تفاقمت في أوروبا للمرة الاولى&ظاهرة هجرة القاصرين والأطفال العرب من دون ذويهم. واعتبرت دائرة الاحصاء المركزية الألمانية الربيع العربي مسؤولًا عن الظاهرة.


ماجد الخطيب: جاء في تقرير لدائرة الاحصاء المركزية الألمانية أن عام 2013 شهد قدوم 6600 قاصر (دون 18 سنة) إلى ألمانيا من دون رفقة أحد الوالدين، أو معية أحد الأقارب.

قاصرون بلا مرافق

وذكر التقرير أن نسبة القاصرين العرب بين هؤلاء الأطفال تضاعفت للمرة الاولى&في ألمانيا منذ العام 2011. وكانت سوريا وليبيا ومصر، وغيرها من البلدان العربية المبتلية بالحروب والاضطرابات، أكبر مصادر هجرة القاصرين إلى ألمانيا. يضاف اليهم القاصرون من الصومال وارتيريا والعراق وافغانستان.

وكانت ايران، أبان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن الماضي، أكبر مصدر للأطفال الذكور الهاربين من الحرب. وهم أطفال يرسلهم ذووهم بمفردهم إلى أوروبا بهدف تخليصهم من التطوع الاجباري في فصائل الاطفال الانتحارية.

بعد ذلك، ومنذ التسعينات، كانت بلدان أفريقيا المبتلية بالحروب الأهلية هي مصدر موجات الأطفال والقاصرين الهاربين من جحيم بلدانهم. ولاحظ التقرير أن عدد القاصرين الوافدين إلى ألمانيا من دون ذويهم تضاعف ثماني مرات في العام 2013 عنه في العام 2008. وكان عدد القاصرين الذكور بين هؤلاء الأطفال يبلغ نحو 5900 (89%)، فيما كان عدد الإناث 700 (11%). وشكل القاصرون من سن تزيد عن 17 سنة 69%، وكانت نسبة الأطفال دون 16 سنة تبلغ 31%.

الربيع العربي مسؤول

ذكر تيمو شيونبيرغ، من دائرة الهجرة في ولاية هيسن، أن "الربيع العربي" هو مصدر الموجة الجديدة من المهاجرين القاصرين القادمة من البلدان العربية، وخصوصًا من ليبيا وسوريا والصومال. وهؤلاء أطفال يرسلهم ذووهم بمفردهم لإنقاذ حياتهم، بسبب عدم القدرة على تمويل سفر كامل العائلة، أو هم أيتام فقدوا ذويهم في الحروب وهاموا على وجوههم في بلدان البحر الأبيض المتوسط.

واعتبر شيونبيرغ زوال نظام الدكتاتور معمر القذافي مسؤولًا أيضًا عن تزايد فرص التسلل من بلدان الشمال الأفريقي إلى جنوب اوروبا ووسطها، إذ كان القذافي، بحسب تصريحه، يساهم في محاربة الهجرة السوداء عبر البحر المتوسط.

وساهمت هجرة القاصرين إلى ولاية هيسن في زيادة أعباء دوائر الشباب التي تهتم بالأطفال الأيتام والمنبوذين. وعمومًا، شكلت جهود اسكان، والبحث عن عوائل راعية للقاصرين المهاجرين، 26% من جهود دائرة الشباب في الولاية. وتنتهي جهود رعاية القاصرين المهاجرين بنسبة 79% بإيوائهم في دور رعاية القاصرين، وتنجح الدوائر في توفير عوائل لحضانة اليافعين جدًا منهم في 18% من الحالات، وتنال نسبة 3% المتبقية رعاية خاصة مختلفة.

إلى سويسرا أيضًا

لم تنشر سويسرا احصائية سنوية حول أعداد القاصرين المهاجرين إلى كانتوناتها، لكنّ اجتماعًا لدوائر الشباب في هذه الكانتونات أشار إلى 252 مهاجرًا، تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 سنة، قدموا إلى سويسرا خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2014. وهذا يعني أن نسبة هؤلاء القاصرين تضاعفت خلال سنة. وشكل الاطفال القادمون من بلدان أفريقيا، منها البلدان العربية، ربع هذا العدد.

وكان بين القاصرين المهاجرين 15 صوماليًا و17 سوريًا و4 تونسيين. واستغرقت رحلة الارتيري توماس (16 سنة) ثمانية أشهر تسلل خلالها، بمساعدة مهربين، عبر السودان وليبيا، ثم عبر البحر الأبيض المتوسط إلى ايطاليا، ليستقر في النهاية في سويسرا.

واعتبرت مارغريت هاسلمان، من دائرة الشباب في بريغ، مساعدة القاصرين المهاجرين من دون ذويهم تحديًا خاصاً بالنسبة لموظفي دوائر الشباب السويسرية. وأشارت إلى أن بعض دوائر الشباب تعمل على مدار الساعة لتوفير المساعدة لهؤلاء الأطفال. وهناك حاليًا في مركز بريغ لرعاية القاصرين المهاجرين نحو 50 مهاجرًا، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة، ومن 10 بلدان مختلفة.

مسؤولية 42100 طفل

هناك أكثر من 42 ألف طفل ومراهق في ألمانيا تضطر دوائر الشباب الألمانية لتحمل مسؤولية رعايتهم، ضمنهم الأطفال المهاجرون دون ذويهم، بسبب كونهم أيتاماً، أو بسبب عجز الوالدين عن تربيتهم بسبب الأدمان وصغر السن. وارتفع هذا الرقم من جديد بنسبة 31% عنه في العام 2008.

ويظهر من تقرير دائرة الاحصاء المركزية أن السبب الرئيس وراء تفاقم هذه الظاهرة (40%) هو قصور الوالدين أو أحدهما عن تحمل مسؤولية تربية طفل. وهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة وترتفع نسبة الذكور بينهم قليلًا عن 50 بالمئة.

والجدير بالذكر أن قناة 21 المحلية في مدينة بيلفيد صورت فيلمًا عن حياة العراقي بركات (18 سنة)، الذي وصل بمفرده إلى المانيا قبل سنتين عبر تركيا واليونان، وشق حياته في بيوت رعاية المهاجرين الشباب. وحمل الفيلم اسم "احترام".

&