في موقف من المؤكد أنه سيزيد المشهد السياسي العراقي تعقيداً، فقد انضمت قوى التحالف الشيعي إلى المالكي اليوم في اتهام الاكراد بإحتضان الارهابيين. وقالت إن معادي العراق يستغلون منطقة كردستان العراقيّة ملاذاً لهم لإدارة أعمالهم التخريبيّة التي تستهدف العراق كله.

&
وقال التحالف الشيعي عقب اجتماع لقادته برئاسة رئيسه ابراهيم الجعفري وبمشاركة رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة القوى المؤتلفة فيه، في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نصه، &الاثنين، إنه "في ظرف استثنائيٍّ يمرُّ به البلد، وتتكالب فيه قوى العدوان من داعش، ومَن يُريدون به الشرَّ والخراب مُستخدِمين كلَّ وسائل الانتهاك، والفساد؛ لإشاعة القتل، والدمار، وفي مُنعطَف حادٍّ في مسار العمليّة السياسيّة حيث يقف العراق على أبواب مرحلة جديدة بتشكيل برلمان لدورته الانتخابيّة".
&
واضاف البيان: "وما يزمع من تشكيل بُنى فوقيّة برئاساته الثلاث، فإن الهيئة القياديّة للتحالف قد بحثت راهن ما يُحيط بالشعب والوطن من تحدِّيات وضغوط، مُتلمِّسة طريق الحلِّ الذي يتكفّل بمُواجَهة التحدِّيات، وتجاوز العقبات، والإصرار على تحقيق الأهداف الوطنيّة العراقيّة التي تحفظ للشعب وحدته وللبلد سيادته، مُتوكّلة ًعلى الله العليِّ القدير، ومُتفاعِلة مع توجيهات المرجعيّة الدينيّة الرشيدة، ومُوظّفة كلَّ ما لديها من إمكانات، ومُحشِّدة جماهير الشعب بقواه الوطنيّة السياسيّة من كلِّ الخلفيّات".
&
ومن الواضح أن هذه الاتهامات التي اخذت بعداً أوسع من تلك التي وجهها المالكي لحكومة الاقليم الاسبوع الماضي بإحتضان الارهابيين ستصدع التحالف التاريخي الشيعي الكردي الذي تضافر في اوقات سابقة في العمل على اسقاط النظام السابق.
&
معادو العراق يستغلون كردستان لأعمالهم التخريبية
&
واضاف التحالف أنه سجل خلال اجتماعه أن هناك تحدياً إرهابيًّا يقرع طبول الخطر في مُدُننا الآمنة، مُستهدِفاً كلَّ أبناء الشعب من دون استثناء، ومُستبيحاً كلَّ المُحرَّمات الدينيّة، والإنسانيّة، والوطنيّة. واشار الى ان "الأيادي الغاشمة قد امتدت للعبث بالوحدة الوطنيّة، ومُحاوَلة بثِّ التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والمصير الواحد من خلال فتح ملفات جانبيّة أقلّ ما يُقال عنها: إنّها في غير محلها الآن في وقت يُفترَض أن تُصَبَّ الجهود باتجاه توطيد عُرى الوحدة والذود عن العراق"، في اشارة على ما يبدو الى اعلان رئيس اقليم كردستان عن اجراء استفتاء لمواطني الاقليم لتقرير مصيرهم وتحقيق استقلالهم عن العراق. &
&
واضاف أن معادي العراق يستغلون "فسحة الأمن والحرية في منطقة كردستان العراقيّة فإتخذوها ملاذاً لهم &لإدارة أعمالهم التخريبيّة في مُمارَسة الأنشطة المُختلِفة التي تستهدف العراق كلّه .. كما لوحظ وجود منع القوات العراقيّة من التحرُّك بحُرّية في بعض المناطق المشتركة التي تشهد عمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، ممَّا يتسبَّب بتفاقم التردِّي الأمنيّ.
&
&النازحون يعانون من سلبية السلطات الكردية
&
واتهم التحالف الشيعي السلطات الكردية بعدم الاكتراث بأوضاع النازحين الى الاقليم من المناطق الساخنة التي تشهد عمليات عسكرية بين القوات العراقية والمسلحين قائلاً "إن النازحين من أبناء المُدُن المنكوبة يعانون من أداءات سلبية تعيق حركتهم وتحوّل دون وصولهم إلى أماكن آمنة في ظل ظروف أمنية ومناخية وصحية صعبة. واشار الى محاولات لبث الفرقة، وافتعال الأزمات بين السُنّة، والشيعة، والعرب، والكرد، وبين القوى الوطنيّة المُختلِفة.
&
وشدد التحالف الشيعي على أنه "لا يرضى لنفسه أغماض البصر عن حقيقة ما يجري من مُفارَقات، يُؤكّد على ضرورة استثمار فرصة التحوُّل التشريعيِّ للإسراع في حسم الخيارات في التصدِّي، وعدم التسويف بالوقت على حساب الأمن، والخدمات، والإعمار، والبناء".
&
حسم خيارات الترشح للرئاسات الثلاث
&
واشارالتحالف الى أنه وإن لم يُرِدْ لهذا التقسيم بين الرئاسات أن يتحوَّل إلى عُرف يُطوِّق عنق العراق، ويحول دون وصول أفضل الكفاءات إلى مواقع التصدّي، لكنه يتطلّع الآن، ولكلِّ مُكوِّن أن يحسم خياره على أساس القناعة به، ومراعاة المُكوِّنات الأخرى، أو على الأقلّ عدم إثارتها.
&
واضاف "أن المشاكل التي يتعرَّض لها البلد تجد ما يتكفّل حلّها بالدستور، ومن خلال التفاهم البنّاء سواء على صعيد الثروة الوطنيّة، أم صياغة العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحاديّة، أم التعامل مع ملفِّ كركوك، أم إثارة تقرير المصير، أم إدارة ملفِّ النفط، وتصديره لبعض البلدان؛ ممّا لا يكون من خلال الحكومة الاتحاديّة، ويتسبَّب بإحداث خسائر فادحة تضرُّ بمصلحة المواطنين، وهذه كلّها مدعاة لطرح حلول جادّة وسريعة تُضاهي سرعة الحاجة لها، وتُحاكي مثيلاتها في الدول المُتقدِّمة".
&
وأكد التحالف "أنَّ الوحدة الوطنيّة بين أبناء الشعب العراقيِّ مبنيّة على أساس من القِيَم، والسيادة، والتماسُك الاجتماعيِّ، والتعايش بين المُكوِّنات العراقيّة، والمصالح، والأخطار المُشترَكة عزَّزتها تجربة الديمقراطيّة الفتية على الرغم من كلِّ ما انتابها من أخطاء، وستبقى هذه الوحدة صخرةً صمَّاء تتكسَّر عليها كلُّ المُحاوَلات العدوانيّة من الداخل والخارج". وقال "إنَّ ما تزدان به مُدُننا العراقيّة من تنوُّع طائفيٍّ ودينيٍّ وقوميٍّ يُشكّل علامة حضاريّة نفخر بها أمام العالم، وهي أمانة في أعناقنا جميعاً؛ كلُّ مُواطِن عراقيّ كرامة وثروة، وسنموت من أجل الدفاع عنها مهما كانت خلفيّتها؛ وإنَّ أبناء الشعب اليوم هم سلالة أولئك الآباء والأجداد الذين حفظوا لهم ولنا الوحدة، ودافعوا عن الكرامة بأغلى الدماء".
&
واكد ضرورة أن "يعلو صوت الوطنيّة العراقيّة فوق كلِّ الأصوات، وتتصاغر كلُّ المطالب الشخصيّة والفئويّة أمام الأهداف الوطنية الكبرى، ولتحتلَّ المخاطر التي تُهدِّد البلد المُقدّمة على كلِّ المخاطر".
&
وشدد التحالف الشيعي في ختام بيانه قائلاً: "لقد حان وقت العمل النوعيِّ البنّاء، وحان وقت الوعي، والحذر من مكائد الأعداء، ولتكن الأرواح التي تُزهَق على يد الإرهابيين مدعاةً لمزيد من التضحية، والإيثار".&
&
وكان المالكي قال الأربعاء الماضي أنه لا يمكن السكوت على أن تكون محافظة أربيل في إقليم كردستان العراق مقرًا لعناصر تنظيم "داعش" والبعثيين مبينًا أن "داعش" ركب على ظهور تحالف البعثيين و"الطائفيين" وأصبحوا أدوات لجرائمه. وأضاف "بصراحة لا يمكن أن نسكت عن هذا. لا يمكن أن نسكت أن تكون أربيل مقراً لعمليات "داعش" والبعث والقاعدة والإرهابيين".. وقال "أدعو من يتحدثون عن الشراكة ورئاسة الجمهورية والخارجية والشراكة في العمل الوطني أوقفوا غرف العمليات هذه". &
&
وقد ردت عليه رئاسة الاقليم قائلة إن المالكي اصيب بالهستيريا وفقد توازنه بعد تسليمه اراضي العراق لداعش كما سحبت وزراءها من حكومته .. واضافت "إن أربيل ليست مكاناً لداعش وأمثال داعش وان مكان الداعشيين عندك أنت حينما سلمت أرض العراق ومعدات ست فرق عسكرية إلى داعش ..أنت الذي لملمت جنرالات البعث حولك ولم يصمدوا ساعة واحدة ولا ندري كيف وبأي وجه تأتي وتتهم الآن وتتحدث من على شاشات التلفزيون".&
وبالتزامن مع هذا الهجوم، فقد قررت حكومة كردستان سحب وزرائها من الحكومة المركزية ومقاطعة اجتماعاتها موضحة ان هذا القرار يأتي ردًا على اتهامات المالكي لاربيل بأنها تحولت الى غرفة عمليات لداعش والمجاميع الارهابية.
&
ويوم الثلاثاء الماضي، حذر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني من ان تمسك المالكي بولاية ثالثة سيدفع بالعراق الى مزيدٍ من الفوضى والتشتت والانزلاق الى منحدر لا قرار له، وقال إن ولايتي المالكي السابقتين كانتا مشؤومتين وان ولايته الثالثة ستجر الكوارث على العراق ..&
&
ودعا الى وضع آليات تحول دون الانفراد بالسلطة أو حرفها نحو التسلط والدكتاتورية وإخراج العملية السياسية من مجرى التحاصص الطائفي واثارة النعرات المذهبية الذميمة وتعبئتها وتحويل ولاءاتها فوق اعتبارات الانحياز الوطني وقيم المواطنة الحرة. &
&