يعدد وزير المالية السابق رافع العيساوي ومحافظ نينوى اثيل النجيفي، في مقال لهما، أخطاء نوري المالكي القاتلة ضد السنة والقضاء والأجهزة الأمنية. ويخلصان إلى أن استبداله أمر ضروري لخلاص العراق من أزمته الحالية.


عبدالإله مجيد من لندن: حذر وزير المالية السابق رافع العيساوي ومحافظ نينوى اثيل النجيفي من أن اخطارًا جسيمة تهدد العراق اليوم وخاصة العرب السنة الذين يعانون بسبب الاستبعاد عن مراكز صنع القرار والمعاملة الظالمة وانسداد أفق مشاركتهم في بناء العراق منذ عام 2010، عندما فازت قائمة العراقية التي ينتميان اليها بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، "ولكنها حُرمت من فرصة تشكيل حكومة".
&
وكتب العيساوي والنجيفي في صحيفة نيويورك تايمز يقولان "إن ايران والولايات المتحدة استخدمتا نفوذهما للاصرار على بقاء نوري المالكي رئيسًا للوزراء".

ووصفا المالكي بأنه "شيعي طائفي ذو نزعات تسلطية ضغط على القضاء العراقي كي يصدر قرارًا لصالحه".

اعتقالات ومحاكمات

ومنذ ذلك الحين "اعتقل المالكي آلاف السنة من دون محاكمة، وأبعد قادة سنة عن الساحة السياسية متهمًا اياهم بالارهاب وأوقف رواتب رجال الصحوة الذين قاتلوا تنظيم القاعدة في عام 2007 والصق وصمة الارهاب بالسنة كافة"، كما كتب العيساوي والنجيفي.

تسخير القضاء

واشار السياسيان العراقيان في مقالهما الى "رفض الطلب الذي تقدمت به مجالس محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى للاستفتاء على اعادة تنظيمها في اقاليم، كما ينص الدستور، والعنف الذي قوبلت به الاحتجاجات السنية السلمية على امتداد سنوات، وحين قُتل عشرات المحتجين برصاص قوات الأمن عمد المالكي مرة أخرى الى تسخير القضاء حسب مشيئته تاركاً السنة يشعرون بأن العدالة لا تشملهم".

ظهور داعش

واستعرض العيساوي والنجيفي الوضع الحالي في العراق وخاصة ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" على المسرح بوصفه جماعة "حسنة التنظيم والتمويل"، سيطرت على الفلوجة في وقت سابق من العام ثم الموصل في حزيران/يونيو الماضي.

ولاحظ العيساوي والنجيفي في مقالهما المشترك "أن العشائر السنية التي دحرت تنظيم القاعدة في العراق ومن جاؤوا بعده قبل أقل من عقد تتعاون اليوم مع داعش لأنها ترى أنه أهون الشرين بالمقارنة مع المالكي".

في خدمة إيران

واتهم العيساوي والنجيفي حكومة المالكي بأنها "تقتل موقوفين سنة وتقصف مناطق مدنية وأن قتل السنة بأيدي ميليشيات مدعومة من ايران ووجود مستشارين عسكريين ايرانيين على الأرض يعمقان الظنون بأن حكومة العراق تخدم ايران وليس العراقيين، وان هذا يدفع مزيدًا من السنة نحو داعش وبذلك زيادة خطره على شعب العراق وجيرانه" ، كما يحذر السياسيان العراقيان.

الحل: بديل عن المالكي

وأكد العيساوي والنجيفي أن العراقيين رغم ذلك قادرون على تغيير هذا الوضع، اولاً برئيس وزراء جديد قائلين إن "على الأحزاب الشيعية أن ترشح بديلاً من المالكي وأن هناك عددًا من المرشحين القادرين".

كما اقترحا على السياسيين العراقيين "الاتفاق على توازن جديد بين السلطة المركزية والحكم الذاتي للاقاليم، وترتيبات ترُضي كرد العراق الذين يتمتعون بسلطة واسعة، وتوسيع اللامركزية في انحاء العراق الأخرى، واعتماد صيغة جديدة لإدارة وتقاسم عائدات العراق من ثرواته الطبيعية وخاصة النفط".

معضلة الأمن

وشدد العيساوي والنجيفي على أن أي اتفاق جديد يجب أن يتضمن "عفوًا عن عشرات آلاف السنة المعتقلين دون محاكمة والافراج عن السياسي السني احمد العلواني وانهاء برنامج اجتثاث البعث ذي المردود العكسي والغاء قانون مكافحة الارهاب الذي استُخدم ذريعة لاعتقال خصوم المالكي من السنة"، كما كتب العيساوي والنجيفي في صحيفة نيويورك تايمز.&

وطالبا ايضاً بأن يلغي البرلمان "تسييس المالكي لقوى الأمن وتشكيل قوات محلية جديدة لحماية السكان في المناطق السنية على غرار قوات البشمركة الكردية".

وأكد العيساوي والنجيفي "أن القوات السنية وحدها ، بدعم من السكان المحليين، تستطيع الحاق الهزيمة بداعش في المناطق التي سيطر عليها".

وتابع السياسيان العراقيان "أن القوات المسلحة الوحيدة المسموح بها في العراق هي القوات التي توافق عليها الحكومة رسميًا مع حظر داعش بوصفه تنظيمًا ارهابيًا، وكذلك حظر ميليشيات شيعية مدعومة ايرانيًا مثل عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله وفيلق بدر".
&
واعتبر العيساوي والنجيفي أن دعم الولايات المتحدة لهذه الخطوات بالغ الأهمية، وأن "مسؤولاً اميركيًا كبيرًا، عمل مع سياسيينا وعشائرنا وجماعات مسلحة مستعدة للمصالحة، يجب أن يُعيَّن للتواصل مع القادة السنة في الداخل والخارج".

واضافا أن العراق يحتاج الى مساعدة لاصلاح قوات الأمن بالابقاء على الاطار وتغيير هيكل القيادة والسيطرة.& واقترحا "أن الاميركيين يستطيعون ايضًا المساعدة في التحقق من تاريخ المجندين للقوات المحلية".

ودعا رافع العيساوي واثيل النجيفي الى عقد "مؤتمر اقليمي لمواجهة الخطر الذي يهدد دولًا مثل العراق بسبب قوى مثل داعش والميليشيات الشيعية.

ومن دواعي القلق الأخرى، مئات آلاف المهجرين العراقيين حيث قدمت الحكومة مساعدات للشيعة المهجرين ولم تقدمها للسنة الذين تلقوا العون من العربية السعودية والحكومة الاقليمية الكردية"، كما نوه العيساوي والنجيفي.&

واكد السياسيان العراقيان ضرورة التحرك السريع محذرين من "أن داعش يواصل التجنيد في نينوى ويهدد كل من لا يبايعه" بعد تهجيره المسيحيين من المحافظة"، حيث عاشوا بسلام مع المسلمين منذ ما يربو على 1400 عام، ولكن مكونات شعبنا المتنوعة قادرة على التعايش بوئام، كما تعايشت في السابق، ومن الضروري أن يبدأ القادة العراقيون الآن ببناء المؤسسات لضمان ذلك".

واختتم العيساوي والنجيفي مقالهما قائلين "إننا رغم اهوال التاريخ القريب قادرون على تجاوز هذه المحنة، بمساعدة اصدقائنا الاميركيين".

&