أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه اتفق والمرجع الشيعي الاعلى في العراق خلال اجتماعهما في النجف اليوم على ضرورة تشكيل حكومة تواجه الإرهاب وتضع حدًا لانقسام العراقيين وقال إن المرجع أكد على ضرورة مواجهة الإرهاب بقوات الدولة حصرا في إشارة إلى تطويع الحكومة آلاف المواطنين لقتال المسلحين.


لندن: أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في النجف (160 كلم جنوب بغداد) برفقة ممثله في العراق نيكولاي ميلادينوف عقب اجتماعه مع السيستاني إلى أنّه بحث معه ملف النازحين وجرائم الدولة الاسلامية "داعش" وقال "تشرفت بلقائي السيد السيستاني للمرة الأولى وهو& يتمتع بالحكمة والتسامح والإلهام لأتباعه وللعالم".

وأضاف انه اتفق والسيستاني على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تكون باباً للعمل الجاد لبناء العراق وتنهي انقسامات العراقيين وتواجه الإرهاب ضمن اطار الدولة وبقوات الجيش العراقي وبحسب الدستور.

&وأشار إلى أنّ سرعة تشكيل حكومة جديدة يمكن ان تساعد وتضع حدا للانقسام ومكافحة الإرهاب. وقال "اعربت عن تقديرنا لدعوات سماحة السيد الدائمة للجميع بالامتناع عن الخطاب الطائفي وأرحب بشدة بمناشدته الجميع لضبط النفس وتعزيز الأواصر بين جميع المكونات وتجنب أي خلاف واتفقنا على ضرورة امتناع القادة السياسيين عن تبني الخطابات المتطرفة ".

وأعرب عن تقديره لدعوات السيستاني بوقف الخطاب الطائفي ومطالبته الجميع بضبط النفس.. مشدداً بالقول "اتفقت مع السيد السيستاني على أنّ يوقف السياسيون الخطابات المتطرفة وأشجع جميع القيادات على سماع تعاليمه".

وأشار المسؤول الأممي إلى أنّه ناقش مع المرجع ملف النازحين وبالتفصيل التقارير التي توثق جرائم "داعش" ضد المدنيين والمجتمع الدولي مؤكدا ادانة هذه الجرائم. وقال "استعرضنا الأزمة الحالية في العراق وأعربت عن عرفان الأمم المتحدة لدعم سماحة السيد لجميع الجهود الرامية لحماية المدنيين في الصراع الحالي في العراق".

وأضاف "ناقشنا بالتفصيل التقارير المتعددة التي تشير إلى انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة التي ترتكب بحق المدنيين وأماكن العبادة والقيادات الدينية والهجمات في المناطق التي تسيطر عليها "داعش". وقال "ان مجلس الأمن والمجتمع الدولي تحدث حول هذه المواقف بصوت عال وأنا هنا في النجف الاشرف وكممثل عام للأمم المتحدة أعربت عن الإدانة للانتهاكات التي يتم ارتكابها في العراق والخارقة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وعن استحقاقات مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة في العراق قال بان" الآن البرلمان انتخب رئيسا جديدا لمجلس النواب وعلمت أيضا بأنه تم انتخاب رئيس للجمهورية وآمل أن يتم تحت قيادته تشكيل الحكومة دون تأخير ووفقًا للجداول الدستورية وقد قابلت معصوم شخصيا (الرئيس العراقي الجديد) قبل مجيئي إلى النجف بشكل قصير ونيابة عن الأمم المتحدة أبعث تهاني الحارة له". وقال "أبارك لرئيس البرلمان ورئيس الجمهورية بمناسبة انتخابهما وآمل أن يتم كل شيء ضمن الدستور والجداول الزمنية".

واجتماع مع رئيس البرلمان العراقي

وخلال اجتماعه مع بان كي مون اكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري انه بالرغم من كل التعقيدات التي واجهت البلد أمنيًا وسياسيًا إلا أن هناك اصرارًا كبيرًا من قبل الساسة والبرلمانيين والحكومة على المضي قدماً في بناء الدولة. وابلغ الجبوري بان ان زيارته الحالية للعراق جاءت في ايام عصيبة من تاريخ العراق وهو مقبل على استكمال الديمقراطية من خلال بناء مؤسسات الدولة مبيناً ان اليوم يوم مشهود لانتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم المضي بتشكيل الحكومة وفق الآليات الدستورية.

وأضاف: إن مناطق كبيرة من العراق خارج سيطرة الحكومة ومواجهة هذا الامر ليست بالمهمة السهلة خوفا من ان يصبح الآلاف من الابرياء وقودا لهذه الحرب كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمت "أيلاف" نسخة منه.. وثمن جهود الأمم المتحدة في العراق ودورها المتميز في دعم العملية السياسية والجهود الوطنية المبذولة في متابعة الوضع السياسي والامني والانساني مؤكداً حاجة البلد للدعم الدولي في جميع المجالات خصوصا ملف النازحين.

من جانبه أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه حيال ما يعانيه الابرياء في العديد من المحافظات جراء العمليات العسكرية من قتل وتهجير.

وفي وقت سابق اليوم حذر بان كي مون عقب اجتماعه برئيس الوزراء نوري المالكي& من ان العراق يواجه حاليا تهديدا في وجوده ودعا القادة السياسيين إلى حوارات بناء تتجاوز الخلافات الطائفية وطالب بحل الملفات العالقة مع أربيل والكويت.. ودعا جميع القادة السياسيين إلى العمل معا لمواجهة الإرهاب وتجاوز الطائفية واوضح انه بحث مع المالكي علاقات بغداد مع أربيل والعلاقات العراقية الكويتية إضافة إلى العنف الخطير الذي يشهده العراق حاليا واكد دعمه له في هذا المجال مشيرا إلى أنّ هذا العنف يحصد ارواح العراقيين وادى إلى نزوح حوالى المليون منهم.

واعتبر بان أن اضطهاد المسيحيين في الموصل شمال العراق من قبل تنظيم "داعش" يمكن أن يعتبر جريمة ضد الإنسانية. وفي الوقت الذي كانت مئات العائلات المسيحية تغادر الموصل نتيجة إنذار وجهه لهم تنظيم "داعش" أعلن بان الاثنين الماضي "إدانته الحازمة جداً للاضطهاد المنهجي للأقليات في العراق من قبل الدولة الإسلامية والمجموعات المرتبطة بها".

وحذر من أن "هذه الهجمات المنهجية ضد المدنيين بسبب أصولهم العرقية أو انتماءاتهم الدينية يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية لا بد من المسؤولين عنها أن يلقوا العقاب".

وتأتي مباحثات الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد في وقت تدور فيه معارك بمناطق مختلفة من العراق بين القوات الامنية وتنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على محافظة نينوى الشمالية في العاشر من الشهر الماضي ثم تمدد إلى مناطق اخرى في محافظات كركوك وديإلى وصلاح الدين والانبار.