نجح مجلس النواب العراقي بجلسة سرية اليوم في تجاوز واحدة من العقبات التي تواجه الاستحقاقات الدستورية لاختيار الرئاسات الثلاث، حيث اختار رئيسه الجديد بالاغلبية وباشر بالتصويت على نائبيه بانتظار تقديم اسمي المرشحين لرئاستي الجمهورية والحكومة، وهو امر سيتطلب مزيداً من الوقت، حيث قاطعت كتلتا علاوي والمطلك الجلسة.


لندن: صوت مجلس النواب العراقي بالاكثرية لمرشح السنة سليم الجبوري رئيسًا، حيث حصل على 194 صوتاً متجاوزاً العدد المطلوب بثلاثين صوتًا.. فيما بدأوا بالتصويت على ثلاثة مرشحين لتولي منصب النائب الاول هما حيدر العبادي مرشح التحالف الشيعي واحمد الجلبي مرشح التيار الصدري، ثم مرشح التحالف المدني الديمقراطي فارس يوسف ججو، إضافة إلى مرشح الاكراد أورام شيخ محمد نائباً ثانيًا.

&وصوت اعضاء مجلس النواب الذين حضروا جلسة اليوم، وبلغ عددهم 273 نائبًا من المجموع الكلي للاعضاء البالغ عددهم&328 نائبًا على مرشحين اثنين لتولي رئاسة البرلمان، هما سليم الجبوري عن تحالف القوى العراقية وشروق العبايجي عن التيار المدني الديمقراطي، حيث فاز الاول بالرئاسة وحصلت الثانية على 19 صوتاً واعتبر 60 صوتاً باطلاً. واثر ذلك بدأ النواب بالتصويت على المرشحين الثلاثة لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان ولاورام شيخ محمد مرشح حركة التغيير الكردية نائبًا ثانياً.

&وانعقدت جلسة اليوم بمقاطعة نواب ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي ونواب القائمة العربية بزعامة صالح المطلك، حيث وصفوا ما يحدث بالمحاصصة الطائفية، وطالبوا بالتصويت على مرشحي الرئاسات الثلاث بسلة واحدة. كما غادر الجلسة زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي ووزراء حكومته والمحافظون قاعة البرلمان بعد تقديم طلب من قبل نواب التحالف الكردستاني لأنهم "لم يؤدوا اليمين الدستورية"، حيث انهم يشغلون حاليًا وظائف تنفيذية، ولا يجوز لهم دستوريًا المشاركة في التصويت على انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه.

ورئيس البرلمان العراقي الجديد الدكتور سليم الجبوري هو نائب الامين العام للحزب الاسلامي العراقي الواجهة السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في العراق.. ومن مواليد قضاء المقدادية بمحافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) في 12 آب (أغسطس) عام 1971، وفيها أكمل دراسته الأولية وحصل على شهادة الماجستير في القانون عن رسالته الموسومة "الشركة الفعلية ـ دراسة مقارنة"، وعلى شهادة الدكتوراه عن أطروحته الموسومة& "(حماية معلومات شبكة الإنترنت، دراسة قانونية".. وقد عمل تدريسياً في كلية الحقوق في جامعة النهرين وكلية القانون في جامعة ديإلى. وهو عضو لجنة إعادة النظر بالدستور العراقي ورئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي. وهو معروف بهدوئه ودماثة اخلاقه وسعة صدره، ما قد يؤهله لقيادة سفينة البرلمان المتلاطمة بشتى السياسات والتيارات.&&&

توقعات بعدم اختيار رئيسي الحكومة والجمهورية قريبًا

وتسود شكوك في امكانية نجاح مجلس النواب العراقي في الانتهاء قريبًا من انجاز الاستحقاقين الدستوريين المتبقين باختيار رئيسي الجمهورية والحكومة الجديدين في وقت قريب، نظرًا للخلافات التي تضرب بالمكونين الشيعي والكردي في الاتفاق على إسميهما.&

وهناك حاليًا خلافات وسط التحالف الكردستاني حول مرشحه لرئاسة الجمهورية، وإن كان نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح الاكثر حظوظًا لتولي المنصب.. وأخرى بين قوى التحالف الشيعي حول مرشحها لرئاسة الحكومة خاصة مع اصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته المالكي على الفوز بولاية ثالثة ومعارضة المجلس الاعلى والتيار الصدري وقوى شيعية أخرى لذلك.&

وتعارض قوى شيعية ولاية المالكي الثالثة بسبب ما تصفه بالفشل الأمني والسياسي الذي ترافق مع حكمه للعراق خلال السنوات الثماني الماضية. لكن المالكي يلقي باللوم على بعض شركائه في العملية السياسية بالوقوف كعائق أمام تنفيذ برنامجه الحكومي خلال سنوات ترؤسه للحكومة.

وفي هذا الوقت، تروج كتلة الاحرار الصدرية لرئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي لخلافة المالكي. وفي هذا الاطار، يؤكد القيادي في التيار الصدري أمير الكناني أن التيار والمجلس الاعلى برئاسة عمار الحكيم يوشكان على طرح اسم الجلبي لتشكيل الحكومة الجديدة، موضحاً أن هذا الترشيح يحظى بموافقة حزب الفضيلة الاسلامية وحركة الاصلاح بزعامة رئيس التحالف الشيعي ابراهيم الجعفري.

وعلى الرغم من أن الايام القليلة الماضية شهدت اجتماعات شبه يومية لقادة التحالف الشيعي المكلف بترشيح رئيس الحكومة الا أنه ظلّ في نهاية كل اجتماع، كان آخره الليلة الماضية، يصدر بيانات عامة تتحدث عن الاوضاع الامنية والسياسية المتأزمة في البلاد من دون الإشارة مطلقًا إلى مناقشة موضوع مرشحه لتشكيل الحكومة المنتظرة. ويصطدم هذا الترشيح بإصرار المالكي على تقديم اسمه مرشحًا لرئاسة الحكومة خاصة بعد أن أكد أنه لن يتنازل "أبدًا" عن هذا الترشح، وسط معارضة قوى داخل التحالف الشيعي الذي قد يشهد تصدعاً نتيجة ذلك، ويهدد بخروج عدد من قوى التحالف عن الاجماع وترشيح بديل للمالكي.&
&
&