استدعت السلطات المصرية السبت القائم بالاعمال التركي في القاهرة للمرة الثانية في اسبوع واحد، وذلك للاحتجاج على انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وموقف القاهرة من ازمة غزة.

ودانت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها تصريحات اردوغان، التي اعتبرت انها "لا تتصف بالموضوعية"، محذرة من ان "استمرار التجاوز في حق مصر وقيادتها المنتخبة سيؤدي من دون شك إلى مزيد من الإجراءات من جانب مصر، من شأنها أن تحد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين".

واوضحت الخارجية في بيانها انه تم "استدعاء القائم بالأعمال بالإنابة التركي بالقاهرة مرة أخرى إلى مقر وزارة الخارجية لنقل رسالة احتجاج قوية على هذه التجاوزات والتحذير من مغبة استمرارها على مسار العلاقات بين البلدين". وكانت مصر استدعت الاحد الفائت القائم بالاعمال التركي في القاهرة لابلاغه "استياءها ورفضها" لتصريحات اردوغان التي وصف فيها السيسي بـ "الطاغية".

وقال بدر عبد العاطي الناطق باسم الخارجية المصرية لوكالة فرانس برس ان الاستدعاء الثاني جاء بعدما "كرر اردوغان ثانية ان السيسي طاغية، وان مصر لا دور لها في ازمة غزة"، وذلك في مقابلة تلفزيونية لاردوغان مع محطة "سي ان ان" الاميركية. واوضحت& الخارجية انه "تكليف القائم بالأعمال المصري بالإنابة في تركيا بنقل الرسالة نفسها إلى السلطات التركية".

وكان اردوغان قال في 18 تموز/يوليو الجاري ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لا يختلف عن الآخرين، انه هو نفسه طاغية" واتهم لادارة المصرية بالعمل "معا" الى جانب اسرائيل ضد حماس المدعومة من الحكومة التركية. واكدت الخارجية ان اتهامات اردوغان تتجاهل "حقائق التاريخ ودور مصر القومي ومواقفها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي مواقف لا تقبل المزايدة".

وقالت الخارجية ان تصريحات اردوغان "تعكس جهلا كاملا وإنكارا تاماً لحقيقة الواقع السياسي في مصر منذ ثورة 30 يونيو" ضد الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي.
وشارك ملايين المصريين في تظاهرات حاشدة& في هذا اليوم ضد مرسي اول رئيس مدني نتخب ديمقراطيا في مصر، متهمينه باحتكار السلطة لحساب جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.

وطالبت الخارجية المصرية انقرة "بإعلاء المصالح العليا للشعبين على المصالح الإيديولوجية الضيقة والتسليم بإرادة الشعوب واحترام مبادئ العلاقات والمواثيق الدولية"، مجددة تقديرها للشعب التركي.& وفي 23 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، طردت القاهرة السفير التركي في القاهرة، بعدما اعتبرته "شخصا غير مرغوب فيه" مخفضة مستوى التمثيل الدبلوماسي الى مستوى القائم بالاعمال.

وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعدما عزل الجيش بقيادة السيسي قائده آنذاك الرئيس الاسلامي في الثالث من تموز/يوليو اثر احتجاجات شعبية واسعة عبر البلاد ضد السنة التي قضاها في الحكم.