دعا راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي الاسلامي،& بمناسبة عيد الفطر، الليبيين، إلى مؤتمر وطني في ليبيا أو في تونس، لوقف اراقة الدماء والإقتتال.


إسماعيل دبارة من تونس: دعا زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس، الشيخ راشد الغنوشي، الفرقاء المتقاتلين في ليبيا إلى الجنوح إلى السلم وعقد مؤتمر حوار وطني.

ودعا الغنوشي في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، الليبيين إلى "كف الدماء بين الإخوة الأشقاء والى اللجوء للحوار والتصالح الوطني وفق ميزان الحق والعدل، والتخلي عن كل نوازع الثأر والانتقام".

وهوت ليبيا في الأيام الأخيرة إلى دوامة عنف هي الأشد منذ اسقاط نظام معمر القذافي في 2011.

والأحد، دعت دول غربية كثيرة بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، رعاياها لمغادرة ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة، يوما بعد بعد إجلاء واشنطن لديبلوماسييها من ليبيا إلى تونس.

وقال راشد الغنوشي زعيم "النهضة" التونسية، إن حزبه يتابع "بألم وانشغال شديدين ما يجري في ليبيا الشقيقة شرقا وغربا من احتدام للصراع ولجوء واسع إلى السلاح، سبيلا خاطئا وخطيرا لحسم الاختلاف بين الأشقاء، وهو وضع يمثل خطرا شديدا لا على القطر الشقيق وحسب، بل على جملة الإقليم، وبالخصوص على الجوار التونسي لما يربط بين البلدين من صلات الجوار ووشائج القربى والمصالح المشتركة".

ولمّح الغنوشي إلى قيامه بوساطة بين الميليشيات الليبية والسلطة المركزية الضعيفة في الأسام السابقة.

وقال: "لم تدخر (النهضة) جهدا على امتداد الأيام الماضية في السعي إلى إيقاف الاقتتال، وتقريب الشقة بين أبناء الوطن الواحد وذلك من خلال تواصلها مع مختلف مكونات الساحة الاجتماعية والسياسية لحل الأزمة الراهنة، وهي تجدد دعوتها اليوم، وبمناسبة حلول عيد الفطر المبارك

ودعا الغنوشي إلى الجنوح إلى السلم والتخلي عن لغة السلاح والاقتصاد في الدماء، وحثّ "وجهاء ليبيا وقادتها الدينيين والاجتماعيين والسياسيين الى القيام بدورهم في تقريب وجهات النظر والسعي بالحسنى بين الجهات المتنازعة حقنا لدماء الليبيين".

ونجح الحوار الوطني في تونس الذي عُقد اثر أزمة سياسية حادة بين الاسلاميين وخصومهم الاسلاميين اثر اغتيال النائب محمد البراهمي في 25 يوليو 2013، في توافق على دستور حديث كان محل اشادة غربية، وتسليم الاسلاميين للحكم طوعا الى إدارة تكنوقراط غير حزبية بقيادة المهدي جمعة.

وقالت تقارير صحافية تونسية مؤخرا إن حركة النهضة تحاول تمرير تجربة "الحوار الوطني" إلى الجارة ليبيا تجنبا للعنف الذي يؤثر بشكل مباشر على تونس التي تواجه خطر الارهاب وأزمة اقتصادية خانقة.

وقال الغنوشي في بيانه: "تضع (النهضة) كل خبراتها وإمكانياتها تحت تصرف الأخوة الليبيين للوصول الى حلول توافقية ترضي الجميع عبر عقد مؤتمر وطني جامع سواء في الداخل الليبي او في تونس بالتنسيق مع الجهات الشعبية والرسمية في البلدين".

ويعول التونسيون كثيرا على الاستقرار في ليبيا واعادة الإعمار وتدفق النفط من أجل خلق فرص شغل وتخفيف أزمة البطالة التي بلغت مستويات غير مسبوقة منذ رحيل بن علي.

كما يتطلع التونسيون إلى "دولة قوية" في ليبيا تساعدهم على مراقبة الحدود ومنع دخول السلاح من الحدود الليبية إلى تونس حيث تنشط الجماعات الجهادية وتنسّق فيما بينها، على غرار جماعة "أنصار الشريعة" المتطرّفة.