فرّ المجند عاطف سعدالدين من الجيش اللبناني للالتحاق بجبهة النصرة في جرود عرسال، لأن "الجيش يأتمر بأمر حزب الله" كما قال في تسجيل مرئي.


مروان شلالا من بيروت: في 22 تموز (يوليو) الجاري، تناقلت التقارير الاخبارية خبر فقدان جندي في الجيش اللبناني في جرود عرسال. وقالت حينها مصادر ميدانية لبنانية إن جبهة النصرة شنّت منتصف ليل 21 – 22 تموز (يوليو) هجومًا على جرود الفاكهة والعين في الأراضي اللبنانية، وتمكنت من خطف الجندي عاطف سعد الدين من مركز حرس الحدود في الجيش اللبناني.

بملء إرادته

تبين أن الجندي سعد الدين هرب بملء إرادته من الجيش اللبناني، مفضلًا "الرباط في سبيل الله" على الخدمة العسكرية. وأعلنت صفحات مناصرة للثورة السورية وجبهة النصرة عن مفاجأة مرتقبة، هي تسجيل مصوّر للجندي اللبناني "المنشق"، على طريقة التسجيلات المصورة لآلاف الجنود السوريين المنشقين عن النظام السوري في أول ايام الثورة.

وما حصل أنه حين هاجم مسلحو النصرة إحدى نقاط الحراسة والمراقبة التابعة للجيش على الجهة الغربية لبلدة عرسال، والمطلة على اللبوة والنبي عثمان في البقاع الشمالي، إختفى المجند سعد الدين، وهو من حلبا العكارية.

وقالت مصادر عسكرية إنه فرّ من موقعه بملء إرادته، ملتحقًا بمسلحي النصرة في جرود عرسال، بعدما طلب إلى أفراد المجموعة اصطحابه معهم على مرأى من زملائه. وذكرت المصادر أنه سرق ثلاث بنادق من نوع أم 16، ومنظارًا ليليًا، وجهازا لاسلكيا.

لهذا انشق!

وفي مقطع مصور، شرح سعدالدين، المجند في اللواء الثامن، اسباب فراره من الجيش اللبناني، فتذرع بأن الجيش واقع في كليته بيد حزب الله، "أداة بيد الحزب، يأخذ أوامره من الحزب، بيعملوا حواجز محل ما بدن الحزب، والضباط كلها بإمرة الحزب".

أضاف: "كل عسكري معه خبر شو عم يصير، والمضايقات اللي عم تصير ع أهل السنة، بيعملوا حاجز بمنطقة سنية بيخنقوها خنق، بينما بالضاحية ما بيسترجوا يعملوا حاجز، وإذا مرق سني مع سكينة بيخربوا بيته، وإذا مرق شب تاني معه صاروخ بيقولوله الله معك بحجة المقاومة". وقال سعدالدين إن قتل الشيخ أحمد عبدالواحد في عكار أتى بأمر من الحزب.

فرار فردي!

قللت مصادر عسكرية لبنانية من أهمية الحادثة، ووضعتها في الإطار الفردي. وقالت المصادر نفسها إن حادثة فرار المجند عاطف سعد الدين من الجيش يجب ألا تعطى أكثر من حجمها، وهي حالة فرار عادية، ولا حالات فرار أخرى.

إلا أن معلومات أخرى، أوردتها تقارير إخبارية، تفيد بقيام 12 عنصرا في الجيش اللبناني في جرود عرسال بالفرار من الخدمة، وانضمامهم الى صفوف جبهة النصرة. واضافت المعلومات أن من بين المنشقين ضابطا يدعى "هـ.ش.". ولم يصدر أي بيان توضيحي من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني يؤكد الواقعة او ينفيها.