يؤكد الكثيرون إن ما تم تداوله من فرار أحد عناصر الجيش اللبناني والتحاقه بجبهة النصرة لن يؤثر على متانة الجيش اللبناني الذي يتعرض هذه الفترة للاستهداف بشكل مركّز.

بيروت: الجيش اللبناني بخير، ويا"جبل ما يهزك ريح" ، هكذا أجمع السياسيون والخبراء في تحديد مستقبل الجيش اللبناني في ظل الضغوطات التي يعيشها، ويعتبر النائب جوزف المعلوف (القوات اللبنانية) في حديثه ل"إيلاف" أن الجيش اللبناني مشكور على ما يقوم به لأن التحديات أمامه كبيرة جدًا، ومرتبط بتطورات المنطقة، واتكال الجميع عليه اليوم كي نحافظ على القدر الممكن من الإستقرار الذي هو أساسي للوضع السياسي القائم والفراغ السياسي الذي يشل الدولة اللبنانية.

ولا خطر بحسب المعلوف على المؤسسة العسكرية في لبنان، والحادث الذي جرى لا يحتمل أبعادًا وتحليلات، هناك واقع قائم أي جيش لبنان لكل اللبنانيين، وما تقوم به القيادة مشكورة عليه للحفاظ على الكيان والوضع الأمني المتردي، وما رأيناه من قيادة الجيش إنما يندرج في الأمور الجدية للحفاظ على كيان لبنان.

ويلفت المعلوف إلى أن الجيش اللبناني موجود أيضًا في الجنوب مع اليونيفيل، وهو يراقب وهناك بعض الأحداث التي جرت في عتمة الليل من خلال وضع بعض المنصات، إلا أن الجيش كان لها بالمرصاد، وضبطها، ونأمل أن يكون الجيش اللبناني الضمانة التي أوقفت كل المعارك من ال2006 حتى اليوم.

ويعتبر المعلوف أنه من الصعب استهداف الجيش اللبناني، ويأمل أن يكون مستقبل لبنان خيرًا ونيرًا ونحافظ عليه، والأمل إلى دعوة حزب الله للخروج من سوريا للحفاظ على وحدتنا الداخلية من أجل تخطي الأزمات الخارجية التي تحيط بلبنان.
&
"يا جبل ما يهزك ريح"
بدوره يؤكد النائب عاصم قانصوه ( 8 آذار/مارس) في حديثه ل"إيلاف" أنه لا يمكن اعتبار ما حصل انشقاقًا عن الجيش اللبناني، فهي حالة شاذة فردية، لشخص موتور، هو معاقب من الجيش، كونه وزّع الحلوى في انفجار الضاحية.

وبرأيه خروج هكذا أفراد لا يشكل خطرًا على الجيش الذي يجب أن يبقى نظيفًا ويشكل خشبة الخلاص للوطن.
وقد أعطي الموضوع أكثر مما يستحق، للقول ربما أن السلفيين موجودون في لبنان ولديهم بيئة حاضنة لهم.

ويعتبر قانصوه أن الجيش هو بمثابة " يا جبل ما يهزك ريح" فهو يزداد تمساكًا ومسؤولية أمام المواطنين وهو العمود الفقري للوطن، وهذه حالات مرضية إنما تقوي الجيش ولا تؤثر عليه أبدًا، ومن الصعب أن يكون الجيش بخطر إلا إذا تطورت الفتنة التي جرت منذ سنتين مع الحديث عن الفتنة السنية والشيعية، إنما يبقى الجيش صامدًا في لبنان.
ولا مصلحة لأحد في الداخل أو الخارج من أن تقوم فتنة داخل الجيش اللبناني.

بظل التهديد بالجنوب من أحداث غزة يتحدث قانصوه عن الدور المحوري للجيش، لأن التداعيات لغزة قد تصيب لبنان، تمامًا كما حصل في أحداث سوريا، لأن الخطر يحيط بلبنان، وما يحصل في غزة قد يتعاطف معه فلسطينيو لبنان، واسرائيل منذ ستين عامًا تقاتلنا وعوامل الانفجار موجودة بحكم أن اسرائيل حكمت شعبًا لا تعطيه حقوقه أو أرضه.

رأي استراتيجي

أما الخبير الاستراتيجي مفيد قسطنطين فيؤكد ل"إيلاف" &إن الجيش كعقيدة ومبدأ لن يتأثر بفرار أحد إعضائه غير المنضبطين، وتبقى حادثة فردية قد نشهد على غيرها لكنها تبقى ضمن إطار ضيق، وهي نتيجة كل التحريض الطائفي والمذهبي الذي يحيط لبنان، وبرأيه فإن الجيش اللبناني أبعد من أن يتأثر بالانقسامات الحاصلة رغم تحريض البعض وشعور بعض أهل السنة بانهم مستهدفون منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مرورًا بكل الأحداث اللاحقة.

أما في حال استمر الوضع وفر أعضاء كثيرون من رتب عالية من الجيش اللبناني حينها يقول قسطنطين أنه يمكن أن ندق ناقوس الخطر أما اليوم فإن تلك الحادثة تبقى محصورة وقد أخذت إعلاميًا أكثر مما تستحقه.
&