تشتبك البشمركة يوميًا مع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على امتداد اكثر من 1000 كلم شمال العراق، والكرد صامدون في مواقعهم، لكن من دون اسلحة جديدة فهم لن يتمكنوا من الصمود طويلًا.&

&
لندن: حذر مسرور بارزاني، نجل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس استخبارات الاقليم، من أن القوات الكردية تعمل فوق طاقتها، داعيًا الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لحكومة الاقليم، التي قال إنها تُركت تقاتل المسلحين بلا معونة.&
&
تركنا العالم بمفردنا
وكانت البشمركة ملأت الفراغ الذي تركه فرار قوات رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي امام المسلحين في حزيران (يونيو). لكن اتساع الرقعة التي تتمركز فيها قوات البشمركة يتطلب نشر قوات أكبر لحماية هذه المناطق. ويأتي هذا العبء الاضافي في وقت تشهد علاقات حكومة الاقليم بالحكومة الاتحادية في بغداد ترديًا حادًا.&
وقال مسرور بارزاني: "إنها مسؤولية كبيرة وحدود طويلة، ولدينا اعداد كبيرة من الجنود يتمركزون على امتدادها، لكننا لا نعرف إلى متى يستمر هذا الوضع، فقواتنا تعمل فوق طاقتها".&
ولفت بارزاني إلى أن الكرد كان من المفترض أن يتلقوا حصة من الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى العراق، لكنهم لم يستلموا طلقة واحدة على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن المسلحين في هذه الأثناء غنموا اسلحة قيمتها مئات ملايين الدولارات من قوات المالكي.&
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن بارزاني قوله: "هذه هي الحقيقة التي على العالم أن يعرفها. فنحن تُركنا نقاتل كل هؤلاء الارهابيين، ونواجه كل هذه المشاكل بمفردنا".&
&
رفع التقارير فقط
وكانت الولايات المتحدة ارسلت نحو 750 عسكريًا إلى العراق لحماية مصالحها، والعمل مستشارين عسكريين مع قوات الجيش العراقي. وأُرسل بعض هؤلاء العسكريين إلى اقليم كردستان، لكن دورهم يقتصر على تقييم الوضع ورفع التقارير، كما أفاد مسرور بارزاني.
وامتنع بارزاني عن التعليق على تقارير تحدثت عن اقامة قاعدة اميركية للطائرات من دون طيار في اراضي كردستان. لكنه اعرب عن الأمل في أن "تكون تقييماتهم مفيدة لكي تعرف واشنطن خطورة الموقف ومدى حاجتنا للدعم العسكري".&
وكانت حكومة المالكي عارضت تسليح الكرد، متعللة بأن بيعهم السلاح ليس قانونيًا، لأن وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة الاتحادية وحدهما المخولتان شراء اسلحة. ومنعت الحكومة الاتحادية أخيرًا هبوط طائرات الشحن في مطارات اقليم كردستان، بعدما كانت في السابق تنقل اسلحة جديدة من اوروبا الشرقية. ويتبدى الضغط الذي تواجهه قوات البشمركة على خطوط الجبهة، حيث قال قائد عسكري كردي إن اوامر صدرت إلى القوات الكردية بألا تطلق النار على العدو إلا إذا تعرضت للهجوم، أو إلى أن يكون العدو على مسافة 20 مترًا للاقتصاد في الذخيرة.&
&
الكرد يريدون سلاحًا
واوضح القائد العسكري أن هذه الاوامر التي صدرت منذ اواخر حزيران (يونيو) تعني أن المسلحين بعد كل جولة من القتال يستطيعون انتشال جثث قتلاتهم وسحب عرباتهم المصابة تحت انظار القوات الكردية. قال المقدم كامران هورامي: "كان بمقدوري أن أرى 20 جثة على مدى قريب جدًا منا، لكن لدينا اوامر بأن ندعهم يأخذون اشياءهم وألا نطلق النار". واضاف: "نحن بحاجة إلى أسلحة أجدد وأفضل".&
واكد مسرور بارزاني أن الكرد تمكنوا من شراء بعض الأسلحة الصغيرة والمتوسطة، لكن غالبية الحلفاء حين يُطلب منهم البيع يكون الرد "غير ايجابي"، على حد وصفه. ويرى محللون عراقيون وغربيون أن استقرار اقليم كردستان يجعله شريكًا منطقيًا لحكومة الولايات المتحدة التي تريد كبح جماح المسلحين، نظرًا لخوف واشنطن من التعاون مع قوات المالكي المخترقة بميليشيات ترتبط بإيران. لكن المسؤولين الاميركيين لا يريدون اضعاف سلطة الحكومة الاتحادية، بحسب هؤلاء المحللين. &
وكان بريت ماكغرك، نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى، أعلن في افادة امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي بأن المسؤولين الاميركيين اجروا محادثات مع القادة الكرد تناولت امكانية العمل معهم بشأن مستقبل اقليم كردستان، وبأن الادارة الاميركية تعتقد أن الطريق الأفضل هو بقاء المنطقة الكردية ضمن الاطار الدستوري للعراق.
أضاف ماكغرك: "أعتقد أن قلب كل كردي يخفق بالتطلع إلى دولة مستقلة، وعلينا أن نعترف بذلك".&
&
من أجل كردستان
وكانت حكومة المالكي حجبت عن الاقليم حصته البالغة 17 بالمئة من ميزانية الدولة. وفي هذا الشأن، قال دلاوير علاء الدين، رئيس معهد ابحاث الشرق الأوسط في أربيل، أن الوضع الاقتصادي "لا يمكن أن يكون اسوأ مما هو عليه الآن"، مضيفًا: "تبحث وزارة مالية الاقليم عن طرق لاقتراض المال، إذ لا بد من دفع رواتب الموظفين وتوفير حاجات اللاجئين".
واكد علاء الدين أن قوات البشمركة لم تتسلم رواتبها منذ اشهر، لكن رغم هذه الضائقة المالية لا يبدو أن هناك علائم تذمر بين افراد البشمركة.
وقال المقاتل ياور حسين عزيز، الذي قُتل شقيقه في معركة مع المسلحين: "لا أحد من قوات البشمركة يفكر في الامتناع عن القتال لأنه لم يتسلم راتبه، فنحن اخترنا هذا الطريق وقد نموت ولكن من دواعي فخرنا أن نضحي بدمائنا من اجل كردستان".&
&