&
&رغم الإجماع على الخطر الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" إلا أن هناك حالة من التباين في الآراء بشأن آلية مواجهته، لدرجة أن البعض يدعو أن لا تكون المعالجة أمنية.

&
تباينت آراء محللين ونواب لبنانيين سابقين بشأن مستقبل تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يحظى بنفوذ في العراق وسوريا، وبينما يرى البعض أنه لن يكون هناك أي مستقبل فعلي للتنظيم، يرى آخرون أن المرحلة المقبلة تعني الاقبال على الإرهاب بكل أبعاده، بينما يعتبر طرف ثالث أن التنظيم لن ينفذ شريعة الغاب، لأن الدولة الحديثة تملك علاقات مع المحيط، ولها قوانينها واقتصادها وتتناسب مع حقوق الإنسان.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن بتاريخ 29 حزيران /يونيو 2014 عن "الخلافة الإسلامية" ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وقال الناطق الرسمي بإسم التنظيم أبو محمد العدناني إنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة، وأن مقاتليها أزالوا الحدود التي وصفها بالصنم، وأن الإسم الحالي سيُلغى ليحل بدلاً منه اسم الدولة الإسلامية فقط.
&
حالة ذهول
يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـ"إيلاف" إن هناك تعبيرًا عن حالة الذهول مما يجري من حولنا، فهل نحن في علم أم حلم؟ ولكن ما يُعلم من طروحات بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية بالغ الخطورة من حيث الطروحات التي تقدّم بها هذا التنظيم، وتوجّهاته المذهبية الضيقة والطائفية، الأمر الذي يتناقض مع طبيعة العيش القائم حتى الآن في المنطقة، ولكن يضيف مالك، "علينا أن نعترف أن مقاومة هذا التنظيم لن تكون من خلال المعالجة الأمنية، إنما هذه الظاهرة البالغة الخطورة، يجب أن يكون لها برنامجها الكامل، فقبل مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية علينا التأكد من الأسباب التي أدت إلى نشوء مثل تلك التنظيمات، وما نشهده في العراق وسوريا، يوشي أن المستقبل في هذه المنطقة لا يبشر بالخير على الإطلاق، نعيش مرحلة مصيرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ، هذه حقبة مصيرية لا تقاوم لا بالتمني ولا بالخطابات ولا بقصائد الشعر".
&
ويلفت مالك إلى أنه علينا أن نعلم حجم التأييد لتنظيمات مثل الدولة الإسلامية وغيرها، لكن نحن مقبلون على إرهاب بكل أبعاده، يشمل كل المنطقة وتوجهات مثل تلك التنظيمات لا توحي بالطمأنينة على الإطلاق ولا تلقى إجماعًا من أي فئة كانت، رغم أن التنظيم يدّعي أنه ينتمي إلى الإسلام السني الحقيقي.
&
ويؤكد مالك أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يؤمن بالحوار الفكري من هنا مكمن الخطورة.
&
ويشير مالك إلى أن مبايعة البغدادي نفسه على الخلافة الإسلامية أمر خطر، والحرب في سوريا أعطت المجال الميداني للتنظيم &أن يتوسع أكثر فأكثر، ويحاول البغدادي أن يُعيد صيغة الخلافة التي كانت في التاريخ، لكن ما أبعد خلافته عن خلافة المسلمين الفعلية.
&
ويؤكد مالك غياب الحل الجذري مع هكذا تنظيمات والطروحات التي يتقدم بها تنظيم الدولة الإسلامية فشلت أن تكون البديل عن كل الأنظمة العربية الموجودة، مشيراً إلى أنه حتى الآن لا توجد كلمة للتنظيم عن فلسطين، وأضاف "سلوك مثل هذه التوجهات يجب أن يكون القضية المركزية الأولى لإثارة المخاوف".
&
لا مستقبل
يشير مصطفى علوش، النائب السابق من قوى 14 آذار، لـ"إيلاف" إلى أنه لا مستقبل لدولة إسلامية على شكل داعش، فالمسلحون لن ينفذوا شريعة الغاب، لأن الدولة الحديثة تملك علاقات مع المحيط، ولها قوانينها واقتصادها وتتناسب مع حقوق الإنسان، ومع شرعية الأمم المتحدة، وأي دولة تعزل نفسها هي عمليًا دولة ميتة، ولا مستقبل لها، وما يسمى بدولة إسلامية هي عمليًا كيان لا يمكن الحفاظ عليه بأي شكل من الأشكال.
&
عن أي تداعيات مستقبلية لهذا الكيان على لبنان، يقول علوش إن الأمر منوط باستمرارها، فهناك مشاريع تُطرح بين أميركا وإيران من خلال وسيلة لإيجاد عدو مشترك للكيانين، ومحاربته على هذا الأساس، وإذا تم الأمر ستتوسع دائرة العنف والمواجهة.
&
ويلفت علوش إلى أن المشروع الأسوأ الذي يهدد الأقليات في لبنان هو مشروع ولاية الفقيه، وأضاف: "أيضا استمرار الوضع المتأزم خطر على المسيحيين، والخطر الأكبر لداعش هو على المسلمين السنّة بالذات، الذين يعتبرون أنفسهم معتدلين وبعيدين عن التطرّف".
&
مستقبل بائد
ويؤكد اسماعيل سكرية النائب السابق من قوى 8 آذار في حديثه لـ"إيلاف" أن مستقبل الدولة الإسلامية بائد، وهي مرحلة عابرة تلعب دورًا تخريبيًا وتشوّه الدين الإسلامي بامتياز، والتنظيم يحقق أهدافًا لإسرائيل من خلال تقسيم المنطقة، بشكل إثني وطائفي ومذهبي، ولا مستقبل لتلك الدولة لأنها لن تستطيع بناء دولة وإرساء مجتمع.
ويعتبر سكرية أن الجميع ضد هذه الدولة في نهاية الأمر.
ويلفت سكرية إلى أن تداعيات هذا التنظيم على لبنان تبقى رهنًا بالمستقبل، فلبنان ليس بمنأى عن هذا التوجه رغم عدم وجود البيئة الحاضنة له، هناك بقع يبقى لبنان&قادراً على ضبطها رغم أن الأمر منوط بالتطورات المستقبلية والإقليمية.
&
ويؤكد سكرية أن هذا التنظيم يشكل خطرًا على الأقليات فما حصل في الموصل يثير الهلع والقلق لدى مسيحيي لبنان تحديدًا.