معارك كسر عظم تدور بين النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية في الرقة، بينما المعارك عنيفة في المليحة، ومقتل عناصر لحزب الله في القلمون.


بيروت: يبدو أن شهر العسل بين النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية قد انتهى. فعناصر التنظيم يخوضون معارك طاحنة مع جيش النظام في مناطق عدة، أشدها في الرقة، التي شهدت سيطرة الدولة الاسلامية على آخر فرقة عسكرية للنظام، وهي الفرقة 17، وقتل قائدها العميد سمير أصلان. وهكذا، بعدما بشر الرئيس السوري بشار السد السوريين بإسترجاع الرقة، فإذا به اليوم يفقد الفرقة العسكرية الباقية هناك، ويخسر قائدها. وفي محاولة لرد الاعتبار ليس أكثر، نفذ الطيران الحربي أكثر من 14 غارة منذ صباح الجمعة على مناطق في الرقة ومحيطها، واستهدفت إحداها دوار حزيمة على اطراف المدينة، بينما&يستمر سقوط قذائف الهاون على حي الرميلة.

إقفال الحسكة
في ريف القامشلي، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني، مدعمة بقوات النظام من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية من جهة أخرى، في منطقة خربة الجدوع، اثمرت عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على القرية.
وتعرضت أماكن في منطقة الشدادي، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لقصف جوي مكثف، من دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في الحسكة، قالت التقارير إن اشتباكات متقطعة بدأت فجر الجمعة، وسمع دوي انفجارين& في حيي الغويران ونشوة الغربية، بينما عزز الدفاع الوطني وجوده في المربع الأمني من جسر غويران باتجاه المحافظة والقصر العدلي وشارع القضاة.
وتواترت معلومات تفيد بأن النظام السوري سحب ضباطه من الطائفة العلوية من قيادة الشرطة والأمن السياسي والعسكري في الحسكة. ونقلت التقارير عن أحد سكان الحسكة قوله: "جميع المداخل مغلقة، وحدث انفجار مع اطلاق نار كثيف في محيط مبنى حزب البعث والقصر العدلي، وهناك قصف بالمدفعية والطائرات على مواقع متاخمة للجهة الغربية من المدينة، ووقع في المدينة أكثر من انفجار خلال الايام المنصرمة، آخرها انفجار في موقع سرابيس الناصرة والمستوصف".

في أرياف المدن
ودارت ليل الخميس الجمعة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام، مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، وبين مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها. وقصفت قوات النظام بعد منتصف الليل مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. ونقلت التقارير أن مقاتلي النصرة والكتائب الاسلامية تمكنوا الخميس من قتل عدد من عناصر حزب الله في جرود القلمون بريف دمشق، وغنموا سيارة دفع رباعي مزودة بقاعدة صواريخ.
وفي ريف حماة الشمالي، قتلت عناصر الجيش الحر عددًا من قوات النظام أثناء محاولتهم اقتحام أحد المباني داخل مدينة مورك، كما دمروا آلية للنظام في محيط المدينة نفسها، بحسب مركز حماة الإعلامي.
ووقعت اشتباكات بين تنظيم الدولة الاسلامية وجيش النظام وسط دير الزور، أسفرت عن مقتل عدد من جنود النظام، عندما استهدف عناصر الدولة تجمعًا لهم. كما اشتبك الطرفان في أحياء الجبيلة والرديسات والحويقة. وترافقت المعارك مع قصف عنيف على أحياء المدينة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وكان تنظيم الدولة الاسلامية عزز مواقعه في محيط مطار دير الزور العسكري بعد اشتباكات عنيفة شهدها المطار في الأيام الماضية بين الطرفين، سقط على إثرها ثلاثة عناصر من التنظيم.

مساعدات من دون موافقة
أرسلت الأمم المتحدة الخميس أول قافلة مساعدات إنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، من دون موافقة النظام السوري. وجاء ذلك بعد اسبوع من تبني الأمم المتحدة قرارًا يسمح بايصال المساعدات إلى سوريا من دون موافقة مسبقة من الحكومة السورية. ودخلت إلى سوريا من الحدود التركية تسع شاحنات محملة بمواد غذائية وتجهيزات تعقيم وتنقية المياه الخميس، بحسب مسؤولين أمميين. وقالت الأمم المتحدة إن شاحنات المساعدات دخلت إلى شمال سوريا من معبر باب السلام، وإن وصولها إلى المدن التي تقصدها سيستغرق بعض الزمن.
وكانت نسبة 90 في المئة من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لسوريا تذهب إلى مناطق ما زالت تحت سيطرة الحكومة.
واتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة والمعارضة بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، واصفًا ذلك بأنه "تكتيك يستخدم في الحرب هناك".
قال: "إن ذلك يفاقم من أوضاع الصحة والماء والصرف الصحي المؤلمة في مناطق النزاع، وتنجم عنه زيادة مخاطر تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه".
وسيقدم المزيد من المساعدات عبر هذه المعابر إلى سوريا خلال الأشهر القادمة، فيما حذرت الحكومة السورية من أنها تنظر إلى قوافل الأمم المتحدة هذه بوصفها اعتداء على سيادتها.


&