بيروت: اقفل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في شمال غرب سوريا الاحد اثر معارك بين فصيلين من المعارضة المسلحة متواجدين على المعبر، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

واندلعت المعارك بين "حركة احرار الشام" المنضوية تحت لواء "الجبهة الاسلامية" التي سيطرت على المعبر قبل اشهر، وحركة "حزم" المرتبطة بهيئة اركان الجيش السوري الحر، والتي تلقت مؤخرا اسلحة اميركية.

واكد ناشطون انه من المقرر اعادة فتح المعبر صباح الاثنين.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "دارت اشتباكات عنيفة عند معبر باب الهوى في محافظة ادلب، بين مقاتلين من +حركة احرار الشام+ من جهة، وعناصر من حركة حزم"، ما ادى الى سقوط عدد غير محدد من الجرحى لدى الطرفين.

واوضح ناشط مقرب من "احرار الشام" في اتصال مع فرانس برس، ان الاشتباكات "اندلعت بعدما ارسلت حزم عددا من عناصرها ليشاركوا احرار الشام الحاجز المقام مع السلطات التركية على المعبر".

الا ان عناصر احرار الشام "رفضوا واندلعت مشادة كلامية، سرعان ما تحولت الى معارك عنيفة استمرت ساعة"، بحسب الناشط الذي رفض كشف اسمه. وانسحب عناصر حزم بعد الاشتباك، "واقاموا حواجز لاعتقال عناصر احرار الشام"، بحسب الناشط نفسه.

وأكدت "احرار الشام" في بيان قيام حزم "بنصب حاجز لاعتراض واعتقال مجاهدي حركة أحرار الشام اﻹسلامية على خلفية مشاكل في معبر باب الهوى الحدودي"، داعية عناصرها الى "اخذ الحيطة والحذر واعلان الاستنفار من أجل الرد في الوقت المناسب وانتظار التعليمات".

وردت حزم في بيان بالقول انها "قامت بموجب آخر اتفاق حول ادارة معبر باب الهوى مع كل من الجبهة الاسلامية وجبهة ثوار سوريا، بارداف قوة صغيرة لحماية المعبر، وتابعت بعد ذلك العمل على اكمال جميع بنوده وعلى راسها انسحاب الكتائب من المعبر وتسليم ادارته الكاملة للمدنيين".

واشارت الى ان "احرار الشام" رفضت ذلك.

ولم يجد الاتفاق الذي يعود الى اواخر العام الماضي طريقه الى التنفيذ الكامل. وتتواجد فصائل من الجبهة الاسلامية وجبهة ثوار سوريا وحركة حزم حاليا على المعبر، الا ان السيطرة على الحاجز تعود الى أحرار الشام و"جيش الاسلام" المنضويين تحت لواء "الجبهة الاسلامية".

ودعت حزم حركة "احرار الشام" صاحبة النفوذ في شمال سوريا وابرز مكونات "الجبهة الاسلامية"، الى "عدم افتعال اقتتال داخلي بين صفوف الثوار للحؤول دون اكمال بنود الاتفاق".

ووضع عبد الرحمن الاشتباكات في اطار "صراع النفوذ" لتسهيل حركة العبور من تركيا واليها. ويعد المعبر نقطة اساسية لمرور مقاتلي المعارضة والمقيمين في المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا.

واوضح الناشط من جهته ان "الجبهة الاسلامية" و"جبهة ثوار سوريا" قامتا بوساطة بين الحركتين، وانه من المقرر اعادة فتح المعبر صباح الاثنين.

وسيطرت "الجبهة الاسلامية" التي انشئت في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وباتت تعد اكبر التشكيلات المقاتلة المعارضة للنظام السوري، على معبر باب الهوى في كانون الاول/ديسمبر من العام نفسه. وكان المعبر تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ تموز/يوليو 2012.

وادت سيطرة الجبهة في حينه على المعبر واستيلائها على اسلحة تابعة لمقاتلين مرتبطين بهيئة الاركان التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الى اتخاذ الولايات المتحدة وبريطانيا قرار بتعليق ارسال المساعدات الى المعارضة في شمال سوريا لاسابيع.

اما حركة "حزم" فتأسست في كانون الثاني/يناير، وتضم عددا من ضباط وجنود الجيش السوري الذين انشقوا وحملوا السلاح ضد القوات النظامية. وكانت الحركة اول فصيل معارض يحصل على صواريخ اميركية مضادة للدروع من نوع "تاو"، بحسب ما افاد مصدر معارض في ابريل/نيسان.