عمت مظاهر الفرح مصر في يوم عيد الفطر، وعزف الجيش أنغاما للمسافرين ووزع الهدايا، في حين كثفت منظمات تكافح التحرش الجنسي من حملاتها بعد رصد حالات تحرّش في القاهرة، أما الاخوان المسلمون فتنادوا إلى التظاهر والصدامات.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يحتفل المصريون بعيد الفطر المبارك بالخروج إلى المتنزهات أو السفر خارج القاهرة إلى المدن الساحلية.

وانتشرت فرق الموسيقى العسكرية على الطرق الصحراوية، لمشاركة المسافرين الإحتفال بالعيد عبر عزف مقطوعات موسيقية. فيما احتفل أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالعيد على طريقتهم المعهودة، من خلال التظاهر في الميادين والشوارع.

ووقعت مواجهات لهم مع قوات الشرطة. وزعم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب سقوط قتلى خلال تلك المواجهات. وشهدت بعض ميادين القاهرة حالات تحرش جنسي بالفتيات.

خرج المصريون للمتنزهات، إحتفالاً بعيد الفطر المبارك، وفضل أبناء الطبقة الفقيرة في القاهرة الخروج إلى الشوارع والميادين، والحدائق العامة، ولاسيما حديقتي الحيوان والأورمان في الجيزة، وكورنيش النيل.

وبدت السعادة واضحة على وجوه الأطفال، واستخدم الشباب الألعاب النارية، تعبيراً عن السعادة بقدوم العيد.

واختار الأغنياء وميسرو الحال الخروج من القاهرة إلى المدن والمنتجعات الساحلية للإحتفال بالعيد، ومنها: شرم الشيخ، الغردقة، الساحل الشمالي في الإسكندرية، مطروح.

وودعت فرق موسيقية عسكرية المسافرين بمقطوعات موسيقية، ووزع عمال شركة "وطنية لإدارة الطرق" المملوكة للجيش المصري، والتي تدير الطرق الصحراوية في مصر، على المسافرين، هدايا أو أعلاماً.

واعتبر العميد محمد سمير، المتحدث العسكري أن هذا السلوك من الجيش يأتي: "إستمراراً للتلاحم بين القوات المسلحة وأبناء الشعب المصري".

وأضاف في بيان له: "شاركت عناصر من القوات المسلحة المواطنين المسافرين على طريقي القاهرة - الاسكندرية الصحراوي والقاهرة - العين السخنة، الإحتفال بحلول عيد الفطر المبارك من خلال العديد من العروض والمعزوفات الغنائية والوطنية قدمتها الموسيقى العسكرية عند بوابتي طريق الأسكندرية الصحراوي والقطامية وتوزيع الهدايا التذكارية للمسافرين".

ولأن الجيش تعاقد مع الحكومة على إدارة الطرق الصحراوية التي تربط بين المحافظات والقاهرة "حرصت القوات المسلحة على إستطلاع آراء المواطنين والتعرف على مقترحاتهم بشأن الخدمات المقدمة على طريق القاهرة - الأسكندرية الصحراوي التي تتولى القوات المسلحة إستكمال أعمال التطوير والتوسعة بالطريق، كذلك طريق القطامية العين السخنة الذي يعد من أبرز إنجازات القوات المسلحة&في مجال الطرق الحرة التي تحقق الأمان والسيولة المرورية وإختصار زمن الرحلة بين المحافظات".

تحرش جنسي

وكالعادة في مثل هذه المناسبات، لم تخل الميادين والشوارع في القاهرة من التحرش الجنسي بالفتيات والنساء.

وقالت مبادرة "شفت تحرش"، إنها نجحت في إيقاف أربعة شباب تحرشوا بفتيات أمام محطة الاتوبيس النهرى بكورنيش النيل، ماسبيرو.

كما نجحت في إنقاذ عدد من الفتيات في خمس وقائع تحرش جنسي في محيط العاصمة أحدهم تحرش جماعي على كورنيش النيل بفتاتين أجنبيتين.

وشكلت المبادرة غرفتي عمليات في القاهرة وكفر الشيخ.

وانتشر المتطوعون في المبادرة في منطقة في وسط القاهرة بالقرب من سينما "ريفولي" وشارع "26 يوليو" ومحيط "ميدان عبد المنعم رياض" و"التحرير" و"كورنيش النيل" وسينما "طلعت حرب.

كما انتشروا في حديقة "صنعاء" ومصيف "بلطيم" في محافظة كفر الشيخ.

وقالت ميادة حسين، إحدى المتطوعات في مكافحة التحرش بالميادين أثناء العيد لـ"إيلاف" إن حالات التحرش في عيد الفطر بأول يوم انخفضت بشكل ملحوظ، وأرجعت ذلك إلى التواجد المكثف لقوات الشرطة والجيش، وتغليظ عقوبة التحرش وإنشاء إدارة لمكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية.

ولفتت إلى أن المتطوعين لرصد ومكافحة التحرش انتشروا في الأماكن التي تشهد ازدحاماً في القاهرة، وفي محطات مترو الأنفاق، منوهة بأن هناك تعاونا واضحا من قوات الشرطة في التصدي للمتحرشين.

وأغلقت قوات الأمن الميادين الرئيسة في القاهرة بالأسلاك الشائكة، أمام السيارات، ومنعت التجمعات من الإقتراب منها، ولاسيما الميادين التي تمثل رمزية لجماعة الإخوان، ومنها: التحرير، رابعة العدوية، نهضة مصر.

تظاهرات اخوانية

وأصر أنصار جماعة الإخوان على الإحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة. وتظاهروا في عدة شوارع وميادين عامة.

وفي منطقة عين شمس في القاهرة، خرج المئات من أنصار الإخوان في مسيرات من مسجد نور الإسلام، وهتفوا ضد الظلم وضد "حكم العسكر"، وضد إسرائيل، وهتفوا: "بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل"، ووزعوا الحلوى وكعك العيد على المارة في الشوارع، ورفعوا صوراً للرئيس السابق محمد مرسي، وصوراً لقتلاهم، وشعار رابعة.

وفي حي المعادي خرج أنصار الإخوان في تظاهرات، عقب صلاة العيد في مسجد الريان. وأطلقوا صوراً لمرسي في السماء معلقة في بالونات.

ووقعت اشتباكات بين عناصر الإخوان وقوات الشرطة في الجيزة، عندما خرجوا في تظاهرات من مسجد خاتم المرسلين في حي العمرانية، وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء، وردت قوات الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع. ولم تسفر الإشتباكات عن وقوع أي إصابات.

وشهدت منطقة أبو زعبل في محافظة القليوبية القريبة من القاهرة، اشتباكات عنيفة بين الإخوان وقوات الشرطة، عقب قطع أنصار مرسي طريق أبو زعبل الخانكة بإطارات السيارات المشتعلة. وأصيب نحو خمسة أشخاص، بينهم شرطيان.

ونظم الإخوان تظاهرات أخرى في محافظات الإسكندرية، والشرقية، والفيوم، ووقعت صدامات عنيفة مع قوات الأمن.

وزعم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب أن المواجهات مع الشرطة أسفرت عن سقوط قتلى.

وقال في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه: "ارتقى شهداء وشهيدات جدد في عيد الشهداء، وصبغ الانقلاب ومليشياته العيد مع ساعاته الأولى بلون الدم، وكانت هدية السيسي للمصريين رصاصاً حياً وقيودا حديدية رداً على تكبيرات العيد وارتداء الشال الفلسطيني والهتاف ضد الاحتلال والانقلاب والغلاء".

وأضاف: "ألغيت عدة ساحات لصلاة العيد في عدوان جديد على الشعائر الاسلامية، بالتزامن مع تصاعد العنف الأمني ضد المعتقلين وقيادات للحراك الثوري في السجون ليلة العيد، ليشتعل الغضب وتتأجج الثورة وتتهيأ الجماهير أكثر للانتفاض".

واعتبر التحالف أن الأوضاع في مصر تماثل الأوضاع في غزة، وقال: "إن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب وهو يثمن الخروج الشعبي الكبير في مختلف أنحاء الجمهورية وفاءً لدماء الشهداء وتأكيداً على اصطفاف شعبنا خلف الثورة والمقاومة، يحمل الحلف الأميركي توابع استمرار جرائم انقلابه وإراقته للدم في مصر بالتزامن مع استمرار جرائم الاحتلال وغطرسته في غزة والضفة والقدس، ويؤكد أنهم لن يتحملوا غضبة الشعوب".