رأت غالبية قرّاء إيلاف أن صواريخ حماس لا تشكل خطورة كبيرة على إسرائيل، وقال خبراء إن لهذه الصواريخ تأثيراً سياسياً ونفسياً، من دون أي تأثير عسكري.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط ما يزيد على 500 قتيل، ومئات آخرين من الجرحى والمصابين من الفلسطينيين، إضافة إلى 13 قتيلًا من الجنود الإسرائيليين.

وبينما تستخدم إسرائيل أحدث الأسلحة والنظم الحربية المتطورة، لاسيما أنها تمتلك واحداً من أحدث الجيوش تسليحًا في العالم، ترد فصائل المقاومة بأسلحة وصواريخ محلية الصنع في غالبيتها. لكنها صدمت إسرائيل والدول المؤيدة لها، خصوصًا بعد وصول تلك الصواريخ البدائية إلى قلب المدن الإسرائيلية، وأصابت الإسرائيليين بالرعب، على غرار ما حدث في حرب العام 2006 ضد لبنان، التي أمطر خلالها حزب الله شمال إسرائيل بالصواريخ.

رأي القرّاء

ترى غالبية قرّاء "إيلاف" أن صواريخ المقاومة الفلسطينية لا تجدي نفعًا في مواجهة واحد من أعتى وأكثر الجيوش تسليحًا في العالم، وذلك في إجاباتهم على سؤال الإستفتاء الأسبوعي: "الصواريخ الفلسطينية على المدن الإسرائيلية أوجدت توازن رعب أم لا تجدي نفعًا؟"

شارك 3811 قارئًا في هذا الإستفتاء، ويرى 2384 قارئًا، أي بنسبة 63%، أن صواريخ المقاومة الفلسطينية ليست ذات جدوى في الحرب مع إسرائيل. بينما يعتقد 1427 قارئًا، بنسبة 37%، أنها حققت توازنًا نفسيًا مع إسرائيل، وأحدثت الكثير من الرعب في صفوف المواطنين الإسرائيليين، وجعلتهم يهرعون إلى المخابىء.

وعلى النقيض مما ذهب إليه قرّاء "إيلاف"، يرى خبراء عسكريون أن صواريخ المقاومة الفلسطينية أحدثت توازنًا نفسيًا مع الجيش الإسرائيلي، وأسقطت أسطورة القبة الحديدية التي كانت إسرائيل تتباهى بها.

طوّرت قدراتها

قال الخبير العسكري اللواء محمود سعيد لـ"إيلاف" إن إسرائيل فوجئت بالأسلحة الموجودة بحوزة فصائل المقاومة الفلسطينية، لاسيما حماس، مشيرًا إلى أنه للمرة الأولى تستطيع تلك الصواريخ اختراق ما يعرف في إسرائيل بالقبة الحديدية، وتسقط في قلب المدن الإسرائيلية.

وأضاف: "الصور الواردة من إسرائيل تشير إلى أن تلك الصواريخ أصابتهم بالكثير من الرعب، وجعلتهم ينزلون إلى المخابئ، في تذكير لهم بما حدث في حرب 2006 ضد لبنان، عندما قصف حزب الله شمال إسرائيل بالصواريخ".

ولفت إلى أن حماس استطاعت تطوير قدراتها العسكرية بشكل واضح، وصارت تمتلك ترسانة من الأسلحة أكبر من ذي قبل، معتبرًا أنه تطور مهم في الصراع مع إسرائيل، إلا أن سعيد يرى أنه رغم تطور أسلحة حماس مقارنة بالماضي، غير أنها لا تزال غير مجدية في مواجهة الجيش الإسرائيلي، الذي يمتلك أحدث الأسلحة وأكثرها تطورًا وفتكًا في الجيوش العالمية.

لا تمثل شيئًا

تمتلك حماس الآلاف من الصواريخ وقذائف الهاون وقذائف آر بي جي، وعشرات الآلاف من الأسلحة الخفيفة، لكنها لا تمثل شيئًا مقارنة بقدرات الجيش الإسرائيلي، لاسيما أن إسرائيل تستخدم سلاح الطيران بكثافة، وتستخدم أيضًا أسلحة وقنابل محرمة دوليًا.

وقال الخبير العسكري اللواء محمد جمال الدين لـ"إيلاف" إن الفصائل الفلسطينية لا يمكن مقارنتها بالجيش الإسرائيلي عسكريًا، "لكن أسلحتها تمثل نوعًا من الردع النفسي، فالصواريخ التي سقطت على المدن الإسرائيلية تظهر نتائجها على الحكومة الإسرائيلية بعد إنتهاء الحرب". وتوقع أن تخضع حكومة بنيامين نتانياهو لمساءلة شديدة في الكنيست، لاسيما أن تطور أسلحة حماس يثبت فشل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ومنها المخابرات الحربية والموساد.

ولفت إلى أن إصرار إسرائيل على اجتياح غزة بريًا جاء نتيجة تكثيف حماس لإطلاق الصواريخ. ونبّه إلى أن إسرائيل أرادت إسكات تلك الصواريخ، لاسيما في ظل ضعف المعلومات المتوافرة لدى أجهزتها المعلوماتية عنها، فضلًا عن تكبيد حماس خسائر مادية وبشرية هائلة ترضي الرأي العام الإسرائيلي، وتعوضه عن ساعات الرعب التي عاش فيها بسبب صواريخ حماس.

تأثير سياسي

يرى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن التأثير الذي تتركه صواريخ المقاومة على إسرائيل هو تأثير سياسي وليس ماديًا. وقال في تصريح لصحيفة تليغراف البريطانية: "لن تقبل حماس بوقف إطلاق النار إلا إذا أوقفت إسرائيل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه على غزة، وأفرجت عن المعتقلين المقبوض عليهم بعد مقتل ثلاثة مستوطنين من الضفة الغربية".

وأضاف أنه مستعد للتعامل مع أي وسيط يتعامل بمقتضى الطلبات التي ذكرها مقدمًا، مشيرًا إلى أن كلاً من قطر وتركيا سوف تشاركان مصر لحل أزمة الحرب على القطاع. واعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن حماس تمتلك أسلحة متطورة، لكنها دافعت عن إسرائيل وإستخدامها المفرط للقوة ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبرة أنه دفاع عن النفس.

العمليات المؤلمة

وقال الخبير العسكري اللواء عبد الرحمن سعيد لـ"إيلاف" إن الصراع مع إسرائيل أثبت أن العمليات النوعية التي قامت بها حماس كانت أشد إيلامًا لإسرائيل من إطلاق الصواريخ، "فعملية أسر الجندي جلعاد شاليط حققت نتائج كبيرة وساهمت في الإفراج عن أكثر من ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية".

ولفت إلى أن العملية النوعية التي أعلنت عنها حماس أمس، والتي قتلت فيها 13 جنديًا وأسرت جنديًا، تمثل أكثر الضربات إيلامًا لإسرائيل منذ بدء الحرب قبل نحو أسبوعين. واعتبر أن أسلحة حماس ليس لها تأثير مادي أو عسكري على الأرض،&بل تأثير نفسي فقط.