حصلت"إيلاف" على معلومات خاصة تفيد بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أقال عدداً من المسؤولين العسكريين، على خلفية مقتل 22 عسكرياً في هجوم إرهابي يوم السبت 19 يوليو/ تموز الجاري.

القاهرة: أعلن تنظيم إسلامي جديد في مصر يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية في مصر"، أو "داعش مصر" مسؤوليته عن مقتل 22 عسكرياً مصرياً بنقطة عسكرية بواحة الفرافرة بالصحراء الغربية، في وقت تتضارب الأنباء عن الجهة الحقيقية التي تقف وراء العملية الإرهابية، لاسيما في ظل إعلان تنظيم ما يعرف بـ"أنصار بيت المقدس" أمس مسؤوليته عن العملية.

وقال مصدر عسكري لـ"إيلاف" إن التحقيقات مازالت جارية ومن المبكر الإعلان عن الجهة التي تقف وراء مقتل العسكريين، لاسيما أنه لم يتم إلقاء القبض إلا على شخص واحد يشتبه أنه على صلة بالمجموعة التي نفذت الجريمة.

وحصلت "إيلاف" على معلومات خاصة تفيد بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أقال عدداً من المسؤولين العسكريين، على خلفية مقتل 22 عسكرياً في هجوم إرهابي وقع مساء السبت 19 يوليو/ تموز الجاري. غير أن المصادر التي تلقت "إيلاف" المعلومات منها لم تفصح عن أسماء ورتب المسؤولين، إلا أنها قالت إنهم في الغالب ينتمون إلى سلاح حرس الحدود والمخابرات الحربية.

وفي السياق نفسه، تشهد الأجهزة الأمنية حالة من الإستنفار، من أجل الوصول إلى الجناة في تلك العملية، التي أثارت غضب المصريين، وخصمت من شعبية الرئيس السيسي، ولم تتوصل التحريات التي تشترك فيها أجهزة الشرطة، والمخابرات الحربية وحرس الحدود والقوات الخاصة إلى معلومات جدية حتى الآن، ولم يتم إلقاء القبض إلا على شخص واحد يشتبه في أنه على صلة بالمجموعة الإرهابية التي استهدفت النقطة العسكرية.

وبعد نحو ثلاثة أيام من العملية، كشف المتحدث العسكري للجيش المصري العقيد محمد سمير بعضاً من تفاصيلها، وقال في بيان له: "إن التحقيقات الأولية تشير إلى الآتي: الهجوم تم بواسطة مجموعة إرهابية تتكون من عدد (20) فرداً يستقلون عدد (4) عربات دفع رباعي إحداها تحمل براميل فيها مواد شديدة الإنفجار، وتقل مسلحين بأسلحة متطورة (بنادق قناصة - رشاشات كلاشينكوف - بنادق آلية - ...) وقواذف RBJ وقنابل يدوية".

وأضاف: "جنودنا البواسل قاموا بالتعامل الفوري مع تلك العناصر عند إقترابها من النقطة من عدة جهات، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من تلك العناصر وحال دون قيامهم بإقتحام النقطة".

مشيرًا إلى أن "العناصر الإرهابية استمرت فى محاولة إقتحام النقطة وفشلوا فى ذلك، حيث قاموا بإطلاق عدة قذائف RBJ أصابت إحداها إسطوانة غاز متواجدة بالنقطة، مما أدى إلى إنفجارها وإشتعال النيران بمخزن الذخيرة والنقطة، الأمر الذي أسفر عن إستشهاد العدد الأكبر من قوة النقطة مع إستمرار تمسك باقي العناصر بمواقعهم لمنع إقتحامها".
ولفت إلى أن النقطة العسكرية تلقت دعماً.

وقال: "بوصول عناصر الدعم للنقطة والتعامل مع الإرهابيين الذين&لاذوا بالفرار بالمناطق الجبلية بواسطة عدد (2) عربة تاركين بعض الأسلحة والمعدات والأجهزة خاصتهم وعدد (2) عربة وجثمان أحد الإرهابيين".

وأضاف أنه "جاري إستكمال باقي التحقيقات وفحص المضبوطات التي تمكننا من تحديد العناصر الإرهابية المتورطة في إرتكاب هذا الحادث الإجرامي لتقديمهم للعدالة". وأكد أن القوات المسلحة سوف تواصل جهودها "لمحاربة الإرهاب وضرب البؤر التكفيرية لتطهير مصر من أعداء الوطن والأديان السماوية".

ونشر المتحدث العسكري صوراً للموقع العسكري بعد العملية الإرهابية، وبعضاً من المتعلقات الخاصة بالإرهابيين.

وزاد تنظيم جديد يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية في مصر" من غموض العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 22 عسكرياً مصرياً في الصحراء الغربية، وأعلن عن مسؤوليته عن العملية، وقال في بيان له، مشيراً إلى أنه "جزء من دولة الخلافة الإسلامية في العراق، وأن أعضاءَه بايعوا أبا بكر البغدادي، خليفة للمسلمين".

وأضاف التنظيم في البيان المنسوب له على صفحة بموقع التواصل الإجتماعي تويتر: "لقد مكننا الله من اقتحام وكر لكمين قوات حرس الحدود المصرية بالفرافرة، الذي لطالما كان يقتل وينكل بالمؤمنين من المجاهدين"، واتهم قوة الكمين بـ"الحصول على الإتاوات والقبض على المجاهدين الذين كانوا يمرون من تلك المنطقة".

وتابع: "فكان لزامًا علينا أولاً التضحية في سبيل الله للثأر من الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الأمن ضد المجاهدين في سجني (أبوزعبل) و(العازولي)، والذي يعد بمثابة سلخانة للمسلمين بداخله، فكان يجب علينا أن نقطع الرقاب ونشد الوثاق ونثخن في أعداء الله من الجنود والضباط".

وأوضح تفاصيل العملية التي وقعت قبيل الإفطار منذ يومين: "كانت مهمة المجموعة الأولى تفجير الكمين، فتم اقتحامه بقذائف (آر بي جي) وتم تفجير مخزن للأسلحة التي كانوا يستخدمونها في القتل والتنكيل، وتم تفجير الكمين على رؤوس الجنود، ثم اقتحامه على الفور بالمجموعة الثانية بأسلحة (جيرانوف) و(كلاشينكوف)، حتى تم القضاء على الكتيبة بأكملها بداخل هذا الوكر الإجرامي، ولم تتم المغادرة حتى تم التأكد من قتلهم جميعًا".

ودعا التنظيم الذي لم يتبنَّ أية عمليات إرهابية في السابق المصريين إلى العصيان ورفض "تجنيد أبنائهم سواء في القوات المسلحة أو وزارة الداخلية، وأن يضغطوا على أبنائهم للخروج من الخدمة وإلا سيكون مصيرهم القتل"، حسب ما ورد في البيان.

وفي وقت سابق، أعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي تبنى العديد من العمليات الإرهابية في السابق، مسؤوليته عن العملية، من دون أن يعطي أية تفاصيل عنها، مما يزيد من الغموض عن العملية، في وقت تتكتم الأجهزة الرسمية في مصر على التحقيقات.

وفي السياق ذاته، قال اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع الأسبق، لـ"إيلاف" إن ليس مهماً اسم المجموعة الإرهابية التي تقف وراء العملية، مشيراً إلى أنها جميعاً تعمل في بوتقة واحدة، وتتبنى فكراً تكفيرياً وإرهابياً واحداً.

وأضاف أن الجماعات الإرهابية تطلق على نفسها أسماء متعددة، بهدف تشتيت الأجهزة الأمنية، وإظهار نفسها أمام الرأي العام على أنها جماعات متعددة ولديها قوات كثيرة، بهدف إدخال الرهبة والخوف في قلوب المصريين.

ولفت إلى أن المجموعات الإرهابية لا وطن لها ولا دين لها، منوهاً بأن الجماعات الإرهابية تتعاون مع جهات خارجية، لتحقيق هدف واحد هو إسقاط الدولة، أو على الأقل عدم الإستقرار لها، متوقعاً إستمرار تلك العمليات الإرهابية، حتى تحقق أهدافها أو يتم القضاء على المجموعات المسلحة وتجفيف منابع تمويلها.

وشدد حفظي على ضرورة تنشيط أعمال المخابرات في مصر، من أجل الوصول إلى المعلومات عن الجماعات الإرهابية بدقة، والقيام بضربات استباقية وعدم الإنتظار للقيام برد الفعل. وأشار إلى أن الإرهاب معركة طويلة الامد، وتحتاج إلى استراتيجية خاصة، منوهاً بأن الجيش الأميركي لم يستطع القضاء على الإرهاب في افغانستان منذ أكثر من عشر سنوات.

&