مع اقتراب عيد الفطر تبدو أسواق بيروت شبه خالية إلا من بعض المتفرجين، ويعزو التجار سبب ذلك إلى عدم استتباب الوضع الأمني والفراغ السياسي الذي يعيشه لبنان.


بيروت: أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الفطر، وتبدو الأسواق التجارية في لبنان شبه خالية، رغم التنزيلات الكثيرة على البضائع في الأسواق التجارية. ويقول رئيس التجار في الحدث أنطوان عبود إن الحركة اليوم خجولة، لأن اللبنانيين كلما سمعوا "خبرية"، ساهم الأمر ببطء الحركة، الأحداث أثّرت كثيرًا وكذلك الفراغ الرئاسي، فلا أحد يدفع اليوم رغم الالتزامات المالية، وكذلك من عليه أقساط لا يدفعها أيضًا.

يؤكد عبود على ضرورة الاستقرار الأمني كي تتحرك الأسواق، وهو أمر مهم، لأنه من دون هذا الاستقرار لا يمكن القيام بشيء، وطالما نحن خائفون من القيام بأي عمل، لا نستطيع التحرك، ونطالب باستقرار أمني وبرئيس للجمهورية، وليأخذوا منا ما يريدون.

ويشير عبود إلى التنزيلات التي قامت بها الأسواق التي وصلت إلى حدود الـ50 والـ80%، لكن رغم ذلك لم تتحرك الأسواق كما يجب. ويضيف: "مع وجود التخفيضات في الأسعار كنا نأمل أن تنشط الحركة، ومع وجود الأخبار الأمنية تتوقف الحركة التجارية تلقائيًا في الأسواق". ويؤكد عبود على عدم وجود مغتربين أو خليجيين في الأسواق، بل فقط أهل البلد.

في الحمرا
الوضع في شارع الحمرا مشابه لسائر أسواق بيروت، الزبائن بمجملهم يقصدون سوقها للفرجة أكثر من الشراء. ويؤكد رئيس تجار الحمرا زهير عيتاني بدوره أن حركة الأسواق في الحمرا ضعيفة جدًا، وقبل ذلك كانت الحركة جيدة في الأسواق، ولا تشهد هذه الأخيرة اليوم أي وجود لأجانب أو عرب أو حتى مغتربين، والخسائر كثيرة، وقد خفّ العمل في الأسواق بنسبة 60%.

يضيف عيتاني أن هذا العام حركة الأسواق غريبة جدًا، ومن خلال وجوده فيه أكد أن الحمرا لم تشهد أي حركة بهذا السوء من قبل. وبرأيه على الأمن أن يستتب كي تعود الحركة إلى الأسواق، ومع عدم وجود الأمان، لا يمكن أن نأمل خيرًا، ويشير إلى أن الخصومات التي وصلت إلى الـ80% لم تؤثر على الحركة، لأن السوق شهدت انعدامًا للزبائن.

مار الياس
يقول رئيس جمعية تجار شارع مار إلياس عدنان فاكهاني إن التجار أصيبوا بخيبة أمل كبيرة خلال فترة شهر رمضان، وكانوا يتوقعون أن تكون الحركة التجارية أفضل بكثير، وما أطاح بالأسواق برأيه هو التجاذبات السياسية.

عن قدرة شراء المواطن في سوق مار إلياس، يقول فاكهاني "الناس مرهقون في قدرتهم الشرائية، وحتى من لديهم هذه القدرة لا يشترون بسبب عدم الإطمئنان، واليوم نحن بحاجة إلى جو مريح كي يتحمّس الناس للشراء". ويقول إن التجار في مار الياس أصيبوا بخيبة، واشتروا بضائع لم تصرف، لأن كميات السياح لم تكن بالحجم المطلوب، ومنذ سنوات تعيش سوق مار الياس في جمود قاتل.
&