في ظل استمرار المواجهة بين حركة حماس وإسرائيل وسقوط المئات من المدنيين بين قتيل وجريح، تتسارع الجهود الدبلوماسية لإيجاد اتفاق لوقف اطلاق النار.

وعد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ليل الاثنين الثلاثاء من القاهرة بمساعدة انسانية للمدنيين في قطاع غزة بقيمة 47 مليون دولار. وسيكثف كيري لقاءاته في العاصمة المصرية سعيًا الى ارساء وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس.

وبعيد وصوله مساء الاثنين، التقى كيري الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يسعى بدوره الى تهدئة في غزة.

ودافع الوزير الاميركي عن "الجهود المشروعة والملائمة" التي تبذلها اسرائيل "لحماية نفسها" من اطلاق الصواريخ. لكنه اعرب عن "قلقه البالغ" حيال مصير المدنيين في قطاع غزة، ضحايا الهجوم الاسرائيلي المتواصل منذ اسبوعين، والذي خلف اكثر من 570 قتيلاً بينهم عشرات الاطفال.

واعتبر مسؤولون اميركيون يرافقون كيري أن وضع حد لهذا النزاع، وهو الخامس بين اسرائيل وحماس في اقل من عشرة اعوام، سيكون صعبًا بسبب تبدل الظروف الاقليمية. فخلال النزاع الاخير العام 2012، تمكن الرئيس المصري السابق الاسلامي محمد مرسي من اقناع حماس بالموافقة على التهدئة. لكن الوضع تغيّر اليوم مع تولي الرئاسة المصرية وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الذي عزل مرسي قبل عام في موازاة حظر انشطة حماس في مصر.

وسبق أن طرحت القاهرة مبادرة للتهدئة وافقت عليها اسرائيل ورفضتها حماس مشترطة لوقف اطلاق النار رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006، وفتح الحدود مع مصر والافراج عن عشرات المعتقلين.

وحضّ بان وكيري حماس التي تسيطر على قطاع غزة على القبول بالمبادرة المصرية، وكذلك الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

وقال كيري: "على حماس وحدها أن تتخذ قرار تحييد المدنيين الابرياء عن اعمال العنف"، مطالبًا الحركة "بوقف اطلاق الصواريخ في شكل فوري".

لكنّ مسؤولاً كبيرًا في حماس صرح لفرانس برس رافضاً كشف هويته أن "كل شيء ينبغي أن يتم في شكل متزامن: انهاء العدوان (الاسرائيلي) وانهاء حصار" غزة.

وكرر وزير الخارجية المصري سامح شكري مساء الاثنين أن القاهرة لا تنوي تعديل مبادرتها.

وسيلتقي كيري ايضاً مسؤولين مصريين في مقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلاثاء. واوضح مسؤولون اميركيون أنه سيبقى في القاهرة اقله حتى صباح الاربعاء وقد يتوجه الى دول أخرى في الشرق الاوسط.

وقال احد هؤلاء المسؤولين رافضًا كشف هويته "الهدف هو ضمان وقف اطلاق النار في أسرع وقت. هذا لا يعني أن الامر سيتم سريعًا ولن يكون سهلاً ايضًا".

وتجري واشنطن ايضا اتصالات مع قطر الداعمة لحماس.

وقبل ان يلتقي كيري، قال بان كي مون في مؤتمر صحافي "ينبغي أن يتوقف العنف، أن يتوقف فوراً. ما شهدناه في الايام الاخيرة مرفوض".

واضاف "ادعو كل الاطراف الى وقف اعمال العنف من دون شروط والعودة الى الحوار".

وقبل مصر زار الامين العام للامم المتحدة قطر ثم الكويت التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وتكثفت الجهود الدبلوماسية اخيرًا في القاهرة، وتوجه اليها العديد من الوزراء الاوروبيين اضافة الى قادة في حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولات لإرساء وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحماس.

وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين بعد اجرائه اتصالاً هاتفيًا ببان كي مون على وجوب "القيام بكل ما هو ممكن لوضع حد فوري لمعاناة السكان المدنيين في غزة".&