لندن: في تبنٍّ واضح لتقرير نشرته "إيلاف" حول إرسال المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني إشارات للمالكي بضرورة التنحي، وعدم التشبث بمنصبه، فقد أعاد الموقع الرسمي للمرجع نشر نص التقرير، في بادرة هي الأولى من نوعها ما يؤكد الإصرار على هذا الموقف، الأمر الذي أربك الدائرة المحيطة برئيس الوزراء، وأثار اهتمامًا شعبيًا وسياسيًا واسعًا.&
&&&
موقع السيستاني يعيد نشر نص تقرير إيلاف
وقد التقطت "إيلاف" دعوة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) أمس، إلى المسؤولين بعدم الإصرار على التشبث بمناصبهم لدى تشكيل الحكومة الجديدة، من دون ذكر أي اسم، لكنها حللت ما وراء سطور هذه الدعوة وفكت طلاسمها، ونشرت تقريرا تحت عنوان (السيستاني يرسل اشارات للمالكي بعدم التشبث بمنصبه). وقد بادر الموقع الرسمي للمرجع الشيعي الأعلى في تبن واضح لفكرة العنوان الى اعادة نشر نص التقرير وبالعنوان ذاته.&
وفي اتصالات هاتفية من سياسيين وإعلاميين عراقيين مع "إيلاف" الليلة الماضية، فقد أكدوا ان التقرير هو الآن حديث الناس وطبقتهم السياسية وأشاروا في الوقت نفسه إلى انه اثار استياء الدائرة المحيطة بالمالكي، وأربك خططها في الإصرار على أن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي هو الكتلة البرلمانية الأكبر التي يجب أن يكلفها الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم بتشكيل الحكومة الجديدة. وقالوا إن المالكي قد طلب على ضوء ذلك اجتماعًا طارئًا مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وأكدوا أن الاجتماع سيعقد اليوم السبت لبحث ترتيبات تشكيل الحكومة الجديدة والشخصية التي ستكلف بذلك.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اكد أنه اتفق والمرجع السيستاني خلال اجتماعهما في النجف الخميس على ضرورة تشكيل حكومة تضع حدًا لانقسام العراقيين .&
&
دعوة غير مباشرة لتنحي المالكي
وأكد الكربلائي مواصلًا خطبة الجمعة أمس، أن خطورة هذه المرحلة من التاريخ تحتم على جميع الإطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية التي تتطلب استشعار التضحية وعدم التشبت بالمواقع والمناصب، بل التعامل بواقع ومرونة مع تقديم مصالح البلد والشعب على بعض المكاسب واستشعار مبدأ التضحية ونكران الذات مع معطيات الوضع السياسي الداخلي والخارجي .&
وكان المالكي اكد في الرابع من الشهر الحالي بأنه لن يتنازل "أبداً" عن الترشح لرئاسة الوزراء "إخلاصا لأصوات الناخبين" واشار إلى ان ائتلافه هو الكتلة الأكبر داخل البرلمان.
وفي مواجهة ذلك فقد أكد مصدر مطلع ان ثلاث كتل تشكل الثقل الأكبر في دولة القانون أبلغت الائتلاف االشيعي ومرجعية النجف انها ستخرج من ائتلاف المالكي مباشرة حال اعلانه ان دولة القانون هو الكتلة الأكبر. وقال المصدر إن هادي العامري رئيس منظمة بدر (وزير النقل) وحسين الشهرستاني رئيس كتلة مستقلون (نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة) وخضير الخزاعي رئيس حزب الدعوة تنظيم العراق (نائب رئيس الجمهورية) قد عقدوا العزم نهائيا على إيقاف ما وصفوه بمغامرات المالكي التي لم تعد تهدد التوافق الوطني وحسب وإنما الإجماع الشيعي أيضًا.&
وأكد المصدر ان هذه القيادات تحترم اتفاق إعلان بيان التحالف الشيعي الذي ألقاه رئيسه ابراهيم الجعفري مؤخرا بحضور عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي وخضير الخزاعي والمالكي نفسه إلى جانب العامري باعتبار التحالف الشيعي هو الكتلة الاكبر في البرلمان والذي سيشكل الحكومة المقبلة.
ويقول منتقدون إن المالكي شخصية مثيرة للإنقسامات وإن تنفيره لمختلف المكونات العراقية أذكى الكراهية الطائفية وصب في مصلحة مقاتلي الدولة الاسلامية "داعش" الذين وصلوا إلى مسافة 70 كيلومترا من بغداد.
&
دعوات داخلية وخارجية يرفضها المالكي
وأصبح المالكي قائما بأعمال رئيس الوزراء منذ نيسان (ابريل) الماضي، ورفض مطالب قوى شيعية وسنية وكردية بالتنحي لتعيين شخصية أقل إثارة للاستقطاب. وعلى الرغم من &ضغوط الولايات المتحدة والأمم المتحدة وايران ورجال الدين الشيعة في العراق فإن ساسته لم يتمكنوا من تشكيل حكومة شاملة سريعا لتوحيد البلاد.
واتخذ برلمان العراق خطوة نحو تشكيل حكومة جديدة الخميس الماضي حين انتخب النائب الكردي معصوم رئيسا للبلاد لكن الخطوة التالية وهي اختيار رئيس للوزراء ستكون أصعب كثيرا لأن المالكي لم يظهر اي بادرة على استعداده لترك المنصب .
وبرغم تعرض العراق إلى التقسيم والتفتت على ضوء الإنهيار الكبير وغير المتوقع لقواته المسلحة، أمام اجتياح قوات الدولة الاسلامية "داعش" للاراضي العراقية واحتلالها مدينة الموصل ثاني اكبر مدن البلاد بعد العاصمة ثم تمددها إلى محافظات ديإلى وكركوك والانبار وصلاح الدين.
ويقدر الجيش الأميركي ومسؤولو أمن عراقيون ان للدولة الإسلامية ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مقاتل في العراق عندما اجتاحوا اراضيه لكن العدد يتجه للاقتراب من 20 الف مقاتل مع انضمام مجندين جدد عراقيين.
&&
&