&
أثار الإعلامي المصري إبراهيم عيسى الكثير من الجدل، إثر ما قاله في برنامجه "مدرسة المشاغبين"، حول انتشار التحرش الجنسي في المدينة المنورة في عهد الرسول محمد، زاعماً أن عمر بن الخطاب، تحرش بإحدى زوجات النبي، واتهم الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، عيسى بـ"الإساءة للإسلام والكذب". وأثارت مزاعم عيسى بعض علماء الدين، لاسيما الشيخ أبو اسحاق الحويني، القيادي في التيار السلفي، الذي طالب شيخ الأزهر بضرورة التدخل، معتبراً أن ما قاله عيسى يمثل سباً للرسول.

&
القاهرة: قال الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، إن آيات الحجاب في القرآن نزلت، بسبب التحرش الجنسي في المدينة المنورة، وأضاف خلال برنامجه "مدرسة المشاغبين"، على فضائية "أون تي في" المملوكة للملياردير القبطي نجيب ساويرس، إن "النساء في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، الحرائر والإماء كنّ يخرجن للصحراء، لقضاء حاجتهن، في مكان بعيد، وفي ظل الظلام، لعدم وجود مشاعل ولم يكن السراج بمعناه معروفاً في ذلك الوقت، كان يحدث تحرش من بعض الشباب".&
وتابع في برنامجه الذي يظهر فيه كأنه معلم يشرح الدروس للمجموعة من الطلاب، شباباً وفتيات، يجلسون على مقاعد الدراسة: "نعم في عهد الرسول، والقرآن ينزل"، مشيرًا إلى أنه "كان تحرشاً لفظياً وجسدياً".
&
خشونة عمر
&ولفت إلى أن عمر بن الخطاب، كان خشناً في التعامل مع المرأة، معتبراً أن سلوكه لم يكن معبراً عن الإسلام. وقال: "كان سيدنا عمر بن الخطاب رجلاً غيوراً، ومفهوم عمر بن الخطاب في التعامل مع المرأة يخصه، ولا يعبر عن الإسلام، وعندما يكون عمر خشناً مع زوجاته، فإنه عمر وليس لأن الإسلام يقول كذلك، حتى تكون الأمور واضحة، وكانت زوجاته يشكينَ منه، والمعاملة الحقيقية للمرأة في الإسلام نجدها في معاملة سيدنا النبي".
&
وكان عيسى يقدم في برنامجه شرحاً لكتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة.. دراسة جامعة لنصوص القرآن الكريم وصحيحي البخاري ومسلم"، لمؤلفه عبد الحليم أبو شقة.
&
وأضاف عيسى: سيدنا عمر بن الخطاب، طلب من الرسول أن يمنع زوجاته من الخروج لقضاء الحاجة، خشية أن يعرفن، مخافة أن يتعرض لهن البر والفاجر"، واستطرد: "بعد شوية خرجت إحدى زوجات الرسول، وقال لها عمر: لقد عرفتك يا فلانة، وكان اسمها السيدة سودة، وفوراً أنزل القرآن". مشيراً إلى أن "القرآن نزل ثلاث مرات ليعالج مواقف طرحها عمر بن الخطاب، وهذا الموقف منها، ونزلت آيات الحجاب خاصة بنساء الرسول، والسؤال: هل كان يحدث ذلك أيام النبي؟ نعم كان يحصل أيام النبي".
&

غضب علماء الإسلام
أثار حديث عيسى عن انتشار التحرش في عهد الرسول وتحرش عمر بن الخطاب بإحدى زوجات النبي، بعض علماء الإسلام، وإتهمه الداعية السلفي الشيخ أبو إسحاق الحويني، بسب الرسول وعمر بن الخطاب، وقال الحويني، في مقطع فيديو على قناته بموقع يوتيوب: " فيه سب للنبي صريح. واحد من هؤلاء النوكى بيقول إن المدينة كان فيها تحرش جنسي أيام النبي، وما الدليل، قال إن عمر بن الخطاب عندما شاف سودة طالعة للخلاء، قال لها: إنظري يا سودة كيف تخرجين، فوالله لا تخفين علي. يعني عمر يتحرش بسودة، الكلام ده يتقال في ديار المسلمين وفي بلد الأزهر يا شيخ الأزهر".
&
وتابع: "أنا معرفش الراجل ده (شيخ الأزهر). المدينة فيها تحرش جنسي !! وساكتين خالص"، مضيفًا " عندما يقول هؤلاء هذا الكلام، أليس سباً للنبي وسباً للصحابة، ماذا نفعل؟
&
ثم أجهش الحويني بالبكاء، وقال: "إنا نتباشر مع إمتلاء قلوبنا غيظاً مما نسمع".
&
تشهير بالإسلام
ومن جانبه، قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، لـ"إيلاف" إن إبراهيم عيسى أو عبد الحليم أبو شقة صاحب مؤلف "تحرير المرأة في زمن الرسالة" ليسا بعالمين، ولا يؤخذ عنهما الدين الإسلامي، متهماً عيسى بـ"الإساءة إلى الإسلام والتشهير به".
&
وأضاف غاضباً: "كيف يتهم سيدنا عمر بالتحرش الجنسي، سيدنا عمر بن الخطاب نعتبره السد الذي إنهار بعده الإسلام، إنه المثل الأعلى للعدل بعد رسول الله". وأوضح أن "الواقعة اليتيمة التي حصلت في عهد سيدنا النبي، تتمثل في أن أحد الصحابة كان يريد خطبة إمرأة، واختبأ وراء جدار، حتى يراه، وشاهدها وهي عارية، فحكى للرسول، فرد النبي: "أتتزوجها؟ قال الرجل: نعم يا رسول الله. قال النبي: لك ما رأيت".
&
الحجاب لجميع النساء
وحول نزول آيات الحجاب، لنساء النبي خاصة، بسبب إنتشار التحرش الجنسي في عهد الرسول، قال عاشور: "من قال ذلك كذاب"، مضيفاً أن الحجاب نزل لنساء المسلمين عامة، بنص القرآن الكريم الذي يقول: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ، وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ، وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".&
وذكر الشيخ عاشور: "أجمع الفقهاء أن المقصود بقوله تعالى: "ما ظهر منها"، هو "الوجه والكفين".
&