أصبح في حكم المؤكد انتخاب القيادي الكردي خريج الازهر فؤاد معصوم رئيساً لجمهورية العراق، بينما ظهرت شكوك حول اعتبار المحكمة الاتحادية لكتلة المالكي الاكبر مما يستوجب تكليف رئيسها بتشكيل الحكومة الجديدة.. في وقت وصل إلى بغداد اليوم بان كي مون لبحث الازمة السياسية والامنية في البلاد وخطر تنظيم داعش عليها، وعلى المنطقة وتهجيره للمسيحيين من الموصل.&

&
لندن: صوّت نواب التحالف الكردستاني في اجتماع عقدوه ببغداد في وقت متأخر من الليلة الماضية بحضور 55 نائباً لصالح فؤاد معصوم رئيس اول حكومة في اقليم كردستان عام 1992 واول رئيس للبرلمان الاتحادي بعد سقوط النظام السابق عام 2003 ليكون مرشحهم لرئاسة العراق، حيث حصل على 30 صوتاً، فيما احرز منافسه برهم صالح نائب رئيس الوزراء الاتحادي رئيس حكومة اقليم كردستان سابقاً على 23 صوتاً، بينما امتنع نائبان عن التصويت.&
&
وسيقدم التحالف اسم معصوم الى جلسة مجلس النواب التي ستعقد صباح اليوم الخميس للتصويت عليه مع عشرات آخرين رشحوا للمنصب نفسه، لكنه يعتقد أن اغلبهم سينسحب من السباق على الرئاسة. وكان التحالف الكردستاني قد اكد عقب اجتماع له امس في اربيل بأن الاكراد سينسحبون تماماً من العملية السياسية في العراق في حال تم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم من غير مكونهم.&
&
وخلال جلسة مجلس النواب التي انعقدت صباح امس الاربعاء، قال رئيسه سليم الجبوري إن رئاسة المجلس تسلمت 113 طلبًا للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وتمت مخاطبة الادارات المختصة حول صحة الطلبات ومنها هيئة النزاهة واجتثاث البعث ومجلس القضاء حول القيد الجنائي، فتم استبعاد قسم منهم لشمولهم بقوانين هذه الادارات، اضافة الى عدم الحصول على الشهادة أو تجاوز العمر، وبقي هناك 93 مرشحًا فقط سيتم التصويت عليهم في جلسة اليوم الخميس.&
&
يذكر أن منصب رئيس الجمهورية هو من نصيب التحالف الكردستاني بحسب التوافقات السياسية والمحاصصة الطائفية والقومية المعقودة بين المكونات والاحزاب في الدورات الرئاسية الماضية .
&
شكوك بقرار المحكمة الاتحادية
&
فيما ذكر نائب من ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي أن المحكمة&الاتحادية العراقية العليا قد اصدرت قراراً اعتبرت فيه الائتلاف الكتلة الاكبر المخولة بتشكيل الحكومة الجديدة، فقد نفى مصدر في المحكمة صدور هذا القرار.
&
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون حسين المالكي في بيان صحافي ليلة امس إن ائتلافه تلقى رداً من المحكمة الإتحادية باعتباره الكتلة النيابية الأكبر داخل البرلمان، مشدداً على أن الائتلاف متمسك بالمالكي مرشحاً لرئاسة الوزراء . واوضح أن الطلب قدم الى المحكمة بعد اعتراض غالبية الكتل على مرشح دولة القانون نوري المالكي . &
&
لكنّ مسؤولاً في المحكمة نفى صدور مثل هذا القرار، وقال المتحدث باسمها بد الستار البيرقدار إن "المحكمة الاتحادية لم تستقبل أي دعوى أو&تفسير بخصوص الكتلة البرلمانية الاكبر"، مشيرًا الى أن "المحكمة كانت فسرت عام 2010 معنى الكتلة البرلمانية الاكبر، ولا داعي لاعادة التفسير من جديد"، كما نقلت عنه وكالة "واي نيوز" المحلية. &
&
وكان رئيس الوزراء اكد في الرابع من الشهر الحالي بأنه لن يتنازل "أبداً" عن الترشح لرئاسة الوزراء "إخلاصاً لأصوات الناخبين" وأشار إلى أن ائتلافه هو الكتلة الأكبر داخل البرلمان.
&
وأظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في نيسان (أبريل) الماضي تصدر القوائم الشيعية الثلاث الرئيسة في العراق: دولة القانون بزعامة المالكي وكتلة الأحرار بزعامة الصدر وكتلة المواطن&بزعامة الحكيم بواقع 96 و34 و29 مقعدا على التوالي بمجموع 159 مقعداً من أصل عدد مقاعد البرلمان البالغة 328 . كما حصل التحالف الكردستاني بمكوناته الستة على 54 مقعدًا وائتلاف متحدون (سني) بقيادة اسامة النجيفي على 23 مقعداً وائتلاف الوطنية (علماني) بزعامة اياد علاوي على 21 مقعداً والعربية (سني) بزعامة صالح المطلك على 9 مقاعد.
&
كي مون يبحث في بغداد اليوم خطر داعش وتهجيرها للمسيحيين
&
إلى ذلك، وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بغداد اليوم، حيث يجري مباحثات تتناول الازمة السياسية والامنية التي يمر بها العراق حاليًا وتهجير داعش للمسيحيين من الموصل.
&
وكان مصدر برلماني عراقي أبلغ "إيلاف" أن بان كي مون سيصل الى بغداد اليوم في زيارة قصيرة يجري خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري تتناول تطورات الازمة السياسية في العراق وتشكيل حكومة جديدة في البلاد تمثل جميع المكونات العراقية.
&
وتوقع مصدر عراقي تحدث مع "إيلاف" أن يحث كي مون محاوريه العراقيين على الاسراع في تشكيل حكومة يشارك فيها جميع المكونات العراقية وتمثل كل الكتل السياسية وتعكس الروح الوطنية للعراق .
&
وكان المسؤول الاممي اكد في تقرير مقدم إلى مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي على ضرورة "وضع خارطة طريق &لإيجاد حل طويل الأمد في العراق بالتعاون بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان. كما دعا "جميع الدول لفرض عقوبات على تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وعدم السماح للتنظيمات الإرهابية بإبعاد العراق عن الديمقراطية".
&
كما طالب كي مون المالكي بالعمل على الوصول الى اجراءات حقيقية من اجل استعادة السلام والاستقرار للبلاد، وقال إن العراق يجب أن تكونَ فيه حكومة تعمل على احترام حقوق الانسان وايجاد الاستقرار السياسي للبلاد.
&
واضاف المصدر أن مباحثات كي مون مع القادة العراقيين ستتناول ايضًا تهجير تنظيم داعش للمواطنين العراقيين المسيحيين من مدينة الموصل والاجراءات المتخذة لرعايتهم. واعتبر كي مون أن اضطهاد المسيحيين في الموصل شمال العراق من قبل تنظيم "داعش" يمكن أن يعتبر جريمة ضد الإنسانية.
&
وفي الوقت الذي كانت مئات العائلات المسيحية تغادر الموصل نتيجة إنذار وجهه لهم تنظيم "داعش" أعلن كي مون الاثنين الماضي "إدانته الحازمة جداً للاضطهاد المنهجي للأقليات في العراق من قبل الدولة الإسلامية والمجموعات المرتبطة بها". وحذر من أن "هذه الهجمات المنهجية ضد المدنيين بسبب أصولهم العرقية أو انتماءاتهم الدينية يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية لا بد من المسؤولين عنها أن يلقوا العقاب".
&
وتأتي مباحثات الامين العام للامم المتحدة في بغداد في وقت تدور فيه معارك بمناطق مختلفة من العراق بين القوات الامنية وتنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على محافظة نينوى الشمالية في العاشر من الشهر الماضي ثم تمدد الى مناطق اخرى في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والانبار.