تُعد بيروت الأعلى كلفة في المنطقة العربية، ويشير خبراء الإقتصاد إلى أسباب عدة لهذا الأمر منها عدم استتباب الأمن في لبنان، والفساد، وكذلك انعدام وجود الدولة الضابطة.

بيروت: بيروت الأعلى كلفة في المنطقة العربية، هذا ما تؤكده المؤشرات الصادرة أخيرًا، ويتطرق الخبير الاقتصادي الدكتور إيلي يشوعي في حديثه لـ"إيلاف" إلى أسباب ذلك، فيحيل الأمر إلى هيبة الدول التي تشكل عنصرًا مهمًا للجم الفوضى في التسعير، لأن البائع يعرف تمامًا حينها أن مقابله دولة ستحاسبه أو الدولة سهرانة على المنافسة بشكل كافٍ.
ومع غياب هذا الشعور عند البائع أو التاجر اللبناني، يقول يشوعي إننا ندخل في فوضى التسعير.
&
ويضيف: "أولاً هناك غلاء داخلي في ظل غياب مؤسسات ضابطة للدولة، لمراقبة الأسعار، ثانيًا لا منافسة في الأسواق، وثالثًا غياب الجودة في الكثير من المنتوجات.&
ويشكل الاستيراد بهذا الكم الكبير، سبباً آخر للغلاء، يتبعه غلاء في الخارج لسبب أو آخر، فضلاً عن المواد الأولية، مع ضغط نقابي أيضًا على أصحاب الشركات من أجل تصحيح الأجور أو رفع مستوياتها.
&
اما كم يؤثر غلاء المعيشة في لبنان على سياحته اليوم؟ يجيب يشوعي: "السائح الأجنبي لديه بلد منظم وسير وشعب منظمان، وحياة ذات نوعية مرتفعة، فيتوجه إلى دول هي عكس دوله، كسريلانكا، والهند والفلبين، وبنغلادش، ولبنان يمكن اعتباره "بين بين" بمعنى ليس تمامًا كدولة وليس كتلك الدول التي ذكرناها.
فالأجنبي لا يتوجه كثيرًا إلى لبنان، بل كان يتوجّه إلى مصر خصوصًا (مصر ايام مبارك) وأميركا اللاتينية، أما العرب فيتوجهون إلى لبنان لأسباب عدة منها المناخ، ومنها الجبال، من أجل الاصطياف، والسبب الثاني لتفقد أشغالهم وعقاراتهم واستثماراتهم، أما السبب الثالث فللإستجمام والحرية الموجودة في لبنان.
&
وعن الخطة التي يجب وضعها في ظل الغلاء للحد من الأمر؟ يجيب يشوعي: "على الدولة أن تفرض هيبتها، وكذلك حسن التدبير، والإدارة مع القرار الصائب.
لم تعد هناك دول تحكم بلغة الماضي، الدول اليوم تحكم بلغة العصر، فلم تعد لغة الأحزاب بل أصبحت لغة الاقتصاد والمال والأعمال، ولم تعد هناك عقائد وقوميات في القرن الواحد والعشرين، بل فقط اقتصاد ومال وتكنولوجيا.
ويقول يشوعي إنه على حكامنا اليوم أن يتكلموا هذه اللغة، لأنه من دونها لن تكون هناك دولة في لبنان، ولا مجتمع راقٍ يتحسّن ويتقدّم ويتطوّر مع اقتصاد ينمو ويزدهر، والطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، لا تتكلم لغة العصر.
&
السائح والمواطن
بدوره، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إن اعتبار بيروت الأغلى بالنسبة للبلدان العربية يجب أن يؤخذ من ناحيتين: "الأولى بالنسبة للسائح والثانية بالنسبة للمواطن اللبناني، فبالنسبة للسائح لا يعتقد حبيقة أن لبنان من أغلى الدول، لأن أسعار الفنادق معقولة على المستوى العالمي، كذلك أسعار المطاعم، والبلد صغير والتنقل غير مكلف والسائح يستفيد من مواسم عدة، ويستفيد من قرب الجبل من البحر، وبالتالي لبنان ليس الأغلى بالنسبة للسائح، أما سبب امتناعه عن المجيء يعود إلى الأوضاع الأمنية وليس الاقتصادية.
أما بالنسبة للمواطن اللبناني، فلبنان من أغلى الدول في العالم، خصوصًا لمتوسطي الدخل، وتحدث حبيقة عن السياسات الاقتصادية التي يجب أن تتبع لحل الأمر، ومنها تخفيف الضرائب غير المباشرة من خلال وقف الهدر والفساد الذي استشرى منذ فترة ويكفي معاشات النواب التي تهلك كاهل الدولة، والتي تبقى حتى بعد وفاتهم ولمدى الحياة.
&