دعا ممثلو 31 دولة عربية وإسلامية وغربية الامم المتحدة وأميركا إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لنقل ثلاثة آلاف شخص من المعارضين الإيرانيين اللاجئين في العراق، وحذروا من أن السلطتين في بغداد وطهران تحاولان استغلال الانهيار الأمني الذي يشهده العراق بمهاجمة مخيمهم بضواحي بغداد والتخلص منهم بالقتل.


باريس: خلال المؤتمر الذي شهدته العاصمة الفرنسية تحت شعار (الدكتاتورية الدينية الإيرانية تمثل بؤرة الحروب الطائفية في الشرق الاوسط) بمشاركة ممثلين عن 31 دولة عربية واسلامية وغربية وحضرته (إيلاف)، قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي نظم المؤتمر الليلة الماضية، مريم رجوي، إن المتطرفين الدينيين في إشارة إلى تنظيم (داعش) يرتكبون الآن ابشع الجرائم باسم الاسلام، وحيث يتدخل النظام الإيراني في الدولتين لحماية نظامهما الدكتاتوري، بحيث اصبح الشعب الإيراني نفسه من المتضررين من هذا التدخل الذي لن ينقذ المنطقة من ممارساته الا بالمساعدة على اسقاطه.

وأشارت إلى أنّ النظام الإيراني ينشر الرعب والخراب في المنطقة ويرسل احدث الاسلحة والمعدات العسكرية لنظامي بغداد ودمشق في مخالفة واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي سعيًا منه لابقاء هذين النظامين على قيد الحياة، لانه يدرك أن سقوطهما يعني سقوطه ايضاً. ودعت الولايات المتحدة إلى عدم التعاون مع إيران لانقاذ رئيس الوزراء نوري المالكي من السقوط، وقالت إن ذلك سيدخل الشعب العراقي في دوامة حروب داخلية.

وأشارت إلى أنّ مزاعم طهران عن علاقة تربط منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بداعش هي واحدة من سلسلة الاكاذيب التي عرف بها نظام ولاية الفقيه منذ سنوات، حين كان يتهم المنظمة بعلاقة مع القاعدة.

وقالت إن هذه المزاعم هي تمهيد لهجوم يعد له نظاما بغداد وطهران ضد مخيم ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي، والذي يضم 3 آلاف لاجئ إيراني معترف بهم كلاجئين من قبل المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.

وناشدت الولايات المتحدة والامم المتحدة إلى سرعة التحرك لنقل هؤلاء اللاجئين إلى اميركا وبلدان أخرى لتخليصهم من مجزرة لإبادتهم تعد لها بغداد وطهران والعمل منذ الآن على نشر قوات من الامم المتحدة في المخيم لحماية سكانه من أي هجوم يستهدفهم.

وطالبت رجوي بلدان المنطقة بالعمل على قطع علاقاتها مع طهران احتجاجًا على المجازر التي يرتكبها نظامها في العراق وسوريا وتأجيجه للطائفية والارهاب وطالبتها بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية ودعمها من اجل التخلص من حكام طهران الذين أكدت أنهم يمثلون الفاشية الدينية. وأشارت إلى أنّ نظام طهران يريد أن يحرف الثورة الشعبية التي انطلقت في العراق ضده وضد حليفه في بغداد المالكي بعد أن قدمت حرب 2003 في العراق هذا البلد على طبق من ذهب إلى إيران.

واعربت رجوي عن استنكارها للظلم والقمع اللذين وقعا على المسيحيين في الموصل وقالت (نحن نؤكد، كما سبق خلال أربعة عقود، على الإحترام بحقوق أخواتنا وإخواننا المسيحيين وأتباع جميع الديانات والعقائد الأخرى، وذلك في وجه استبداد ولاية الفقيه واحتكارها للسلطة).

وأشارت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أنّ مسايرة مجموعة 5+1 مع نظام ولاية الفقيه على الصعيد النووي والتوغل في فخّ مفاوضات دون نهاية وتمديدها لا تؤدي إلّا إلى إعطاء الفرصة لهذا النظام لمزيد من المخادعة، وخلافاً للغوغاء والدعايات فإن نظام الملالي لم يرضخ حتى اليوم لاتفاق شامل يضمن منع النظام من تصنيع القنبلة النووية، كما أن هذا النظام يواصل سياسة دفع الوقت والمماطلة.

وأكدت أنه يجب على المجتمع الدولي أن يضع في جدول أعماله التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن وخاصة الايقاف الكامل لعملية تخصيب اليورانيوم، كما يجب أن ترافق المفاوضات النووية محاسبة الفاشية الدينية حول انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر في سوريا والعراق. ويعتبر السعي من أجل الحصول على القنبلة النووية وانتهاك حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب والتطرف، الاوجه الثلاثة الثابتة والمترابطة لنظام ولاية الفقيه.

ودانت رجوي قصف المواطنين الفلسطينيين الآمنين خاصة النساء والأطفال منهم من قبل إسرائيل.. وناشدت المجتمع الدولي بإتخاذ اجراء فوري لايقاف المجازر والهجمات ضد المدنيين، ونؤيد الجهود المبذولة من قبل الرئيس محمود عباس للتوصل إلى وقف اطلاق نار فوري. واوضحت أن هذه الهجمات تخدم النظام الحاكم في إيران لأنها تلقى بظلالها على الجرائم التي يقترفها في سوريا والعراق، وتعرقل مسار إنهاء الانقسام الفلسطيني وإقامة حكومة الوفاق الوطني، والذي تضرّر منها النظام الإيراني بصورة عميقة.

ودعت البلدان العربية والإسلامية في المنطقة أن تقوم بقطع علاقاتها السياسية مع نظام ولاية الفقيه احتجاجاً على تصدير الإرهاب والتطرف والمجازر إلى سوريا والعراق وتأجيج الحروف والنزاعات الطائفية في العالم العربي من البحرين وحتى اليمن ولبنان.

وتحدث في هذا المؤتمر كل من سيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق، والدكتور بدر جاموس عضو سر الهيئة السياسية للائتلاف السوري، والدكتور حكيم المرفق أمين سر الهيئة، ومحمد العريبي وزير الخارجية المصري السابق، خليل مرون امام مسجد مدينة ايفري من فرنسا، ونعايم العجارمة رئيس لجنة المرأة ومدالله الطراونه نائب من الاردن، ونجيمه طاي طاي وزيرة السابق، ونعيمة بوشارب عضو البرلمان من المغرب، وبرنارد كوشنر وزير الخارجية الفرنسي السابق، وراما ياد وزيرة حقوق الانسان الفرنسية السابقة، ووليد فارس الخبير في شؤون الشرق الأوسط والسفير كينزبرغ من أميركا، والدكتور صباح المختار رئيس جمعية المحامين العرب في لندن من العراق، وزاهد اوروج النائب من آذربايجان، وآمال الدوبعي القاضية من اليمن، والاستاذ جلال كنجئي رئيس لجنة حرية الديانات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ووفود من أئمة المساجد ولجان المسلمين في فرنسا وممثلون عن بعض الجمعيات والروابط الإيرانية.

وأكد المتحدثون أن حصر مشكلة العراق في داعش هو خطأ خطير ويخدم فقط تنظيم الدولة الاسلامية والنظام الإيراني، وشددوا على أن الحل الوحيد لمنع اثارة الحروب في العراق هو تنحية المالكي ودعم الشعب العراقي والعشائر العراقية والمجموعات العراقية التي تشكل العامل الرئيسي لهذه الانتفاضة الكبيرة التي تجسد أفضل حل للتطرف.

وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية وبدعمها للمالكي والتغاضي عن جرائمه ضد الشعب العراقي خاصة ضد السنة إلى جانب تقاعسهم تجاه جرائم اللاانسانية التي يرتكبها بشار الأسد وعدم الدعم النشط للمعارضة الديمقراطية في سوريا لعبوا أكبر الأدوار في توسع التطرف والارهاب.

وفي المؤتمر، تمت تلاوة رسالة دعم من الدكتور طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق والعقيد رياض الأسعد من مؤسسي الجيش السوري الحر ورسائل عشرات من القادة والضباط الكبار في الجيش السوري الحر، والعديد من المشرعين والناشطين السياسيين من مختلف الدول العربية والاسلامية لدعم أهداف المؤتمر.

&