تحاول العراقية قرطبة عدنان الظاهر اختراق جدار المحاصصة والذكورية في بلدها، فقدمت ترشيحها لرئاسة العراق، مؤكدة أن كفاءات العراق سواء في الخارج أو في الداخل لم تعد من الاغلبية الصامتة بعد أن تم تهميش حقوقها واستحقاقاتها في الماضي.


عبد الجبار العتابي من بغداد: قالت المواطنة العراقية قرطبة عدنان الظاهر إن ترشحها بصفتها المستقلة لرئاسة جمهورية العراق ليس وليد المصادفة أو من اجل مكاسب زائلة بل هو نتاج معاناة يعيشها الشعب بلا رئيس حقيقي يحمل همومه.

وأضافت قرطبة المولودة في بغداد والمقيمة في المانيا وتعمل في مشاريع تكنولوجيا المعلومات أنها تعمل حاليًا بجد وعلى نطاق واسع في جميع المحافظات وفي داخل البرلمان بروية لكسب اكبر عدد من الاصوات إلا أن الاشكال الاكبر الذي يواجهها هو من وصفتهم بـ "احزاب السلطة وعبدة اصنام السياسة في البرلمان".

نبذة

قرطبة عدنان عبد الكريم الظاهر من مواليد بغداد، وحاصلة على ماجستير في العلوم السياسية من المانيا وعنوانها الوظيفي: منسق اقدم في مشاريع تكنولوجيا المعلومات.

كما أنها حاصلة على شهادة الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1994 في ميونخ بالمانيا.

وعلى شهادة دبلوم في تكنولوجيا المعلومات والبرمجة من غرفة التجارة والصناعة الالمانية عام 2001 في ميونخ وشهادة تدريب في التسويق من شركة اي فاو ام الالمانية عام 2004 في مدينة ميونخ ألمانيا، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة لودفيك ماكسيميليان الالمانية بميونخ، وماجستير في العلوم السياسية باختصاصين: الدولة والقانون والسياسات الخارجية من جامعة لودفيك ماكسيميليان الالمانية عام 2009 وشهادة المستخدم لمنظومة ال SAP في مجال الموارد البشرية.

وللمرشحة الرئاسية خبرة ثماني سنوات في حقل تكنولوجيا المعلومات وادارة المشاريع في عدة شركات المانية منها شركة سيمنس الالمانية، وخبرة سنتين في القسم القانوني لمكافحة الفساد في الشركة سي، وسبع سنوات في الترجمة العربية ـ الالمانية لدى الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في مجال السياسة وحقوق الانسان وحقوق الاقليات والاديان والثقافات المتعددة وايضا الترجمة الاقتصادية ومرشحة عن الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010 في بغداد.

وعملت ثلاثة أشهر مستشارة تنفيذية في قسم التسويق لأوروبا وشمال افريقيا والشرق الاوسط في شركة مايكروسوفت في المانيا وسنة من الخبرة في مجال تقنية الموارد البشرية في شركة سيمنس.

وهي تتقن اللغة العربية- اللغة الام- وتتحدث الالمانية والانكليزية بطلاقة ولديها معرفة باللغة الفرنسية.

وتولت قرطبة الظاهر مناصب رئيسة لجنة الشؤون والعلاقات العراقية في الجمعية العربية الالمانية من 2003 حتى 2013 ومسؤولة الاعلام والعلاقات العامة وهي عضو مؤسس في جمعية المستقلين العراقيين في برلين وعضو في جمعية المرأة العربية في مدينة فيينا بالنمسا وناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل وعضو في هيئة تحرير مجلة البلسم النسوية الصادرة في فيينا وناشطة في مجال حوار الاديان والحضارات مع تنظيم زيارات ميدانية للعراق، ولها عدة بحوث ونشاطات اعلامية.

"إيلاف" حاورت الظاهر في لقاء هو الاول لها مع وسائل الاعلام عن الوضع العراقي وهدفها من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

وفي ما يلي نص الحوار:

* لماذا قرار الترشح هذا ؟

لاحظنا في الاشهر الماضية كيف يتحول التطرف السياسي والتمسك بموقف بلا حكمة أو حسبان للاوضاع الاقليمية والدولية بالشكل الصحيح، وكيف يتحول هذا الموقف إلى تصعيد عسكري مسلح يسفك دماء الابرياء ويلحق الاضرار الجسيمة بممتلكات الدولة. وبالرغم من أن الجميع يؤكد تمسكه بوحدة العراق لكن الحقيقة اوضحت عكس كل ذلك، وهنا يأتي دور رئاسة الجمهورية المفقود من سنتين ليلعب دور الحاسم في هذا المعترك الفتاك بتذكيره اطراف النزاع بقواعد السلوك السياسي الوسطي والمعتدل والمباشرة بالحوار الشجاع والصريح واجلاس الاطراف المتنازعة على طاولة التفاوض والمصارحة الشفافة لتذليل كل العقبات وانتشال الوطن العراقي من وحل الدماء والحروب.

* لماذا هذا الترشح خاصة وان هناك احزاباً منتخبة ؟

لسنا بصدد التماس مشاعر الاحزاب المنتخبة، والتي تسعى الآن جاهدة لتكريس اسس ونظم التحاصص السياسي على المناصب السيادية في الدولة بأثر رجعي، لكننا نذهب اكثر من ذلك إلى وضع العصا في عجلة المحاصصة السياسية التي دفعت بالبلاد إلى التهلكة والانقسامات والاحتراب.

كما إن سعينا هذا لا يصب في تحقيق مآرب معينة وإلا يكفينا ما نحمله من رؤية واضحة وثاقبة للاوضاع تجعلنا نحلل الاشكاليات والمعضلات السياسية وتسعى لحلها.

* ما الذي يحتاجه العراق بأوضاعه الحالية ؟

العراق اليوم لا يحتاج إلى مطبخ سياسي يعود بنا إلى مربعات ودوائر الحقب الفاشلة المتعاقبة، وانما يحتاج إلى نساء تلعب دورًا دوليًا واقليميًا لتهدئة الاوضاع وتطبيع السلام والسلم الاجتماعي.

وظيفة رئاسة الجمهورية تقتضي اخذ زمام الامور بالحكمة والعقلانية العميقة والثبات على موقف وقرار سياسي واضح وشفاف لانتشال العراق من دوامة الصراعات والازمات إلى بر السلم والتنمية والبناء.

* انت تعرفين أن المنصب الرئاسي هو للاكراد، فلماذا الترشيح؟

أولا: الدستور لا يقول إن المنصب لصالح الكرد، كما انه ليس حكراً على أي شخصية سياسية تعتقد انها مستعدة أن تشتري كرسي الرئاسة بملايين من الدولارات، لقد رحل هذا الزمان وعلى جميع الساسة الحاليين أن يعوا ويدركوا أن ارادة الشعب لا تشترى ولا تباع في اسواق السياسة وأن الحرب الاهلية العراقية القائمة الان ما هي إلا نتاج اهمال تلك الارادة.

*هل تعتقدين أن للمرأة العراقية فرصة لتكون رئيسة، وهي التي لم تنل حقوقها الا بالكوتا؟

المرأة ستأخذ دورها في الحكم والزعامة عاجلاً أم اجلاً لأنها اصبحت تشكل الاكثرية في المجتمع، انها حقبة جديدة تبدأ بالمرأة العراقية، والتي اثبتت تاريخيًا أنها قادرة على المسك بزمام الامور السياسية كمحور للتهدئة وتحدي العقبات بالصبر والشجاعة. والعراق لا يحتاج إلى الاب الروحي في حكمه فحسب، وانما ايضًا إلى الام التي يشكو اليها الابناء متاعب الحياة وجنون عظمة الساسة.

&*ما هي رسالتك من وراء الترشح ؟
&
هناك رسائل كثيرة من وراء ترشيحي، اولها هي كسر حاجز المحاصصة المقيتة وجعل هذا المنصب استحقاقًا جماهيريًا وطنيًا حرًا، كما على الساسة الادراك أن كفاءات العراق سواء في الخارج أو في الداخل لم تعد من الاغلبية الصامتة بعد أن تم تهميش حقوقها واستحقاقاتها في الدورات الماضية، بل انها متواجدة وبقوة تراقب الاداء والعمل السياسي والحكومي والقانوني وتعمل جاهدة على تقديم المشورة والعون عند الخطأ، كما تنتقد بشدة الانحراف عن الخط الديمقراطي الذي يسعى لتعزيزه المجتمع العراقي بعد حقبة الدكتاتورية المقيتة.

يعتقد البعض أن ترشحك اعلامي فقط، ما قولك ؟

لا يهمني ما يعتقده البعض، أنا ترشحت وقدمت اوراقي.&