هاجم تقرير صحفي هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لجهة تغطية الهيئة للحرب في غزة، وتداعيات ذلك على التمويل الحكومي لها كهيئة محايدة.

نصر المجالي: يقول& تقرير صحفي إن المظاهرات الضخمة التي سارت أمام مباني هيئة الإذاعة البريطانية في لندن ومانشستر وليفربول ونيوكاسل حملت معاني كبيرة في الغضب على (بي بي سي) بسبب تغطيتها للحرب.

ويشير تقرير صحيفة (إندبندنت)، الإثنين، الى التظاهرات الاحتجاجية الضخمة التي خرجت أمام مباني البي بي سي والى اعتصام المتظاهرين أمام مبنى بي بي سي في مدينة بريستول رافعين راية طولها نحو خمسين مترًا على واجهة المبنى، تقول إنهم اصدقاء غزة وانهم يحتلون مبنى بي بي سي، وفي بلفاست حمل تجمع مماثل شعارًا آخر ينطوي على سباب شديد لبي بي سي واتهامات لها بالانحياز لإسرائيل.

ويقول التقرير إن هناك نقداً لاذعًا لأسلوب البي بي سي في تغطية الاحداث في غزة. وإن أحد العاملين في المؤسسة قال له إن "مشاهدين يريدون أن يتم وصف الشخصيات الاسرائيلية بأنهم مجرمو حرب".

ويضيف أن هناك تفاوتًا في تعامل الاعلام البريطاني مع غزة. فبينما نال جون سنو، المذيع بالقناة الرابعة، الكثير من المدح على الانترنت للذهاب الى غزة الاسبوع الماضي لتقاريره الشجاعة من هناك. وتنوّه (إنديبندانت) إلى أنه بينما تتلقى القناة الرابعة وصحيفة الاندبندنت شكاوى بانحيازهما الى الفلسطينيين تتلقى الـ(بي بي سي) شكاوى أنها موالية للصهيونية.

عداوة

ويرى كاتب التقرير ايان بارل أنه من غير المفيد لبي بي سي أن تتعرض لهذة "العداوة" من جهات متعددة في وقت تحاول فيه اقناع الرأي العام باستمرار تمويلها في المستقبل.

ويقول لا تتعرض مؤسسة اعلامية لنفس الضغط الذي تتعرض له بي بي سي لتكون غير منحازة، فبينما يمكن للصحف أن تحتوي مقالات مملوءة بالعاطفة والانفعال، يرى الكاتب أن بي بي سي أكثر ادراكًا لأهمية التوازن في نقل الأخبار.

ويتابع التقرير القول إن محطات التلفزيون الاخرى تدرك أن مأساة غزة الاخيرة هي – خاصة بالنسبة لأخبار التلفزيون – هي صور للضحايا والتدمير الذي يحيط بهم. وهذا يعني نقل صور الاطفال والضحايا في مقابل 43 من الجيش الاسرائيلي.

وينبّه الكاتب الى أنه عندما تحاول (بي بي سي) التوازن وتستضيف المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريجيف وحتى عندما يلقى وقتًا صعبًا على شاشتها فإنها تخاطر بإعطاء الانطباع الخاطئ. كما أن أشخاصًا في بي بي سي يقولون إنه أصعب بكثير العثور على متحدثين فلسطينيين.

ويختم التقرير قائلاً: إنه بالرغم من أن الاحتجاجات ليست كبيرة الا أنها تتسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن هذا يضعف موقف المؤسسة في الدعم الذي تحتاجه للحصول على رسوم تمويلها التي تحصل عليها من المواطنين.