فجر انتحاريون تابعون لتنظيم الدولة الاسلامية مقرات أمنية وحزبية في الحسكة والرقة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيم وجيش النظام السوري.


مروان شلالا من بيروت: استهدف مسلحو المعارضة السورية الخميس مقرًا أمنيًا في القامشلي بمحافظة الحسكة، وأشار ناشطون إلى أن التفجير أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش النظام.

وقال ناشطون إن حافلة مفخخة استهدفت مبنى الأمن العسكري بمدينة القامشلي بشمال شرق سوريا، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من العناصر الأمنية. ولم تعلق السلطات الحكومية على هذه المعلومات، التي أشارت أيضًا إلى أن التفجير، الذي وصف بالضخم، أدى إلى تدمير مبنى الأمن العسكري في المدينة.

عربتان مفخختان

وبحسب رواية المرصد السوري لحقوق الانسان، فجّر مقاتلان من الدولة الاسلامية، أحدهما سعودي الجنسية، نفسيهما بعربتين مفخختين، إحداهما في كتيبة الكيمياء داخل الفرقة 17 المحاصرة شمال الرقة، والاخرى بمحيط الفرقة بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس.

وعقب التفجيرين، دارت اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية وقوات النظام في محيط الفرقة 17، وسط قصف متبادل بالمدفعية والهاون، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على محيط الفرقة، وقصفها بصاروخ سكود.

ونفذ الطيران الحربي غارات على محيط الفرقة، بينما شوهدت سيارات الاسعاف تنقل مصابي تنظيم الدولة الاسلامية الى مشافي المدينة. واسفرت الاشتباكات عن مصرع وجرح ما لا يقل عن 35 مقاتلاً من الدولة الاسلامية ومقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام، وسيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية على تلة الكيمياء.

ونفذ الطيران الحربي منذ صباح الخميس 10 غارات، خمس منها على محيط الفرقة 17، وبقية الغارات على دوار حزيمة ومسبق الصنع ومدرسة منير حبيب ومنطقة شمال معمل السكر، ومناطق في الجهة الشرقية للمدينة.

مبنى الحزب

وأشارت مصادر المرصد إلى سماع دوي 4 انفجارات داخل مبنى فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الحسكة، سبقه إطلاق رصاص كثيف. فقد دارت اشتباكات بين عناصر حماية فرع الحزب ومقاتلين من الدولة الإسلامية، إثر اقتحام عدة مقاتلين من الدولة الإسلامية للمبنى.

وتشاهد راية الدولة الإسلامية منصوبة على مبنى فرع الحزب، في الوقت الذي لا تزال تستمر الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وقوات النظام في محيط الفوج 121 أو ما يعرف بفوج الميلبية، ما أدى الى مقتل 11 عنصراً على الأقل من قوات النظام بينهم ضابط، وإصابة آخرين، وسط قصف متبادل بين الطرفين. وانفجرت قنبلة صوتية أثناء مرور حافلة تقل عناصر من قوات النظام في القامشلي، ما أدى الى جرح 3 عناصر.

ريف دمشق

وعلى صعيد المواجهات الميدانية، تحدث ناشطون عن احتدام المعارك المستمرة منذ أسبوعين في ريف دمشق، بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة. وكان اتحاد تنسيقيات الثورة قال إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على "كتيبة الرادار" الواقعة بين النبك ودير عطية في منطقة القلمون بريف العاصمة.

كما قصفت قوات النظام مناطق في حي جوبر، ما ادى الى سقوط جرحى، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في الحي بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وبين مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة أخرى، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على حاجز عارفة على اطراف الحي.

ألف قتيل

من جهة أخرى، قالت جهات سورية معارضة إن قوات النظام خسرت خلال أسبوع قرابة ألف قتيل، سقط معظمهم في عمليات عسكرية خاضتها فصائل إسلامية للسيطرة على حقول نفط، مضيفة أن السلطات في دمشق تعيد استدعاء الشبان لخدمة الاحتياط لسد النقص.

ودعا المرصد الشباب السوري إلى عدم الالتحاق بخدمة الاحتياط في قوات النظام، قائلًا إن ألف عنصر منها قتلوا منذ خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد في 16 تموز (يوليو) الجاري، بعد فوزه بالانتخابات التي شكك المجتمع الدولي في نزاهتها.

ولفت المرصد إلى أنه نتيجة للخسائر الفادحة في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها وارتفاعها الحاد في الأسبوع الفائت، فإن النظام يقوم عبر أجهزته باستدعاء آلاف الشبان، من خلال تبليغهم بوجوب الالتحاق بالثكنات العسكرية التي أدوا فيها خدمتهم الإلزامية، أو مراجعة شُعَب التجنيد في مناطقهم.