يقوم بعض المعارضين السوريين بمساع حثيثة لإنقاذ الائتلاف السوري المعارض من وهنه، وإعادة ترميمه وإصلاحه، وتعزيز عمله، فهل يجدي ذلك؟


قدم نصر الحريري، أمين عام الائتلاف الوطني السوري، وسالم المسلط، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، وموفق نيربية، سفير الائتلاف في الاتحاد الاوروبي، مشروعًا لإصلاح الائتلاف، زاخر بالنقاط القابلة للتنفيذ، والتي يمكن البناء عليها، من أبرزها تطوير الائتلاف ليعمل كمؤسسة ديمقراطية تُغلق الباب على أية أدوار منفردة، أو متسلطة، أو إقصائية، أو فاسدة، تستخدم المحسوبية والمال السياسي.

تفعيل عمل الائتلاف

حضّ المشروع على تفعيل الائتلاف، بحيث يكون لكل عضو دوره ومهمته وفعاليته، من خلال هيئات ولجان ومكاتب مختصة، وعبر خلق أفضل الظروف الممكنة لأعضاء الائتلاف حتى يكونوا قادرين على العطاء.

وأشار المشروع إلى وجوب إعطاء أهمية أولى للداخل السوري، والتصدي لمشكلاته بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع السياسي والمدني والأهلي، معتبرًا أن في سوريا خزانًا من التجمعات والقوى في هذه الميادين في بلادنا، "لا بد من تنشيطها وتشجيعها وتنسيق عملها، والتعامل معها باهتمام كافٍ لتطوير وحدتنا وعملنا المشترك".

ولفت المشروع إلى ضرورة اعتبار انتقال أعمال الائتلاف وحكومته تدريجًا إلى الداخل مهمة ملحة يجري توفير الظروف اللازمة لتنفيذها في أسرع وقت ممكن.

الاصلاح ليس الحل

وذكر الحريري والمسلط ونيريبة أنه لا بد من تفعيل دور المكونات السورية كلها، وإدماج عملها جميعًا في منظومة واحدة، "تساهم بفعالية من خلال الائتلاف وخارجه، في تحقيق أهداف ثورتنا ومستقبل بلادنا".

حسن سعدون، المعارض السوري من المعتقلين العشرة على خلفية ربيع دمشق، قال لـ"ايلاف" إن اصلاح الائتلاف ليس الحل، "لأن تشكيل الائتلاف قام على الحسابات الخاطئة وبلا أية استراتيجية ومشروع شامل لمحددات واهداف الثورة ومساراتها".

ورأى أن الائتلاف كان محاولة من الدولة التي أنشأته لإنهاء الثورة، وإلهاء المعارضين ببعضهم، وتسريب الطرح الطائفي والمذهبي، "إلى حجم الفساد النازل بالائتلاف، والاهم من كل ذلك فقدان مصداقية الطرح لدى الداخل نتيجة طول الزمن واختلاط المفاهيم والحملة الاعلامية الشرسة من كل الاطراف".

وقال: "الائتلاف جسم فاسد، وللأسف جرفه في فساده بعض الشرفاء والانقياء لا يمكن بعد كسر البلور الشفاف تجميعه".

ليكن جذريًا

وقال الكاتب والمعارض السوري عبد الرحمن مطر لـ"ايلاف": "ليس من السهل التقدم بمثل هذه السرعة بمشروع اصلاحي للائتلاف الوطني، فثمة ما هو مهم القيام به، اي مراجعة عاجلة لواقع الائتلاف والكشف عن أوجه الخلل فيه، ومعيقات الأداء التي برزت طوال السنة والنصف الماضية من عمر الائتلاف".

وأضاف مطر: "يمكن التحدث عن مشروع اصلاحي، تقوم أسسه على المكاشفة والمعالجة اقتراح أوجه الاصلاح، ووسائل ذلك، وأن تطرح الأفكار أمام الجمهور السوري بكل وضوح، وان يكون شريكًا في ذلك بصورة حقيقة، وأي اصلاح لا يكون جذريًا فهو لن يكون مجديًا".

في العلن

وقال مطر: "لم تعد خافية على السوريين الأسباب التي قادت إلى كل هذا الوهن الذي اعترى عمل الائتلاف، ومن خلالها يمكن الانطلاق في أي مشروع للاصلاح".

ورأى أن المطلوب إعادة البناء من جديد، متضمنًا ذلك اعادة النظر في أنظمة الائتلاف وقوانينه وطريقة صنع القرار، ومكوناته، وان يشتمل على هيئة للرقابة والمتابعة، وإعادة النظر في الاشخاص المكونين له، من حيث اخضاعهم للمحاسبة على الأداء قبل النتائج.

وأكد أنه يجب اظهار كل شيء إلى العلن، "فأية جهود اصلاحية تتم في الغرف المغلقة لن يكون لها قيمة، ويجب أن يتشارك السوريون في اعادة البناء بشكل صحيح".