فيما تتصاعد أعمال العنف في ليبيا مع استمرار المعارك الدامية بين ميليشيات متنافسة، فشل جهاز الاطفاء الليبي في إخماد حريق اندلع في خزان للوقود يحتوي على ستة ملايين لتر من المحروقات.

اعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الاثنين لوكالة فرانس برس الاثنين ان الحريق الذي اشتعل في خزانين كبيرين للوقود في طرابلس بات "خارج السيطرة" بسبب المعارك التي تدور على مقربة منهما، داعية المجتمع الدولي الى المساعدة.

وقال محمد الحراري المتحدث باسم المؤسسة ان رجال الاطفاء غادروا الموقع "نهائيا" والوضع بات "خارج السيطرة"، داعيا الى المساعدة الدولية. وطلبت الحكومة من جهتها من المواطنين المقيمين في شعاع من ثلاثة كيلومترات من موقع الحريق الى مغادرة منازلهم "على الفور".

واوضح الحراري ان بلدانا مثل ايطاليا واليونان مستعدة لارسال طائرات لمكافحة الحرائق لكنها اشترطت لذلك توقف المعارك بين الميليشيات المتنازعة. واضاف "حاولنا الاتصال بالجانبين لاقناعهما بوقف المعارك لكن من& دون جدوى". واكدت الحكومة من جهتها ان الحريق بات خارج السيطرة، داعية "المواطنين المقيمين في شعاع ثلاثة كيلومترات من مكان (الحريق) الى مغادرة منازلهم على الفور".

وقد اندلع الحريق مساء الاحد في خزان يحوي اكثر من ستة ملايين ليتر من الوقود بعد ان اصيب بصاروخ. وتقع الخزانات على طريق المطار حيث تدور في محيطه معارك شرسة بين ميليشيات متنازعة منذ 13 تموز/يوليو. وتحتوي الخزانات مجتمعة اكثر من 90 مليون ليتر من الوقود، اضافة الى خزان للغاز المنزلي بحسب المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.

ويعمل رجال الاطفاء منذ مساء الاحد على اخماد النيران بوسائل محدودة. لكن المعارك التي تدور بالقرب من الموقع اضطرتهم الى مغادرة المكان مرات عدة. ودعت الحكومة مجددا في بيان الى "وقف اطلاق النار فورا". وفي منتصف اليوم الاثنين كانت الصواريخ لا تزال تسقط قرب الموقع بحسب مصور لوكالة فرانس برس موجود في المكان.

وبثت التلفزيونات الليبية مساء الاحد نداءات الى السكان المقيمين على بعد 5 كلم في محيط الخزان لمغادرة المنطقة من اجل تجنب "انفجار هائل". وصرح المتحدث باسم المؤسسة النفطية الحكومية محمد الحراري "حاول رجال الاطفاء طوال ساعات اخماد النار بلا جدوى. في النهاية استنفدوا مخزونهم من المياه وغادروا المكان".

واضاف "يبقى لدينا خيار التدخل من الجو". وكانت الحكومة اعلنت في بيان أنها طلبت "مساعدة دولية" مؤكدة أن " دولاً عدة&اعربت عن الاستعداد لارسال طائرات" بحسب البيان. وفي طرابلس يخزن الوقود والغاز المنزلي في موقع واحد تديره شركة البريقة العامة المسؤولة عن توزيع مشتقات النفط والغاز.

وتقع خزانات الوقود والغاز على طريق المطار المغلق منذ 13 تموز (يوليو) الجاري بسبب اندلاع معارك عنيفة بين ميليشيات متناحرة، واصيبت الاحد بصاروخ أدى الى اندلاع الحريق بحسب المتحدث.

كارثة

وأعلن المتحدث الاحد ان الخزانات الموجودة في الموقع تحتوي مجتمعة على اكثر من 90 مليون لتر من الوقود. وحذر الحراري من كارثة طبيعية وانسانية اذا ما امتدت النيران الى خزانات اخرى ولا سيما الى خزان الغاز المنزلي.

وقال في تصريح لقناة "النبأ" التلفزيونية الخاصة "اذا حصل هذا الامر هناك خطر في حصول انفجار ضخم من شأنه أن يلحق اضرارًا بمنطقة شعاعها يمتد لما بين 3 الى 5 كلم". واسفرت المعارك في المطار ومحيطه منذ انطلاقها عن اكثر من 97 قتيلاً و400 جريح.

رعايا يغادرون

ووسط اجواء العنف دعت بلدان اوروبية بينها بريطانيا والمانيا مواطنيها الى مغادرة ليبيا، حيث تمت مهاجمة موكب للسفارة البريطانية الاحد دون سقوط ضحايا.

وقال بوب فيليبسون المتحدث باسم السفارة لوكالة الصحافة الفرنسية: "تعرض موكب للسفارة البريطانية&لمحاولة سرقة سيارة. واطلقت أعيرة نارية على عرباتنا (...) وجميع العاملين بالسفارة بخير ولم يصب أحد".

وكانت الولايات المتحدة التي توجد سفارتها بطرابلس على طريق المطار، حيث تدور معارك، اخلت موظفيها الدبلوماسيين السبت براً تحت غطاء جوي.

وجاء على موقع وزارة الخارجية البريطانية الالكتروني في التوصيات الموجهة للمسافرين مساء السبت "بسبب كثافة المعارك في طرابلس وعدم الاستقرار في كل انحاء ليبيا، تحذر وزارة الخارجية من أي سفر الى ليبيا. وعلى الرعايا البريطانيين في ليبيا أن يغادروا الآن".

واضافت ان "سفارة بريطانيا لا تزال مفتوحة لكن مع عدد قليل من الموظفين. إن قدرة السفارة على تقديم مساعدة قنصلية في ليبيا محدودة جداً". ويقيم ما بين 100 و300 بريطاني في ليبيا.

ودعت برلين ايضًا الاحد كل رعاياها الى مغادرة ليبيا. وقالت وزارة الخارجية الالمانية الاحد إن "الوضع بالغ الغموض وغير مستقر". واضافت أن "الرعايا الالمان يواجهون خطر التعرض المتزايد للخطف والاعتداءات".

وكانت بلجيكا اوصت اعتبارًا من 16 تموز (يوليو) رعاياها بمغادرة ليبيا. كما اصدرت كل من تركيا واسبانيا ومالطا التوصيات نفسها. كما نصحت عدة دول اوروبية رعاياها بتجنب السفر الى ليبيا مثل فرنسا والبرتغال والنمسا ورومانيا وسويسرا وهولندا والسويد والنروج والدنمارك وفنلندا.

وازاء عمليات المغادرة هذه حذرت وزارة الصحة الليبية من نقص العاملين في المجال الطبي خصوصًا بعد اعلان الفيليبين ترحيل مواطنيها وضمنهم ثلاثة آلاف طبيب وممرض، بحسب السلطات الليبية.

وعلاوة على انعدام الامن يواجه الاجانب وسكان طرابلس تدهورًا غير مسبوق في ظروف العيش مع تواتر انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، اضافة الى نقص الوقود. ولم تتمكن السلطات الليبية الموقتة من السيطرة على عشرات المليشيات التي تفرض نظامها منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
&

ليبيا تنفي مقتل مصريين في اشتباكات طرابلس

واليوم نفت وزارة الداخلية الليبية مقتل مصريين بسقوط قذيفة في طرابلس كما كانت تحدثت سابقا وسائل اعلام ليبية ووزارة الخارجية المصرية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي اكد الاحد ان 23 شخصا بينهم مصريون، قتلوا جراء سقوط قذيفة على منزلهم.

ولكن وفقا لرامي كعال المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية، فان "الانباء التي نقلها الاعلام حول الحادث عارية عن الصحة".

ونقلت وكالة الانباء الليبية عن كعال قوله ان مصريا اصيب بجروح في الحادث، من دون ان يحدد ما اذا سقط ضحايا من جنسيات اخرى.

وقتل 97 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 400 اخرين بجروح منذ بدء المعارك في 13 تموز/يوليو بين مجموعات مسلحة متنافسة للسيطرة على مطار العاصمة الليبية طرابلس، كما افادت حصيلة نشرتها الاحد وزارة الصحة.
&