واشنطن: يواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري العمل مع اسرائيل وحماس من اجل التوصل الى تهدئة جديدة بينهما، تمهيدًا لمفاوضات برعاية مصر، كما اوضح مسؤول اميركي كبير الاحد. وعاد كيري في وقت مبكر الاحد الى واشنطن بعد اسبوع أمضاه في الشرق الاوسط وباريس ولم ينجح خلاله في ابرام اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس.

لكنه سيحاول الحصول على سلسلة من اتفاقات وقف اطلاق النار الموقتة التي يمكن أن تسبق محادثات اسرائيلية فلسطينية في مصر تمهيدًا لاتفاق اكثر ديمومة، بحسب المسؤول الاميركي الكبير. وقال هذا المسؤول الذي رافق جون كيري في جولته ورفض الكشف عن هويته "هناك طريقة لوقف اراقة الدماء".

ورفضت الحكومة الامنية الاسرائيلية الجمعة اقتراحًا لوقف اطلاق النار، مبررة رفضها بالحاجة الى التمكن من تدمير الانفاق التي تستخدمها حماس ليتسلل مقاتلوها الى اسرائيل.

والتقى جون كيري في باريس السبت نظيريه في قطر وتركيا الدولتين اللتين تقيمان علاقات وثيقة مع حماس التي ادرجتها واشنطن على لائحتها للمنظمات "الارهابية". ودافع المسؤول الاميركي عن جدوى هذه اللقاءات التي اثارت انتقادات حادة في اسرائيل. وقال إن دعوة القطريين والاتراك الى وقف اطلاق النار تشكل بحد ذاتها مرحلة مهمة.

لكن هل أن المقاربة تمثل انقلابًا في موقف الولايات المتحدة التي انتقدت في الماضي الدعم الذي يقدمه القطريون لحماس؟. واجاب المسؤول الاميركي أن "الواقع إنهم (يمولون حماس) وأن لهم بالتالي بعض النفوذ".

من جهتها، صححت وزارة الصحة في قطاع غزة الاحد عدد القتلى الفلسطينيين في العملية العسكرية الاسرائيلية المتواصلة منذ الثامن من تموز/يوليو، مشيرة الى أنه بلغ 1032 قتيلاً بدلاً من اكثر من 1060 كان اعلن عنهم في وقت سابق. واوضحت الوزارة بأن الخطأ جاء بسبب مشكلة في عدد الجثث والاشلاء التي تم انتشالها من المناطق الشرقية لقطاع غزة خلال التهدئة الانسانية السبت.

وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة في بيان "بعد المراجعة والتدقيق في بيانات الشهداء ومعاينة الجثامين والاشلاء التي تم انتشالها امس من المناطق الشرقية لقطاع غزة والتعرف اليهم من قبل ذويهم في مستشفيات القطاع يتأكد لنا أن حصيلة الشهداء الذين تم انتشالهم خلال التهدئة امس هو 117 شهيداً وليس 147 شهيدًا". وبحسب القدرة، فإنه بذلك "تكون حصيلة العدوان الصهيوني لليوم العشرين 1032 شهيداً و6233 جريحاً حتى اللحظة".

أوباما يتصل بنتانياهو

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد إن وقفًا "فوريًا" لاطلاق النار وبلا شروط في قطاع غزة يمثل "ضرورة استراتيجية"، وذلك اثناء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

واعلن البيت الابيض في بيان أنه "عبر الرئيس بوضوح عن الضرورة الاستراتيجية لارساء وقف فوري انساني لاطلاق النار وبلا شروط يضع حدًا في الحال للمواجهات ويؤدي الى وقف دائم للمعارك".

وابدى الرئيس الاميركي خلال الاتصال "القلق العميق والمتعاظم للولايات المتحدة بشأن العدد المتزايد للقتلى المدنيين الفلسطينيين والخسائر في الارواح الاسرائيلية، اضافة الى تدهور الوضع الانساني في غزة".

بيد أن اوباما ندد بشدة "بهجمات حماس على اسرائيل عبر الانفاق واطلاق القذائف"، مجدداً تأكيد "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها".

كما عبر أوباما عن تأييد بلاده للمبادرة المصرية.

من جانبه، قال نتانياهو الذي كان ضيفاً على عدة قنوات اميركية الاحد إن المبادرة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي الى وقف دائم للمعارك هي المبادرة المصرية، وذلك بعد رفض اقتراح وزير الخارجية الاميركي جون كيري التي اعتبرت متعاطفة مع حماس.

كما اكد اوباما اهمية "ضمان امن اسرائيل وحماية المدنيين ومواجهة الازمة الانسانية في غزة وارساء وقف دائم لاطلاق النار يتيح للفلسطينيين في غزة العيش بشكل طبيعي والاستجابة للحاجات الاقتصادية والتنموية (لقطاع غزة) مع تعزيز السلطة الفلسطينية".

وتابع بيان البيت الابيض أن اوباما ذكر "بأنه في النهاية فإن أي حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني يجب أن يضمن نزع اسلحة المجموعات الارهابية وتجريد غزة من السلاح".

&