شهد قطاع غزة الاحد اليوم الاكثر دموية في الهجوم الاسرائيلي المتواصل عليه لليوم الرابع عشر مع سقوط 121 قتيلا فلسطينيا، بينما مني الجيش الاسرائيلي بضربة قاسية تمثلت بمقتل 13 من عناصر لواء غولاني الشهير واعلان حماس أسر جندي اسرائيلي.


غزة: ارتفع العدد الاجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي في الثامن من تموز/يوليو الى 470 قتيلا واكثر من ثلاثة الاف جريح.

وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة فجر الاثنين على صفحته على موقع فيسبوك ان" حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى الساعات الاولى من اليوم الخامس عشر للعدوان 470& شهيدا ونحو 3100 جريح من بينهم اليوم 120 شهيدا من مناطق مختلفة من قطاع غزة ومتأثرين بجراحهم، و72 شهيدا في مجزرة الشجاعية".

وسقط غالبية القتلى الاحد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والقريب من الحدود مع اسرائيل، حيث قتل 72 شخصا على الاقل معظمهم من النساء والاطفال والمسنين& في القصف الكثيف الذي بدأ منتصف ليل السبت الاحد والذي يعد الاكثر دموية منذ عملية الرصاص المصبوب في اواخر عام 2008.

واصيب ايضا 400 شخصا على الاقل في الشجاعية، بحسب القدرة.

وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب"المجزرة" الاسرائيلية، مؤكدا في خطاب بثه تلفزيون فلسطين الرسمي ان "فشل مجلس الامن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي. لذلك فانني ادعو لجلسة طارئة اخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الامن".

واضاف "ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم اليوم في حي الشجاعية بقطاع غزة هو جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها ولن يفلت مرتكبوها من العقاب".

وبالفعل سيعقد مجلس الامن جلسة طارئة علنية حول غزة في الساعة 01,30 من فجر الاثنين وذلك بدعوة من الاردن.

من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي مساء الاحد ان 13 جنديا اسرائيليا قتلوا ليل السبت الاحد في قطاع غزة.

وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة فرانس برس "قتل 13 جنديا من لواء غولاني للمشاة الليلة الماضية" في اطار العملية الجارية في قطاع غزة، دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.

وبهذا يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي منذ بدء العملية البرية ضد قطاع غزة مساء الخميس الى 18 جنديا.

وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قالت ليل السبت- الاحد انها قتلت 14 جنديا اسرائيليا في "كمين شرق التفاح" شرق غزة، وقالت الاحد ايضا انها قتلت جنديين اسرائيليين على الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة و"قنصت" جنديا ثالثا شمال القطاع وفقا لبيانات صحافية.

واتهم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد اسرائيل ب"ارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين" في حي الشجاعية داعيا الى "الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين" مؤكدا ان "اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة".

ودانت حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية ما حصل في الشجاعية ووصفته بانه "جريمة حرب" تستدعي التدخل الدولي العاجل.

وكانت اسرائيل وافقت على هدنة انسانية لساعتين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ثم عادت ومددتها لساعتين اخريين بحسب الجيش الاسرائيلي.

وبعد الاعلان عن الهدنة، توجهت اجهزة الطوارئ لاخلاء القتلى والجرحى والاشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الاسرائيلية الذي لم يتوقف.

وتناثرت الجثث في الشوارع، وكان بعضها محترقا لدرجة تجعل من الصعب التعرف على اصحابها.

وكان من بين القتلى الصغار والكبار، ومن بينهم اكثر من جثة لطفل حملها موظفو عربات الاسعاف الذين عثروا كذلك على بقايا احدى عرباتهم في المكان وقد تطاير زجاج نوافذها واخترقت الشظايا هيكلها بالكامل.

وامام ردود الفعل والتظاهرات المنددة بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين من الفلسطينيين في غزة اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد انه يحظى بدعم عالمي "كبير للغاية" في العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة.

وقال نتانياهو "نحن نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة، وهي تحظى بدعم دولي. وهذا الدعم من قبل المجتمع الدولي للعملية التي يقوم بها الجيش كبير للغاية".

وبحسب نتانياهو فان اسرائيل كسبت "الشرعية الدولية" لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة بعد قبولها لمقترح هدنة تقدمت به مصر في 15 تموز/يوليو الماضي والذي رفضته حركة حماس.

من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي شارك في المؤتمر الصحافي الى جانب نتانياهو ان عملية تدمير الانفاق بين قطاع غزة واسرائيل ستنتهي سريعا. وقال "اعتقد بان القسم الاكبر من الانفاق سيدمر خلال يومين او ثلاثة".

وكان نتانياهو اعتبر قبلا في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" ان العملية التي تستهدف تدمير شبكة الانفاق التي يستخدمها المسلحون الفلسطينيون في غزة قد تنتهي "سريعا نسبيا"، الا انه لم يكشف عن تفاصيل.

من ناحيته، القى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة، مؤكدا انها ترفض جميع الجهود لوقف اطلاق النار.

وقال كيري لتلفزيون اي بي سي "عرض عليهم وقف اطلاق النار الا انهم رفضوه"، مشيرا الى ان حماس رفضت "بتعنت" جهود وقف النزاع "برغم ان مصر وآخرين دعوا الى وقف اطلاق النار".

وقال ان حماس تسببت بذلك في "مزيد من التحركات" من قبل الاسرائيليين لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.

واعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ان عدد النازحين الذين لجأوا الى المراكز التابعة لها في قطاع غزة وصل الى 81 الف نازح ويتم ايواؤهم في 61 مدرسة.

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن صباح الاحد "توسيع المرحلة البرية من عملية الجرف الصامد مع انضمام قوات اضافية الى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب في قطاع غزة وخلق واقع يمكن للسكان الاسرائيليين ان يعيشوا فيه بأمن وأمان".

دبلوماسيا، بدأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد في الدوحة جولة شرق اوسطية تهدف لوقف اطلاق النار في قطاع غزة.

ودعا بان اسرائيل الى "ممارسة اقصى درجات ضبط النفس" لتجنب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة، ودان "العمل الفظيع" الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية.

وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية "بينما كنت في طريقي الى الدوحة، قتل مزيد من المدنيين من بينهم اطفال في الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الشجاعية. وادين هذا العمل الفظيع".

واكد ان على اسرائيل "ممارسة اقصى درجات ضبط النفس وان تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين"، مضيفا ان عليها كذلك ان "تحترم القانون الانساني" في الحملة العسكرية على القطاع.

وأكد الامين العام ان الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات "لا يمكن ان يكون دائما"، علما بأن رفع الحصار هو احد المطالب الاساسية لحركة حماس للموافقة على وقف لاطلاق النار في القطاع.

واكد بان كي مون ان "الفلسطينيين وكذلك ايضا الاسرائيليين يجب ان يكون لديهم افق امل".

من جهته قال الوزير القطري ان "المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي".

واضاف "إننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة.. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية".

وأتى كلام الوزير القطري بعدما سرت شائعات عن "مبادرة قطرية" للتوصل الى تهدئة في غزة بعدما رفضت حماس مبادرة مماثلة تقدمت بها مصر وقبلت بها اسرائيل.

واضافة الى قطر، تشمل جولة بان كي مون كلا من الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان.

ومساء الاحد التقى الامين العام في الدوحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب ما افادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

ويغادر بان كي مون الاثنين الدوحة متوجها الى الكويت، محطته الثانية في جولته الشرق اوسطية.

ومن الكويت سيتوجه الامين العام الى القاهرة حيث سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة المقترحات للتوصل الى هدنة في النزاع الدموي في غزة.

وقالت الخارجية المصرية ان محادثات بان كي مون والسيسي ستتركز على الوضع المتدهور في غزة والمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار التي رفضتها حماس رغم قبول اسرائيل بها.