القدس: قتل أربعون فلسطينيًا منذ فجر الاحد بقذائف الدبابات الاسرائيلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفق ما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة. وقال اشرف القدرة "استشهد اربعون مواطنًا بينهم اطفال ونساء وأصيب 380 آخرون في القصف المدفعي للدبابات الاسرائيلية على منطقة الشجاعية منذ فجر& الاحد".

وقتل مصور تلفزيوني فلسطيني ومسعف إثر قصف من الدبابات الاسرائيلية تعرضت له سيارة اسعاف في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة التي تتعرض للقصف الكثيف، على ما افاد متحدث طبي فلسطيني. وقال القدرة "استشهد المصور التلفزيوني الصحافي خالد حمد، 25 عاماً، والمسعف فؤاد جابر بقذائف دبابات الاحتلال التي استهدفت سيارة اسعاف مباشرة اثناء محاولتهما نقل جرحى من حي الشجاعية".

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية&أن آلاف الفلسطينيين يفرون من حي الشجاعية موضحين أنهم شاهدوا عدداً كبيرًا من الضحايا ممددين في شوارع المدينة، بينما لا تستطيع سيارات الاسعاف التوجه الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل بسبب كثافة القصف.

وكان القدرة اعلن فجر اليوم مقتل 14 فلسطينيًا بينهم نجل احد قادة حماس وعائلته ليل السبت الاحد. وقال إن اسامة خليل الحية نجل القيادي في حركة حماس خليل الحية وزوجته هالة ابو هين وطفليهما خليل وامامة قتلوا في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلهم في الشجاعية.

وذكر شهود عيان أن طائرات حربية إسرائيلية اطلقت عدة صواريخ على منزل لآل الحية في حي الشجاعية، ما ادى الى تدميره. وبين القتلى الآخرين واحد في المنطقة الوسطى للقطاع، وسبعة آخرون في قصف على مدينة رفح جنوب القطاع بينهم ثلاثة أخوة استهدفت غارة إسرائيلية منزلهم.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن مجموع عدد الجرحى منذ بدء العملية الإسرائيلية بلغ ثلاثة آلاف على الاقل. واوضح أن بين القتلى "عددًا من الاطفال والنساء"، موضحاً أن "الغالبية العظمى من مجموع الشهداء والجرحى مدنيون".

وكان شهود عيان ذكروا فجر الاحد أن التخوم الشرقية لمدينة غزة تشهد قصفاً عنيفًا للمدفعية الإسرائيلية اسفر عن وقوع العديد من الضحايا. واعلنت وزارة الصحة أن طواقم الاسعاف غير قادرة على الوصول الى تلك المنطقة لإجلاء الاصابات واتهمت إسرائيل "باستهداف سيارة اسعاف في منطقة الشجاعية".

وكثفت إسرائيل منذ فجر اليوم الاحد عمليات القصف على قطاع غزة وفي الوقت نفسه، تستمر التحركات الدبلوماسية في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين الجانبين مع وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى المنطقة اليوم.

واعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صباح الاحد "توسيع المرحلة البرية من عملية الجرف الصامد مع انضمام قوات اضافية الى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب في قطاع غزة وخلق واقع يمكن للسكان الإسرائيليين أن يعيشوا فيه بأمن وأمان".

واعلن الاحد مقتل جنديين إسرائيليين آخرين في مواجهات داخل قطاع غزة وحوله. وقال ان بار راهاف (21 عامًا) قتل بصاروخ مضاد للدبابات بينما قتل بنايا روبيل (20 عاماً) في تبادل لاطلاق النار. ولم يذكر الجيش أي تفاصيل اضافية.

وكان الجيش الإسرائيلي اعلن مقتل جنديين إسرائيليين صباح السبت على يد مجموعة مسلحة فلسطينية تسللت الى إسرائيل عبر احد الانفاق، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية الى خمسة.

واعلن أن عملية تسلل جديدة مساء السبت عبر نفق في جنوب غزة انتهت بمقتل "ارهابي" واحد. وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تحدثت فجر الاحد عن "استدراج قوة صهيونية مؤللة حاولت التقدم شرق حي التفاح (شرق غزة) إلى كمين محكم معد مسبقاً (...) ما ادى إلى تدميرها بالكامل".

واضافت أن "المجاهدين تقدموا بعد ذلك صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها وعددهم 14 جندياً صهيونياً". وكثف الجيش الإسرائيلي عمليات القصف اليوم، مستهدفًا بشكل مركز حي الشجاعية شرق مدينة غزة حيث قتل اكثر من عشرين فلسطينيًا منذ فجر اليوم الاحد.

ودعت وزارة الصحة "المنظمات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر" الى "الزام الاحتلال باحترام القانون الدولي بعدم استهداف الطواقم الطبية". وبدأ الجيش الإسرائيلي هجومه البري على غزة مساء الخميس بعد حملة قصف جوي وبري وبحري في اطار عملية اطلق عليها اسم "الجرف الصامد".

&وفي اطار التحركات الدبلوماسية، اعلنت الامم المتحدة أن امينها العام الذي يصل اليوم الى المنطقة سيزور الدوحة ثم الكويت قبل أن يتوجه الى إسرائيل ورام الله ثم عمان في "محاولة لتشجيع وقف اطلاق نار دائم". واضافت أنه يعتزم العمل "بالتشاور مع الفاعلين الاقليميين والدوليين لانهاء العنف وايجاد مخرج" للنزاع.

وفي ختام جولة في المنطقة شملت مصر والاردن ايضًا، عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في إسرائيل عن "قلقه الشديد" لعدم التوصل لوقف لاطلاق النار في قطاع غزة. واكد فابيوس في عمان أن التوصل الى وقف لاطلاق النار يعد "اولوية مطلقة" لبلاده، موضحًا أن المبادرة المصرية تحظى بدعم دولي.

ورغم الدمار، اكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه لا يضمن نجاح العملية العسكرية، وهي الرابعة منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في 2005. وفي فرنسا اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية مساء السبت ومتظاهرين اصروا على النزول الى الشارع في مناطق عدة في شمال باريس دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة رغم قرار منع التظاهر.

كما تظاهر عشرات آلاف الاشخاص السبت في لندن للمطالبة بوقف عمليات القصف ورفع الحصار عن غزة، كما اعلنت اثنتان من سبع جمعيات نظمت التظاهرة وهما "حملة التضامن مع فلسطين" و"اوقفوا الحرب".