دعا المرجع الشيعي السيستاني إلى حكومة جديدة خلال 15 يومًا وعدم تشبث المسؤولين بمناصبهم لدى تشكيلها، في إشارة على ما يبدو إلى اصرار المالكي على ولاية ثالثة في رئاستها، فيما أكد قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال لويد اوستن عقب مباحثات في بغداد، أن أي مساعدات تقدمها بلاده للعراق ستكون محدودة التأثير من دون تقدم سياسي فيه. &

&&
لندن: أكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة خلال فترة زمنية لا تتجاوز المدة الدستورية البالغة 15 يومًا، وإلى عدم تشبث المسؤولين بمواقعهم فيها، في اشارة على ما يبدو إلى رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي الذي يصر على الترشح لولاية ثالثة.
&
واضاف أن نجاح مجلس النواب في تجاوز محطتين مهمتين باختيار رئيسي البرلمان والجمهورية خلال فترة زمنية مقبولة، يمثل خطوة مهمة في إطار الحراك السياسي المطلوب لتجاوز الازمة الراهنة. وشدد على ضرورة اتمام ذلك بتشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، حتى تتمتع بالقدرة على تجاوز تحديات المرحلة المقبلة ومعالجة الأخطاء المتراكمة وتكون متمكنة من لم الصف الوطني ومكافحة الإرهاب ومواجهة محاولات التقسيم والانفصال.
&
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أمس، أنه اتفق والمرجع السيستاني خلال اجتماعهما في النجف الخميس على ضرورة تشكيل حكومة تواجه الإرهاب وتضع حدًا لانقسام العراقيين .&
وأكد الكربلائي مواصلاً خطبته، أن خطورة هذه المرحلة من التاريخ تحتم على جميع الإطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية التي تتطلب استشعار التضحية وعدم التشبث بالمواقع والمناصب بل التعامل بواقع ومرونة مع تقديم مصالح البلد والشعب على بعض المكاسب، واستشعار مبدأ التضحية ونكران الذات مع معطيات الوضع السياسي الداخلي والخارجي .&
&
واشار إلى "أن الظروف الحرجة التي يمر بها البلد تتطلب من الجميع اقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي موقف يؤدي إلى مزيد من الشحن الطائفي والقومي" .. ودعا وزارة الداخلية والجهات المعنية الأخرى إلى "اتخاذ اجراءات فاعلة لإنهاء بعض الظواهر المستنكرة والمدانة من الاعتداء على بعض المواطنين الابرياء بدوافع طائفية من قبل بعض المجموعات المسلحة بصورة غير قانونية".
&وطالب بضرورة تكثيف الجهود، وتعزيز قدرات القوات المسلحة للاسراع باتخاذ الاجراءات الكفيلة بفك الحصار عن المناطق المحاصرة مثل ناحية امرلي الشمالية التي يستغيث اهلها المحاصرون منذ عدة اسابيع من هجمات الارهابيين . وحمل معتمد المرجعية زعماء العشائر كافة من الطائفتين السنية والشيعية "مسؤولية تفويت الفرصة على الأعداء في احداث شرخ في الوحدة الوطنية للشعب العراقي، وخصوصًا أن العراق مهدد في الوقت الحاضرليس فقط بالتقسيم والتجزئة، بل بتفتيت نسيجه الاجتماعي على اساس طائفي وديني وقومي".&
ودان الكربلائي الجرائم الارهابية التي يرتكبها الارهابيون في المناطق التي استولوا عليها في محافظة نينوى وغيرها، وكان من آخرها "استهداف المواطنين المسيحيين بإجبارهم على ترك مساكنهم ومصادرة جميع ممتلكاتهم حتى اخذوا من النساء مصوغاتهن الذهبية، وهنّ بصدد الخروج من مدينة الموصل". وقال "اننا في الوقت الذي ندين فيه&الاعمال اللاإنسانية واللااسلامية لهذه العصابات التي تدعي الاسلام وتشوه صورة الدين الحنيف نطالب المجتمع الدولي بمساعدة الحكومة العراقية على مكافحة ظاهرة الارهاب مساعدة حقيقية ومجدية".
&
وعن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، دان معتمد المرجعية استمرار قتل المدنيين، وقال "إن استمرار جرائم الكيان الاسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة وعدم تحرك المجتمع الدولي والاسلامي والعربي بما يناسب لوضع حد لهذه الجرائم يعد تقصيراً واضحاً تجاه الشعب الفلسطيني، ولكن المؤسف أن هذا الشعب الشقيق يواجه الاحتلال والاعتداء والظلم بكافة اشكاله منذ عقود من الزمن ولا رادع ولا مانع".
&
ويذكر أن مسؤولًا في المحكمة الاتحادية العليا كان قد نفى امس صدور قرار يعتبر ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي الكتلة البرلمانية الاكبر التي يجب تكليف رئيسها بتشكيل الحكومة الجديدة، وقال المتحدث باسمها عبد الستار البيرقدار إن "المحكمة الاتحادية لم تستقبل أي دعوى أو تفسير بخصوص الكتلة البرلمانية الاكبر"، مشيرًا إلى أن "المحكمة كانت فسرت عام 2010 معنى الكتلة البرلمانية الاكبر ولا داعي لإعادة التفسير من جديد". &
&
وفي مواجهة ذلك، فقد أكد مصدر مطلع أن ثلاث كتل تشكل الثقل الأكبر في دولة القانون أبلغت الائتلاف الشيعي ومرجعية النجف أنها ستخرج من الائتلاف مباشرة حال اعلان المالكي أن دولة القانون هي الكتلة الاكبر . وقال المصدر إن هادي العامري رئيس منظمة بدر (وزير النقل) وحسين الشهرستاني رئيس كتلة مستقلون (نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة) وخضير الخزاعي رئيس حزب الدعوة تنظيم العراق (نائب رئيس الجمهورية) قد عقدوا العزم نهائيًا على إيقاف ما وصفوه بمغامرات المالكي التي لم تعد تهدد التوافق الوطني وحسب، وإنما الإجماع الشيعي ايضًا.&
وأكد المصدر أن هذه القيادات تحترم اتفاق اعلان بيان التحالف الشيعي الذي ألقاه رئيسه ابراهيم الجعفري مؤخراً بحضور عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي وخضير الخزاعي والمالكي نفسه إلى جانب العامري باعتبار التحالف الشيعي هو الكتلة الاكبر في البرلمان، والذي سيشكل الحكومة المقبلة.
وكان رئيس الوزراء اكد في الرابع من الشهر الحالي بأنه لن يتنازل "أبداً" عن الترشح لرئاسة الوزراء "إخلاصاً لأصوات الناخبين"، واشار إلى أن ائتلافه هو الكتلة الأكبر داخل البرلمان.
&&
واشنطن : مساعداتنا للعراق ستكون محدودة بلا تقدم سياسي
أكد قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال لويد اوستن عقب مباحثات مع عدد من القادة العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي قلقه بشأن الوضع الامني الحالي في العراق، وقال "إنني قلق جدًا بشأن الوضع الأمني الحالي في العراق فهذا البلد المهم يواجه تحديات هائلة جدًا تفاقمت بسبب اندفاع تنظيم داعش إلى داخل العراق والإعلان عن دولة خلافة .
&
وأضاف اوستن في بيان صحافي اليوم اطلعت "إيلاف" على نصه، "التقيت مع كبار القادة العراقيين من مختلف ألوان الطيف السياسي وشمل ذلك الشيعة والسنة والكرد حيث ركزت في محادثاتنا على أهمية الاسراع بتشكيل حكومة تكون شاملة وممثلة لجميع العراقيين، كما شددت أيضاً بأنه في غياب الحراك السياسي يعني بأن أي دعم قد تنظر في تقديمه حكومة الولايات المتحدة الأميركية ستكون له نتائج محدودة على المدى القصير فحسب". واشار إلى أن اللقاءات ناقشت كذلك حاجة العراق لإيقاف زحف تنظيم داعش وفي نهاية المطاف إستعادة السيطرة على حدوده واجوائه السيادية لغرض الحد من حرية &الحركة للتنظيم ".&
&
واكد بالقول إن "أي نوع من التقدم سيعتمد على العراقيين في إتخاذ القرارات الصائبة وتحقيق الإصلاحات اللازمة لضمان العيش الكريم ضمن المجموعات العرقية والمذهبية المختلفة في البلاد، ولايزال هناك عمل شاق يتعين القيام به إلا انني متفائل بأن العراقيين سوف يتخذون الخطوات اللازمة في الأيام المقبلة".
وكان اوستن اكد خلال اجتماعه مع المالكي في بغداد أمس على الحاجة إلى تكثيف التعاون في مجال التدريب والتجهيز وتقديم الخبرة اللازمة والتزامه بذلك معلنًا استعداد الولايات المتحدة لدعم العراق بما يحتاجه لدحر الارهاب.
&
كما بحث آخر التطورات السياسية والعسكرية في العراق مع المالكي الذي أكد من جهته &على الحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين العراقي والأميركي في المجال العسكري والتسليحي، وشدد على الحاجة إلى إيجاد نظام من الاكتفاء الذاتي في التدريب والتطوير، وكذلك في مجال الصيانة وإصلاح الآليات التي تتعرض للخلل في داخل العراق، ودعا إلى تسريع وتيرة التعاون في هذا المجال كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.
من جانبه، اكد الجنرال اوستين الحاجة إلى تكثيف التعاون في مجال التدريب والتجهيز وتقديم الخبرة اللازمة والتزامه بذلك، معلنًا استعداد الولايات المتحدة لدعم العراق بما يحتاجه لدحر الارهاب.
وكان عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي قد اكدوا، الأربعاء الماضي، على ضرورة تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي بسبب صعوبة الاعتماد عليه في محاربة تنظيم داعش&والتوفيق بين طوائف الشعب العراقي.
&
وقال السناتور إليوت إنجل في جلسة استماع عُقدت في الكونغرس إن المالكي أضاع فرصة &إتمام المصالحة الشاملة بين العراقيين كافة، مشددًا على ضرورة أن يترك منصبه كرئيس للحكومة. وأضاف "لدي شكوك حقيقية في قدرة رئيس الوزراء المالكي على قيادة العراقيين إلى التوافق. في الحقيقة .. على المالكي أن يرحل في أسرع وقت ممكن".
واعتبر السيناتور آلبيو سيرز من جهته أنه حان الوقت الذي يجب فيه على العراقيين التحرك قدماً لاختيار حكومة تمثل وتخدم جميع العراقيين. وقال إن "الشعب العراقي وحده من سيتحكم في مستقبله وهو وحده من سيتخذ قرار تغيير المالكي".
&
وقد تعرض الرئيس باراك أوباما في الأسابيع الأخيرة لضغط من مشرعين أميركيين لإقناع المالكي بالتنحي بسبب ما يرونه فشلاً في القيادة في وجه تمرد يعرض بلاده للخطر.
&وانضم مسؤولون كبار في الحكومة الأميركية إلى جماعة المنتقدين للمالكي وتحميله المسؤولية عن الخطأ في علاج الانقسامات الطائفية التي استغلها المتشددون المسلحون.
وتقول الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من العراق في عام 2011 إن بغداد يجب أن تتخذ خطوات نحو المصالحة الطائفية قبل أن يقرر أوباما أي تحرك عسكري ضد التمرد الذي يقوده تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المنشق عن شبكة القاعدة، ومسلحون عراقيون مناوئون للحكومة.
&