وصف الدكتور نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض لقاء الهيئة الرئاسية للائتلاف بأحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا أمس الثلاثاء في أنقرة بالجيد. مؤكدًا أن الزعيم التركي أكد استمرار بلاده دعمها للائتلاف واستحداث لجنة متابعة لشؤون اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركية.


قال لـ"إيلاف" "إنه من المعروف موقف تركيا الداعم للسوريين وللثورة والمعارضة السورية"، ودلّل على ذلك في التصريحات الرسمية اليومية المؤيدة للشعب السوري وقضيته العادلة وفي الدعم التركي للاجئين والتسهيلات التي وفرتها وتوفرها أنقرة، موجّهًا الشكر إلى تركيا حكومة وشعبًا.

دعم الائتلاف واللاجئين
وأشار إلى أن اجتماع الهيئة الرئاسية للائتلاف الوطني السوري مع أوغلو بحث مستجدات الأوضاع السياسية والميدانية داخل سوريا، كما تناول أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، وما تعمل عليه الحكومة التركية من تنظيم في مجال تقديم المزيد من التسهيلات إليهم.

وبحسب بيان نشره الائتلاف "أكد أوغلو خلال الاجتماع عزم حكومته الاستمرار في دعم الائتلاف وتسهيل حركته وتقديم كل ما من شأنه مساعدة السوريين على تجاوز الظروف الصعبة، خاصة في ما يتعلق بإنشاء مخيمات جديدة للاجئين السوريين، الذين تركوا منازلهم وأرزاقهم، ويعيشون في العراء، إضافة إلى تشكيل لجان مهمتها متابعة أوضاع السوريين المقيمين في تركيا".

إلى ذلك قام رجب طيب إردوغان رئيس الحكومة التركية والمرشح لرئاسة البلاد برمي الورد الأحمر على الحشود التركية والسورية التي اجتمعت في أنطاكيا التركية لسماع خطابه، فيما كان يرمي الهدايا والورود على مواطنيه، وهو في طريقه إلى مكان إلقاء الخطاب، ولدى وصوله، وبعد إنهاء خطابه.

وضمن حملته الانتخابية في المدن التركية، تركز خطابه على المساواة بين الناس من دون النظر إلى طائفتهم ومذاهبهم. وفي ظل ما يجري في تركيا من بعض الاستياء من الوجود السوري، تحدث إردوغان حول السوريين وإكرامهم، لينتقل بعدها إلى الحديث عن غزة التي تتعرّض لعدوان إسرائيلي شرس يشبه عدوان نظام بشار الأسد على الشعب السوري.

وأكد إردوغان أن تركيا لم ولن تكون متحيزة إلى أي مذهب ديني، ولن تميز الحكومة التركية بين الأشخاص وفق أسس مذهبية. وقال: "لسنا طرفًا في أي نزاع في الشرق الأوسط"، و لم ننحز عبر التاريخ إلى أي من المذاهب أو الأديان، وكذلك نفعل اليوم".

كما تحدث عن الصراعات الطائفية والمذهبية التي تحدث في المنطقة، وخاصة بين السنة والشيعة، ووجد ألا مبرر لها، وعبّر عن ذلك بقوله: "يجري الحديث دومًا عن سنة وشيعة، لطالما قلت للقيادات الشيعية دعوكم من التعصب المذهبي سنة وشيعة، ألسنا جميعًا مسلمين! إذًا لم كل هذه الضحايا؟". وأشار إلى الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري، وكيف قام هذا النظام الإجرامي بقتل ما يزيد على مائتي ألف مواطن سوري.

لا تنحازوا بمذهبيتكم إلى القاتل
واستنكر وقوف بعض الأتراك الذين يشتركون مع بشار الأسد في الطائفة، وعبّر عن رفضه ذلك، وأنه لا يجوز أن يساندوه، لأنه من طائفتهم فهذا "لا يكفي بتاتًا". وأضاف "كيف يساند شعب حر قاتلاً". وشدد إردوغان "لقد قتل في سوريا مئتي ألف شخص، وأنتم ما زلتم لا تنظرون إلى الأسد على أنه قاتل؟، كيف تواصلون الدفاع عنه؟، كيف يمكن الدفاع عن قاتل في سبيل المذهب؟، هل يمكن لأحد أن يقف إلى جانب القاتل؟".

وعبّر عن تأييده للشعب السوري وحبه له، بل وإصراره على مساندته، "رغم البيئة الرافضة لهذا المنطق، ورغم أنه من المفترض ضمن حملة انتخابية تحتم عليه أن يتحدث بما يعجب السامعين من الشعب"، إلا أنه أكد "أنه ثابت المواقف". وكان للعلمين الفلسطيني وعلم الثورة السورية الحضور المتميز، وظلا مرفرفين طوال إلقاء إردوغان الخطاب.
&