في موقف يتناقض مع تأييده لتنظيم "داعش"، وصف حزب البعث العراقي المحظور هذا التنظيم بأنه فتنة، لكنه اكد تجنب الدخول معه في صراعات من اجل منع جر قوى الثورة لصراعات جانبية وفتح جبهات لاقتتال عبثي بين الفصائل يودي بالثورة ويجهض فعلها، "مع اقتراب الثوار من تخوم بغداد"، كما رفض تهجير المسيحيين وتفجير الاضرحة.


أسامة مهدي من لندن: قال حزب البعث العراقي في بيان اليوم حصلت "إيلاف" على نصه: "مع اقتراب ثوار العراق وفصائل الثورة الباسلة من تخوم بغداد، وهم يطاردون غربان الشر التي يقودها الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني، ويحققون تقدمهم الواثق صوب تحرير بغداد الحبيبة والعراق العزيز كله، فإن قوى الثورة المضادة، والمندسين عليها، ومنهم من يحمل اسم بعض فصائلها أولئك الذين هم من صنع المحتلين وأقبية مخابرات الصهيونية وقم وطهران وحكومة الجواسيس في بغداد بدأت تنفث سمومها في صفوف الثوار وكشرت عن أنيابها السامة لتغرزها في جسم الثورة الغض، في محاولة خبيثة مشبوهة، لتفقدها حاضنتها الشعبية ومعينها من العراقيين الذي لا ينضب، حيث ارتكبت هذه الجهات والمحسوبة اعلامياً وظاهرياً على الثورة والثوار مجموعة مدانة من الأفعال والجرائم بحق العراق وشعبه (في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية "داعش") متلاقية بذلك مع ما تقوم به طائرات ودبابات ومدافع الحكومة العميلة الفاسدة تجاه مساكن المواطنين الآمنة ودور العبادة في المدن العراقية المحررة، ومع ما ترتكبه الميليشيات الارهابية المجرمة من تهجير طائفي وخطف وتعذيب وإهانات وقتل على الهوية، وفي السجون".

وقال إن هذه الجهات لم تكتفِ "بتلك الجرائم المستنكرة والمدانة، بل إنها تسعى جاهدة لإشعال الفتنة والاقتتال بين فصائل الثورة الوطنية والقومية والاسلامية من خلال إصدار بيانات مزورة ومفبركة وكاذبة، وبطريقة مفضوحة فجة وتصدرها بإسم قيادة قطر العراق للحزب، وإننا نعلم علم اليقين بأنها تهدف الى جر قوى الثورة لصراعات جانبية وفتح جبهات لاقتتال عبثي بين الفصائل يودي بالثورة ويجهض فعلها ما يُخطط له في قم وطهران وواشنطن وتل أبيب"، بحسب قوله.

وشدد الحزب بالقول إنه يعي جيدًا "أهداف هذه المؤامرة واللعبة اللعينة التي تقف وراءها دول وأحزاب واجهزة مختصة لإجهاض وإفشال ثورتكم المباركة التي بدأت تضرب في العمق من كيانات وهياكل التجسس والخيانة والعمالة"، ودعا جميع" قوى الثورة الى الصبر وطول البال وضبط النفس والتحسب والحذر عمّا يحاك ضد شعبنا وثورتنا المقدامة، وعدم الانجرار لردود أفعال غير محسوبة قد تفتح النار على قوى ثورية شريفة ومخلصة، وإن مصلحة الثورة تقتضي أن نتجنب الصراعات مع اي فصيل مهما كانت التضحيات والآلام جسيمة من أجل تحقيق هدف أكبر لطالما انتظره العراقيون والعرب وأحرار العالم طويلاً، وهو تحرير العراق وبناؤه ليعود دولة قوية مهابة يسودها العدل والإنصاف والمساواة، مع التأكيد على تمسكنا بمسؤوليتنا الوطنية التاريخية والأخلاقية بحماية شعب العراق العظيم بكافة قومياته وأديانه وطوائفه، والمحافظة على معالمه الحضارية ومرافقه الحيوية ومراقده الدينية، والتي هي مسؤولية جميع المخلصين من ابنائه".

ويأتي هذا البيان ليشكل تراجعًا عن موقف سابق اعلن فيه زعيم الحزب نائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري الاسبوع الماضي عن تأييده لمسلحي "داعش" قائلاً إنه يحيي "فرسان الدولة الاسلامية والقاعدة" وهو ما اثار اعتقادًا بوجود تحالف بين معظم الفصائل المسلحة التي تقود مواجهة ضد القوات الامنية العراقية.
&
وامس، اعلن جيش النقشبندية بقيادة الدوري عن شن أولى هجماته ضد تنظيم الدولة الإسلامية ردًا على اعتداءاته على مراقد الأنبياء والأولياء في محافظة نينوى الخاضعة لسيطرته منذ نحو شهرين.

وقال في بيان "إن صولات جيش رجال الطريقة النقشبندية قد ابتدأت منذ يوم السبت بالتزامن مع أجواء عيد الفطر السعيد، فلن يبقى لأعداء الأنبياء والصالحين مكان على أرضنا، وساعة الحسم قد اقتربت".

وفجر تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة مرقدي النبيين شيت وجرجيس في الموصل بعد يوم على تفجير مرقد النبي يونس واماكن مقدسة أخرى منذ سيطرتهم على هذه المحافظة.

كما قام مسلحو التنظيم المتطرف الخميس بنسف مزار للطريقة الصوفية المسلمة في قضاء داقوق التابع لمدينة كركوك (250 كم شمالي بغداد) ومرقد الشيخ صالح وهو مزار صوفي ايضًا يرتاده آلاف المواطنين للتبرك في مواسم الزيارة بين قريتي تل حمه وحفته خار التابعة لقضاء داقوق في منطقة تخضع لسيطرتهم.

ومنذ أن أحكم سيطرته على مدينتي الموصل وتكريت شمال بغداد والمناطق المحيطة بهما، نفذ التنظيم المتشدد عمليات قتل واعدام جماعية وفرض احكامًا تستند الى تفسير متطرف للشريعة الاسلامية.