات الهيئة السياسية سالم المسلط وبدر جاموس ونذير الحكيم وعالية منصور وعبد الاحد اصطيفو وصلاح درويش وخالد الناصر ورياض الحسن ومحمد خير بنكو وأحمد جقل وأنس العبدة وأحمد سيد يوسف وأكرم العساف وأنس عيروط وجابر زعين وواصل الشمالي ونغم الغادري وخطيب بدلة ومحمد دغيم.

تمثيل معدوم

من ناحية أخرى، أرسل لؤي المقداد رسالة إلى هيئة الائتلاف في اليوم الأخير من اجتماعاته، قال فيها: "كنت قد أسلفت في اجتماع الهيئة العامة أن هذا سيكون الاجتماع الأخير الذي أحضره، للعديد من الأسباب والمعطيات التي لن أطيل عليكم في شرحها".

وأضاف المقداد: "أعلمكم باستقالتي النهائية من الائتلاف، متمنيًا لكم وبصدق التوفيق في إنجاز أي شيء يخدم حقيقةً الشعب السوري".

وأبلغ المقداد "ايلاف" بأنه يرى أن العمر الافتراضي للائتلاف قد انتهى، وأن علاقته بالقضية السورية باتت معدومة وتمثيله للثورة غير موجود، متهمًا إياه بالشللية التي تحكمها المصالح الشخصية والمكاسب الضيقة. وقال: "من غير الممكن لهذا الكيان أن ينتج أي شيء".