فيما فجّر تنظيم داعش مرقد ثالث نبي في مدينة الموصل العراقية الشمالية مساء اليوم فقد اعتبرت الأمم المتحدة ذلك استهانة بالقيم الإنسانية، كما أعلنت أنها تحقق في إصدار الدولة الإسلامية فتوى بختان نساء العراق.


أسامة مهدي: أكد مصدر محلي في محافظة نينوى أن عناصر من تنظيم "داعش" فجّروا مساء مرقد النبي جرجيس وسط عاصمتها الموصل بعدما قاموا بتفخيخه في ثالث عمل من نوعه بعد تفجيرهم خلال الساعات الأخيرة لمرقد النبيين يونس وشيت. وقال المصدر إن مسلحي داعش قاموا صباحًا بتفخيخ مرقد النبي جرجيس، ثم قاموا بتفجيره مساء، مما أدى إلى تجميره بالكامل.

وفيما تأكد تفجير تنظيم الدولة الإسلامية لمرقد النبي يونس في مدينة الموصل العراقية الشمالية المبني قبل 1300 عامًا خلال الساعات الأخيرة فإنهم قاموا مساء اليوم أيضًا بتفجير مرقد آخر يعود إلى النبي شيت وسط استياء شعبي واسع من سكان المدينة، حيث وصف ائتلاف النجيفي هذه الأعمال بأنها منهج أهوج لعصابات مسلحة.

وأكدت مصادر أمنية عراقية تدمير عناصر "داعش" مرقد النبي يونس، في ميدنة الموصل الشمالية عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) التي أعلنها التنظيم ولاية له عقب سيطرته عليها في العاشر من الشهر الماضي. وقالت إن مسلحي تنظيم داعش أقدموا خلال الساعات الأخيرة على هدم مرقد النبي يونس في شرق مدينة الموصل بعد سيطرتهم عليه بشكل تام ومنعوا الصلاة فيه.&

من جهته اعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف تدمير أضرحة ومقامات الأنبياء في الموصل والعديد من الآثار التاريخية التي ترمز إلى التاريخ والتقاليد المشتركة بمثابة استهانة بالقيم الإنسانية.

وقال ملادينوف في بيان صحافي اليوم إن الاضطهاد المنهجي للأقليات وتدمير التراث الثقافي وطمس بعض من معالم العراق القديمة التي تحظى بقدسية الإسلام والمسيحية تبدي استهانة الدولة الإسلامية "داعش" بالقيم الإنسانية. ودعا إلى إدانة مثل هذه الأعمال بشكل لا لبس فيه من قبل المجتمع الدولي والزعماء السياسيين والدينيين والمدنيين في العراق.

وشدد ملادينوف على أن هذا الأمر يشكل مبعثًا آخر للغضب، وهو دليل آخر على عزم المجموعات الإرهابية تحطيم التراث والهوية المشتركة للعراق. وقال إن الجرائم المروعة التي يقترفها أفراد داعش، بما في ذلك إحراق وتدمير الكنائس والمساجد، فضلًا عن رموز الموصل الأخرى، ينبغي أن تحث النخب السياسية في العراق على تنحية خلافاتهم جانباً واستعادة سلامة بلادهم.

ويستخدم مهدمو الأضرحة آليات عملاقة ومتطورة تابعة لشركات كبيرة كانت تعمل في الموصل، واستولوا عليها عقب احتلال المدينة. وبهذا الخصوص يقول مصدر مطلع من داخل المدينة إن هادمي الأضرحة والمقامات الدينية يعرفون تنظيميًا باسم "كتيبة تسوية القبور والأضرحة".

يذكر أن مدينة الموصل الخاضعة كليًا لسيطرة "داعش" شهدت في الرابع من الشهر الحالي تفجير مرقد "الإمام السلطان عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب" بعدد من العبوات الناسفة في جنوب شرق الموصل، كما فجّر مسلحون في 25 من الشهر الماضي بعبوات ناسفة مقام الإمام العباس في قرية الكبة (10 كم شمال الموصل) وفجّروا حسينيتين في قرية شريخان العليا والسفلى (15 كم شمال الموصل).

يونامي تحقق بفتوى ختان نساء العراق
أعلنت الأمم المتحدة أنها تتحقق من معلومات تشير إلى إصدار داعش فتوى بختان الإناث. وأشارت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إليانا نبعة في بيان صحافي اليوم إلى أن بعض التصريحات التي نُسبت أخيرًا إلى منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في العراق جاكلين بادكوك تؤكد أن الدولة الإسلامية بختان الإناث في أجزاءٍ من شمال العراق تقع تحت سيطرتها.

وأضافت إن مجتمع الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يتحقق بشأن ما ورد من معلومات عن "الفتوى" وتنفيذها. وقالت "عند هذه النقطة لا يمكن للأمم المتحدة تأكيد أو نفي أية تقارير متداولة عن هذا الموضوع بقدر ما يتعلق الأمر بالعراق". وأشارت إلى أن مثل هذه الفتوى وبحسب ما ورد تم تعميمها في المناطق العراقية والسورية التي تخضع لسيطرة داعش.

وأكدت نبعة أن الأمم المتحدة ما برحت تشعر بقلقٍ بالغ إزاء النساء والفتيات بوصفهن مواطن ضعف خاصة في مناطق الصراع اللائي حسبما ورد كن عرضةً للاغتصاب والزواج القسري وغيرها من الانتهاكات التي تحتاج أن تتعالج بشكل خاص.

وكان تنظيم داعش أصدر أمس الخميس فتوى جديدة تقضي بختان كل النساء في العراق، وخصوصًا نساء الموصل ومحيطها، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و46 عامًا ولاقى القرار استهجانًا دوليًا وحقوقيًا، لأنه قد يشمل حوالى 4 ملايين امرأة وفتاة، وقد تسبب سابقًا بالكثير من التشوهات الجسدية والنفسية بحق المجبرات على الخضوع له إضافة إلى حالات وفيات عديدة.

وقالت المسؤولة الثانية للأمم المتحدة في العراق جاكلين بادكوك خلال حديث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة نظمت في جنيف "إنها فتوى صادرة من تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أبلغنا بها للتو". وأضافت بادكوك إن هذا أمر جديد تمامًا على العراق، ولا سيما في هذه المنطقة، ويدعو إلى القلق الشديد، ولابد من التعامل معه"، مشيرة إلى أن "هذه ليست إرادة الشعب العراقي ولا نساء العراق في هذه المناطق الهشة التي يغطيها الإرهابيون".

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارًا يهدف إلى إنهاء عمليات ختان الإناث، وعيّن يوم السادس من شباط/فبراير من كل عام يومًا دوليًا لعدم التسامح إزاء هذه الممارسة، التي وصفت بالبغيضة. وأوصت بيانات (اليونيسف) بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء ختان الإناث وزواج الأطفال، حيث تؤثر هذه الممارسات على الملايين من الفتيات في جميع أنحاء العالم.
&