مع حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن وساطة تقود لهدنة ودعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، توقعت تقارير نشرت في لندن أن لا يخرج أي من الجانبين منتصرًا.

نصر المجالي: عبّرت الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن قلقها الشديد بسبب الأزمة في غزة وسلامة المدنيين من الطرفين. ودعا الأعضاء إلى وقف التصعيد القتالي واحترام قوانين حقوق الإنسان، بما فيها حماية المدنيين.

كما عبّر المجلس عن دعمه لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل مبني على حل الدولتين لشعبين.

وإلى ذلك، واصلت الصحف البريطانية الصادرة يوم الأحد تقاريرها وتحليلاتها للتطورات العسكرية في المواجهة الراهنة بين إسرائيل وحركة حماس، ووصفت صحيفة (أوبزرفر) حرب غزة بأنها "حرب عقيمة، لن يخرج منها أي من الطرفين منتصرًا".

ويذهب كاتب المقال في الصحيفة اللندنية إلى أبعد من ذلك، إذ يقول إن الطرف الإسرائيلي ليس فقط واثقاً من أنه لن يحقق الأهداف التي يعلنها للجمهور الإسرائيلي، بل إن بعض المسؤولين الإسرائيليين لا يريدون لتلك الأهداف أن تتحقق، لأنهم يدركون أنهم لو وجهوا ضربة قاصمة لحماس، قد تظهر تنظيمات أكثر راديكالية وتطرفًا لتملأ الفراغ الذي ستخلفه.

واضافت الصحيفة أن "ما شهدناه في الأيام الماضية، من استهداف الضواحي السكنية بالقنابل والصواريخ من الجو والبحر، هو حملة محدودة الأهداف: حرب بهدف الانتقام، وقصف هو شكل من أشكال التفاوض".

ضغوط على نتانياهو

وأشارت إلى أنه على أحد الجانبين، وهو إسرائيل، تعرض بنيامين نتانياهو لضغوط من الأعضاء الأكثر تشدداً في حكومته لشن حرب قاسية، هي حرب سياسية إذن بهذا المغزى.

وقالت أما الصواريخ التي أطلقت من غزة فلم تأتِ من فراغ، فقد تطورت عن مناوشات تخللت هدنة قلقة خرقها الطرفان، وكان أسوأ خرق لها تلك الغارة التي أعقبت اكتشاف جثث الفتية الإسرائيليين الثلاثة الذين كانت إسرائيل قد أعلنت عن اختفائهم.

وقال كاتب المقال إن نشطاء حماس في الضفة الغربية تعرضوا للملاحقة والاعتقال، حيث اتهمت إسرائيل الحركة باختطاف ومن ثم قتل الفتية الثلاثة. وأضاف: ووقبل كل هذا، هناك عامل كاد ينسى، وهو مقامرة نتانياهو بأنه في حال فشلت مفاوضات السلام ستعود الأمور إلى حالة اللاحرب واللاسلم، لكن غياب العملية السلمية جلب تصعيد التوتر والنزاع.

أما حسابات حماس فقد كانت قصيرة النظر، فالعزلة التي وجدت نفسها فيها لأسباب منها الحصار الذي فرضته عليها حكومة مصر، جعلتها تفكر أن تعرض أهل غزة للقصف الإسرائيلي سيزيد من شعبيتها، التي هي أصلا أقوى مما تعتقده إسرائيل، حيث تشير التقديرات إلى أن 30 في المئة من سكان القطاع يدعمونها.

قدرة حماس

ومن جانبها، علقت صحيفة (صنداي تلغراف) التطورات الساخنة في قطاع غزة، وتساءلت عن النقطة التي ستحس عندها حركة حماس أنها غير قادرة على احتمال المزيد من الغارات الإسرائيلية.

يقول كاتب التعليق، ديفيد بلير، إن الحرب تدخل يومها السادس، وإن إسرائيل شنت 1200 غارة جوية قتلت 135 فلسطينيًا، بينما أطلقت حماس 500 صاروخ على الأراضي الإسرائيلية، فما هو الحد الذي ستبدأ فيه حماس إعادة حساباتها؟ ومتى تنفد صواريخها؟ وهل تستطيع إسرائيل انتظار ذلك؟

ويسأل الكاتب أيضاً عن المدى الذي تستطيع فيه إسرائيل احتمال الضغوط الدولية ؟ وقال: صحيح أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري انتظر لليوم الثالث من الحرب حتى يدعو الطرفين إلى "وقف التصعيد" في الوقت الذي عبّر فيه عن تفهم الولايات المتحدة "لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وأشار المقال إلى حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما، فقد تحدث عن الوساطة للتوصل إلى هدنة، فقال: الحقيقة المرة أن عددًا من المدنيين سوف يموت قبل التوصل إلى هدنة.