غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء لليوم الخامس عشر على التوالي عمليته العسكرية ضد قطاع غزة التي قتل فيها 585 فلسطينيًا حتى الان بينما يسعى الامين العام للامم المتحدة ووزير الخارجية الاميركي جون كيري للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار.

ووصل كيري مساء الاثنين الى القاهرة حيث التقى بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مسعى لايجاد حل للنزاع. وتحدثت وسائل الاعلام الفلسطينية مساء الاثنين عن امكانية تنفيذ هدنة انسانية لساعات الثلاثاء للسماح لسكان القطاع بالتزود بالامدادات لكن لم يتم تأكيد ذلك.

وصباح الثلاثاء، قتل فلسطينيان في غارة إسرائيلية على خانيونس جنوب قطاع غزة. وقبلها، قتل سبعة فلسطينيين في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع. وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة ان خمسة من القتلى هم من عائلة واحدة قتلوا في غارتين جويتين على دير البلح جنوب القطاع.

وسقط قتيل في غارة على خانيونس (جنوب) وآخر في قصف على مخيم النصيرات. وبدأ الجيش الإسرائيلي في 8 من تموز (يوليو) الماضي عملية عسكرية ضد قطاع غزة اطلق عليها اسم "الجرف الصامد" والتي قتل فيها 584 فلسطينيا حتى الان.

وفي الجانب الإسرائيلي قتل 27 جنديا إسرائيليا منذ بداية الهجوم البري، وهي اكبر خسارة يتكبدها الجيش الإسرائيلي منذ حرب تموز (يوليو) 2006 مع حزب الله اللبناني. وقتل مدنيان إسرائيليان جراء اصابتهما بشظايا صواريخ اطلقت من غزة.

وبحسب الجيش، اطلق اكثر من الفي صاروخ على إسرائيل منذ بدء العملية، سقط 1600 منها في الدولة العبرية بينما تمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 396 منها. وفي مواجهة اعمال العنف الكثيفة، دعا بان كي مون مجددا من القاهرة الى وقف "فوري" لاطلاق النار، قبل توجهه الثلاثاء الى إسرائيل.

وفي القاهرة ايضا، دافع كيري عن حق إسرائيل في "حماية نفسها" من اطلاق الصواريخ. لكنه اعرب عن "قلقه البالغ" حيال مصير المدنيين في قطاع غزة، ضحايا الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ اسبوعين.

وقال كيري امام صحافيين عند لقائه بان "نحن قلقون جدا من عواقب جهود إسرائيل المشروعة والمناسبة للدفاع عن نفسها". ووعد كيري بتقديم 47 مليون دولار من المساعدة الانسانية الى المدنيين في غزة.
من جهته، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حماس الى الموافقة على مبادرة التهدئة المصرية.

وكانت القاهرة طرحت مبادرة للتهدئة وافقت عليها إسرائيل ورفضتها حماس مشترطة لوقف اطلاق النار رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006 وفتح الحدود مع مصر والافراج عن عشرات المعتقلين.

والنزاع هو الخامس منذ الانسحاب الإسرائيلي الاحادي من قطاع غزة في 2005. وفي كل مرة تردد إسرائيل ان هدفها هو نفسه تقريبا: كسر شوكة حماس وشل قدرتها على اطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومنع مقاتليها من التسلل اليها، ولكنها في هذه المرة اضافت الى ذلك هدف تدمير الانفاق التي تستخدم للتسلل عبر الحدود.

وتتذرع إسرائيل بان المقاتلين الفلسطينيين يتمركزون قرب المباني السكنية والمستشفيات لتبرير غاراتها على المنازل والعدد الهائل من الضحايا المدنيين. واكد الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء في بيان ان قواته تواصل عملياتها "في حي الشجاعية المعروف بوجود تركيز عال للانشطة الارهابية فيه".

واضاف البيان انه "تم استهداف اكثر من مئة هدف في هذا الحي في الساعات ال24 الماضية"، منددا "باستغلال حماس للمدنيين باطلاقها النار على إسرائيل من المدارس والمستشفيات والمساجد". وذكرت منظمة العفو الدولية ان تواصل القصف على السكان المدنيين ومستشفى "تضاف الى جرائم حرب محتملة تستدعي فورا ان تكون موضع تحقيق دولي مستقل".

ويتصاعد التوتر في الضفة الغربية ايضا حيث قتل شاب فلسطيني في وقت متأخر مساء الاثنين برصاص مستوطن بالقرب من بلدة الرام المحاذية لمدينة القدس في الضفة الغربية. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الشاب محمود حاتم شوامرة ( 21 عاما) قتل بعد ان اطلق مستوطن عليه النار اثر قيام شبان كانوا يتظاهرون تضامنا مع غزة، بالقاء الحجارة عليه.

وبدأت دوامة العنف& بعد مقتل ثلاثة شبان يهود في الضفة الغربية الشهر الماضي، اعقبه قتل فتى فلسطيني حرقا في فعل انتقامي في القدس. واتهمت إسرائيل حماس بخطف الشبان الثلاثة وقتلهم. ووجهت الولايات المتحدة الاثنين تحذيرا طلبت فيه من رعاياها عدم التوجه الى إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية بسبب التوتر البالغ الذي يسود المنطقة.