فيما فقدت غزة أكثر من 600 من أبنائها، صعّدت إسرائيل لهجتها بشكل غير مسبوق بعد بدء هجومها البري على قطاع غزة وبات مسؤولوها يكررون القول بانهم لن يقبلوا بوقف لإطلاق النار قبل تركيع حركة حماس وإخضاعها.


غزة: قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان الرد الاسرائيلي على إطلاق الصواريخ من غزة "يجب ان يكون متكافئا" واعتبر ان مقتل اكثر من& 620 فلسطينيا في الغارات والقصف الاسرائيلي "امر لا يمكن قبوله".

وقال "من غير المقبول ان يتعرض بلد للتهديد بالصواريخ، وفي المقابل يجب ان يكون الرد متكافئا. 600 قتيل هو بالطبع امر لا يمكن قبوله"، في اول انتقاد فرنسي واضح للعملية الاسرائيلية وذلك في تصريح لتلفزيون "تي اف 1" الفرنسي الخاص.

وكان اليسار الفرنسي اتهم الرئيس فرنسوا هولاند باتباع دبلوماسية منحازة جدا لاسرائيل منذ بدء الهجوم العسكري على غزة في الثامن من تموز/يوليو.

وتابع فابيوس "ان الاولوية المطلقة هي لوقف اطلاق النار. لا بد بأي شكل من الاشكال وقف المجازر والهجمات على الفور".

من جانبها، قالت وزيرة العدل تسيبي ليفني التي تعتبر من الحمائم في حكومة بنيامين نتنياهو "لن يكون هناك وقف لاطلاق النار قبل الانتهاء من تدمير هذه الانفاق وهو احد اهداف العملية".

وكانت اسرائيل شنت هجومها البري بعد حملات القصف العنيفة بهدف تدمير انفاق تقول ان حركة حماس بنتها لإخفاء اسلحتها ومقاتليها وايضا للتسلل الى داخل الاراضي الاسرائيلية. وكان وزير الدفاع موشي يعالون شديد التفاؤل عندما اعلن ان الجيش "بحاجة ليومين او ثلاثة" لانهاء هذه المهمة.

عندما بدأت اسرائيل حملتها الجوية في الثامن من تموز/يوليو كانت تعلن بان حماس اجبرتها على دخول حرب لم تكن تريدها. وبعد دخول جنودها اراضي غزة الخميس الماضي تلقت ضربات قاسية تمثلت بمقتل 27 من جنودها خلال خمسة ايام.

وتمت تعبئة 60 الف جندي احتياطي لاستخدامهم في حال توسع الحملة العسكرية وهم ينتشرون حول القطاع.

وحذرت صحيفة هآرتس اليسارية الثلاثاء من ان "تتحول الرمال الناعمة في غزة الى رمال متحركة للجنود الاسرائيليين".

ورغم مشاهد تشييع الجنود الاسرائيليين فان الرأي العام الإسرائيلي لا يزال يؤيد مواصلة العملية العسكرية.

فقد افاد استطلاع قامت به صحيفة "اسرائيل هيوم" الموالية للحكومة ان 77% من الاسرائيليين يعارضون وقف اطلاق النار حاليا مقابل 16% يريدون ذلك.

كما ان 94% من الاسرائيليين حسب الاستطلاع نفسه يعربون عن موافقتهم على مسار الحملة العسكرية التي اوقعت حتى الان اكثر من 600 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين.

وتؤكد الحكومة الاسرائيلية انها تحظى بدعم دولي واسع لعمليتها العسكرية كما ان غالبية القوى السياسية في اسرائيل موحدة في اصرارها على عدم تقديم اي مكسب لحركة حماس.

وقال وزير الاقتصاد الاسرائيلي والضابط السابق نفتالي بنيت الثلاثاء "ندفع ثمنا غاليا ولن نقبل بعدم انجاز العمل كاملا".

كما اضافت ليفني "ان وقف اطلاق النار لن يتم حسب شروط حماس غير المقبولة".

وتابعت الوزيرة الاسرائيلية "ان حماس لم تقدم حتى الان سوى شروط لا نستطيع نحن قبولها كما لا يستطيع عباس قبولها والامر سيان بالنسبة للمصريين والاميركيين".

وكرر القيادي في حماس اسماعيل هنية الاثنين شروط حماس لوقف اطلاق النار: ان توقف اسرائيل في البداية عدوانها وان تعد بعدم تكرار عملية من هذا النوع وان ترفع حصارها بشكل كامل وان تفرج عن الاسرى الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية اخيرا.

ومن المستبعد ان توافق اسرائيل على هذه الشروط خصوصا ما يتعلق بالافراج عن المحتجزين الفلسطينيين.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الاسرائيليين والفلسطينيين الى وقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات.

وقتل فلسطينيان فجر الاربعاء في قصف جوي اسرائيلي استهدف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة في غزة وشهود عيان.

واعلن اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة "استشهاد المواطنين اسامة رجب (21 عاما) ومحمد حمودة (23 عاما) في قصف في بلدة بيت لاهيا".

وقال احد الشهود ان "الطائرات الحربية الاسرائيلية اطلقت صاروخا على الاقل على منزل في بيت لاهيا ما اسفر عن استشهاد مواطنين" اثنين.