أقال الائتلاف السوري المعارض الحكومة الموقتة التي يرأسها أحمد طعمة، وحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال، تحضيرًا لحكومة جديدة تستعد للانتقال إلى سوريا.

بهية مارديني: قرر الائتلاف الوطني السوري المعارض، في ختام اجتماعات دورة هيئته العامة الـ 15 في اسطنبول فجر الثلاثاء، سحب الثقة من الحكومة المؤقتة التي يرأسها احمد طعمة، وجعلها حكومة تصريف أعمال. وصوت على القرار 66 عضوًا من الائتلاف و35 ضد الاقالة مع ورقتين بيضاوين وورقة ملغاة، من أصل 104 أعضاء حضروا الاجتماع، أصولا، فيما استقال قبل التصويت وزير الطاقة الياس وردة.

انتقال إلى سوريا

شهد الاجتماع جلسات عاصفة على مدى يومين بين أخذ ورد، خصوصًا حول الوضع العسكري. واقترح بعض اعضاء الائتلاف تشكيل لجنة تحقيق واعطاء الحكومة المؤقتة فرصة أخرى، بعد أن استمعوا إلى ادائها وشارك الوزراء في الجلسات وتحدثوا تفصيلًا، وصوّت أعضاء الائتلاف على القرار. لكن هذا القرار لم يكتب له النجاح، حيث صوّت ضده 46 عضوًا ومعه 27 عضوًا وامتنع عضوان عن التصويت.

وجاء قرار الاقالة لخلق أرضية جديدة للعمل أساسها انتقال الحكومة الموقتة إلى الداخل السوري بأقرب وقت ممكن وتوظيف الكفاءات الثورية السورية.

ووجهت الهيئة العامة في الائتلاف الشكر إلى رئيس الحكومة المقالة ووزرائه، وكلفتهم بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وفتحت رئاسة الائتلاف باب الترشيحات لغاية اسبوعين من اجل حكومة جديدة على أن تشكل خلال ثلاثين يومًا .

الحفاظ على الدولة

أتت اجتماعات الهيئة بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة لمقر الحكومة المؤقتة منذ أيام، واطلع خلالها على آلية سير العمل، وعلى الهيكلية التنظيمية للحكومة.

التقى البحرة خلال الزيارة وزراء الحكومة، الذين عرضوا الخطة والإجراءات القانونية والاستراتيجية المتبعة داخل كلّ وزارة، مؤكدًا أهمية العمل المؤسساتي والتكنوقراطي في هيكلية الأجهزة التنفيذية، من أجل نجاح الحكومة المؤقتة في أداء أعمالها.

وقال البحرة: "اختيار الكوادر البشرية أولوية، ويجب أن تكون الخبرة هي المعيار الأساسي فيها". وأشار البحرة إلى وجوب عدم تهميش أصحاب الخبرات ممن عملوا داخل مؤسسات النظام، لأن الائتلاف لا يريد القضاء على الدولة ومؤسساتها وإنما الحفاظ عليها وإزالة شوائب الفساد التي زرعها نظام الأسد داخل هياكلها التنفيذية.

لم يعد قابلًا للانتظار

كان البحرة أكد بعد توليه رئاسة الائتلاف أن خطة العمل قيد التنفيذ عنوانها سوريا، بغض النظر عن أي متغيرات خارجية أخرى، "وذلك سيأتي تحت مظلة العمل الوطني، بعيدا عن أية تجاذبات سياسية ربما تؤثر على مسيرة العجلة التي شرعنا بدفعها".

وستركز الخطة في الأشهر القادمة على إصلاحات كاملة لهيكلية الأجهزة التنفيذية للثورة، والتي تتمثل بوزارات الحكومة والكتائب المقاتلة في الميدان، بحسب البحرة.

واعتبر أن الهدف الرئيس لاجتماعنا مع الوزراء هو التعرف على إنجازاتهم والصعوبات التي تواجه أعمالهم، من أجل تحديد مواطن الخلل في الأداء ومعالجتها بشكل فوري، فالأمر السوري لم يعد قابلًا للانتظار.
كما وافق الائتلاف على قبول استقالة ريما فليحان ولؤي المقداد.

ويجتمع البحرة بعد ظهر& الثلثاء في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ، بحضور نصر الحريري، أمين عام الائتلاف، ونواب رئيسه محمد قداح وعبد الحكيم بشار ونورا الامير.