يكثف الجيش المصري عملياته ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، وبحثه عن قتلة 22 عسكريًا في الفرافرة، وقال خبراء عسكريون إن المعركة مع الإرهاب تحتاج إلى نفس طويل، في ظل الفوضى في المنطقة.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تواصل السلطات في مصر تحرياتها وعمليات التمشيط للوصول إلى الجناة في حادث مقتل 22 عسكريًا في الفرافرة.

وقال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن العمليات الأمنية تعتمد على ثلاثة محاور، هي محور الأمن الوطني ووزارة الداخلية والتحريات الداخلية حول الجماعات، في سيناء أو المدن الأخرى، تشترك فيها المباحث العامة ومباحث الإنترنت والأمن الوطني، مشيرًا إلى أنه تم عقد لقاءات بجهاديين في السجون والمعتقلات، للحصول على معلومات جديدة عن الجماعات الإرهابية العاملة في ليبيا والسودان والمخترقة للحدود المصرية.

وأوضح المصدر أن المحور الثاني يتمثل في عمليات التمشيط والتحريات التي تقوم بها القوات المسلحة وجهاز المخابرات العسكرية في الصحراء الغربية، والمحور الثالث هو التواصل مع الدول الأخرى، لا سيما ليبيا والسودان وتشاد، للوصول إلى أية معلومات بشأن الجماعات الإرهابية، ورصد تحركاتها.

وأشار إلى أن نتائج العمليات الأمنية والعسكرية ما زالت طي الكتمان، حتى لا تتسرب إلى الجماعات المسلحة ويتمكن أفرادها من الهروب.

بؤرة إرهابية

وتعد الحكومة المصرية سيناء بؤرة إرهابية، تنطلق منها الجماعات الإرهابية إلى باقي المحافظات، لذا يكثف الجيش المصري عملياته فيها. وألقت القوات المصرية القبض على نحو 21 شخصًا، وقتلت خمسة آخرين، ودمرت العديد من الأسلحة والمنازل والعشش التي يأوي إليها الإرهابيون، خلال اليومين الماضيين.

وقال العقيد محمد سمير، المتحدث باسم الجيش المصري: "تمكنت عناصر القوات المسلحة من مداهمة أوكار العناصر الإرهابية في شمال سيناء يوم الأربعاء 23 تموز (يوليو)، وأسفرت النتائج عن الآتى: تفجير 2 صاروخ محلى الصنع، تفجير 2 عربة مفخخة بمنطقة مدرسة الزوارعة، تفجير 6 عبوات ناسفة بمنطقتى الزوارعة والنصرانية جنوب الشيخ زويد، تفجير عربة فيرنا فيها عدد من الصواريخ كانت متوجهة إلى خط الحدود الدولية ومصرع 3 أفراد تكفيريين كانوا بداخلها".

مداهمات مكثفة

وأضاف ان القوات المسلحة المصرية تمكنت أيضًا من تدمير 15 منزلًا تستخدم فى إيواء العناصر التكفيرية، وعربة ربع نقل و21 دراجة بخارية من دون لوحات معدنية، وحرق 35 عشة تستخدمها العناصر الإرهابية والتكفيرية، إصابة تكفيريين اثنين نتيجة تبادل إطلاق النيران مع قوات التأمين، والقبض على 16 مشتبهًا به.

وبدأ تكثيف نشاط القوات المسلحة في سيناء الثلاثاء 22 تموز (يوليو)، وشنت عمليات مداهمات في مختلف المناطق أسفرت عن مصرع إرهابيين نتيجة تبادل إطلاق النيران مع قوات التأمين في منطقة العريش، والقبض على 15 مشتبهًا بهم، جاري فحصهم من قبل العناصر الأمنية، وتدميرعشتين و3 دراجات بخارية، وضبط 3 عربات كانت تستخدم في تنقل العناصر الإرهابية بمناطق الريسة والسكاكسة وجسر الوادي.

وأضاف المتحدث باسم الجيش المصري، أن الجيش تمكن من تدمير 13 منزلًا ودراجتين بخاريتين وعشتين و3 عربات ربع نقل و4 مزارع للعناصر الإرهابية بمناطق الحسينات والقومية في منطقة الشيخ زويد. وفي ما يخص منطقة رفح، تم تدمير 5 منازل ودراجتين و7 عشش بمناطق نجع شبانة وجوز أبو رعد.

تقدم أمني

ووفقًا للواء فؤاد علام، مدير جهاز أمن الدولة الأسبق، فإن القوات المسلحة والجهاز الأمني في مصر يبذلون جهودًا ضخمة في مواجهة الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن الحرب ضد الإرهاب أصعب من الحروب النظامية العادية. وأضاف لـ"إيلاف" أن الدولة تواجه عدوًا خفيًا يعيش وسط الناس، ويستخدم أسلحة متطورة، ولديه فكر وعقيدة وأهداف محددة يحاول تنفيذها. وقال: "لا يوجد دولة في العالم تستطيع منع الإرهاب أو التنظيمات السرية بنسبة 100%، بما فيها أميركا، أو غيرها من البلدان الأوروبية، وبرغم العملية الإرهابية التي أوقعت 22 قتيلًا في صفوف القوات المسلحة في الفرافرة، هناك تقدم أمني واضح في مواجهة الجماعات الإرهابية".

وأضاف: "كل شخص لا يرى أن هناك تقدمًا امنيًا كبيرًا في البلد هو عميل، وعليه أن يعود بالذاكرة 8 أشهر للوراء، عندما كان الارهابيون يخرجون بأكثر من 10 سيارات دفع رباعي ويهاجمون مقرات الشرطة في سيناء، ويضربونها بالأسلحة الثقيلة، ويقتلون العشرات، ثم يعودون إلى مخابئهم بسلام، أو عندما كانت تحرق الكنائس ويقتل الإخوة المسيحيون في رفح أو المدن والقرى".

ستة محاور

ولفت علام إلى أن مواجهة الإرهاب لا تكون بالحل الأمني فقط، "فهذه المواجهة تحتاج إلى استيراتيجية واسعة ومتعددة، تشارك فيها مختلف أجهزة الدولة، ومؤسساتها، تقوم على ستة محاور، هي السياسي والثقافي والاقتصادي والإعلامي والديني والأمني"، موضحًا أن هذا المحور يأتي في نهاية هذه المحاور الستة.

ونبه علام إلى أن هناك دراسات علمية تتحدث عن وجود 6 محاور للقضاء على الإرهاب، داعيًا رئيس الحكومة إلى استخراج هذه الدراسات من أدراج المسؤولين وتفعيلها، وتقسيم العمل بين الوزارات المعنية، "وهذه الإستيراتيجية تم تطبيقها في تسعينات القرن الماضي، واستطاعت مصر حينها القضاء على الإرهاب".

حلول سياسية

يرى اللواء عادل سليمان، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، أن مواجهة الإرهاب في مصر تحتاج إلى حلول سياسية وليست أمنية، منتقدًا تبرير ما يعتبره تعليق أخطاء أمنية على شماعة "أميركا لم تستطع هزيمة الإرهاب".

وقال لـ"إيلاف": "تبرير ما يحدث من خلال تشبيهه ببعض العمليات الارهابية العالمية مثل أحداث 11 أيلول (سبتمبر)"، وفي هذه الحالة فإن مصر تواجه قوة إرهابية أقوى من القاعدة في عنفوانها بقيادة بن لادن وهذا غير حقيقي".

وأضاف سليمان أن الأزمة التى تمر بها مصر تحتاج لحلول سياسية، وليس لحلول أمنية، لافتًا إلى أنه ثبت فشل الحلول الأمنية فى كل أنحاء العالم، مستشهدًا بفشل أميركا في أفغانستان والعراق.
&