استفتت "إيلاف" قراءها طوال الأسبوع الماضي بخصوص احتمال انتهاء دور حماس في حرب غزة الحالية، فأجابت الغالبية برفض احتمال انهاء دور حركة المقاومة الاسلامية.


نصر المجالي: بالمحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الأحد بدت تلوح في الأفق معالم الاستراتيجية المستقبلية لنتائج الحرب في غزة.

الرئيس الأميركي أكد خلال المحادثة أن أي حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ينبغي أن يضمن في نهاية المطاف نزع سلاح الجماعات الإرهابية ونزع سلاح غزة.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي أكد في اتصال هاتفي مع نتنياهو الحاجة إلى هدنة إنسانية فورية وغير مشروطة في غزة. ودعا أوباما إلى وقف دائم للعمليات العسكرية على أساس اتفاق وقف اطلاق النار عام 2012.

كانت تسريبات لمحللين إسرائيليين نشرت في الصحف العبرية رشحت نية حكومة نتنياهو النهائية في حسم الحرب لصالحه "مرة واحدة وإلى الأبد" وتتلخص بكل بساطة ووضوح في نزع سلاح حماس ودفعها للانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية والعمل تحت مظلتها وصولا لاستئناف مفاوضات التسوية المعلقة.

استفتاء إيلاف

وكان هذا الأمر الذي تلوح معالم تنفيذه عملياً وعلى أرض الواقع تزامناً مع الجهود الدولية والعربية لوقف إطلاق النار، موضوع سؤال "استفتاء إيلاف" للأسبوع الماضي وفحواه: هل ترى أن حرب غزة ستنهي دور حماس ؟.

شارك في الاستفتاء 3908 قراء، أجاب منهم بـ (نعم) 1236 قارئاً وهو ما نسبته 32 % بينما أجاب بـ(لا) 2672 قارئاً وهي نسبة 68 % وهي نسبة عالية مقابل من اجابوا بنعم.

واضح أن موضوع نزع السلاح الذي يدعو له الرئيس الأميركي وترحب به إسرائيل يسير في طريق التنفيذ مع احتمال عراقيل جمة قد تصعد من تعقيدات الوصول الى هدنة دائمة ووقف إطلاق نار مستدام.

ويزيد من التعقيد أكثر هو موقف حركة (حماس) التي ترفض مثل تلك الطروحات مستندة إلى الدعم الشعبي العالمي الرافض للحرب التي نفذت خلالها اقسى الهجمات بمختلف أنواع الأسلحة وما نجم عن ذلك من سقوط& مقتل 1035 فلسطينيا، منهم 236 طفلا، و93 سيدة، و47 مسنا، و6233 جريحا، منهم 1994 طفلا، و1169 سيدة، و257 مسناً. وقالت إسرائيل إن 43 من جنودها، ومدنيين اثنين قتلوا.

هذا فضلا عن تدمير البنية التحتية والمدارس والمستشفيات والمساجد وتشريد عشرات الآلاف من أبناء غزة وتسوية منازلهم بالأرض.

كلام الأمين العام

ومع كل هذه التحركات نحو فرض هدنة بين الجانبين المتقاتلين وتصاعد نزيف الدم، فإن كلام الأمين العام بان كي مون يصب في خانة الحسم السياسي لا العسكري في حرب لن يكون فيها منتصر او مهزوم، ولكن لا بد في الختام أن تخلص الى نتيجة سياسية على الأرض.

فالأمين العام قال يوم الإثنين إن العقبة التي تحول دون توقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس في غزة هي "الإرادة السياسية".

وأضاف في حديث للصحافيين في نيويورك ان "المسألة خاصة بإرادتهما السياسية. عليهما أن يظهرا إنسانيتهما كقيادتين إسرائيلية وفلسطينية.. لماذا تعرض هاتان القيادتان شعبيهما للقتل على يد الآخرين.. هذا سلوك يفتقر للمسؤولية وخاطئ أخلاقيا".

في كلامه، واضح أن بان كي مون يخاطب "منظمة التحرير الفلسطينية" وهي المظلة المعترف بها دوليا كممثل للشعب الفلسطيني ولا يخاطب حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة ودول الغرب منظمة إرهابية.

تسريبات

بالمقابل، فإن كل التسريبات من الجانب الإسرائيلي تصب في خانة الوصول الى انهاء حركة حماس على الصعيد الأمني بنزع سلاحها ومن ثم على الصعيد المدني بانضمامها تحت مظلة منظمة التحرير وبسط السلطة الفلسطينية على قطاع غزة وهو أمر كانت قررته المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

ولهذا فإنه من بين التسريبات التي وردت عبر تحليلات لكتاب وخبراء إسرائيليين، فإنه في ما يتعلق بالعنصر الامني، فإن المطلوب: وقف اطلاق نار مطلق زمنا طويلا ووقف متبادل لجميع انواع الهجمات (ويشمل ذلك الاغتيالات والتصفيات المركزة) والتجريد التدريجي للقطاع من السلاح المائل المسار على اختلاف انواعه ووقف انتاج الوسائل القتالية و/ أو تهريبها واغلاق انفاق الهجوم والتهريب وفرض رقابة دولية على ما ذكر آنفا.

العنصر المدني

أما في ما يتعلق بالعنصر المدني، فهو يشمل: رفع الحصار الاقتصادي والبري والبحري عن القطاع بصورة كاملة (ويشمل فتح كل المعابر وإعمال ميناء غزة وهو ما سيُمكن من ادخال السلع والوقود وسائر الحاجات الفلسطينية تحت رقابة دولية)، وتوسيع منطقة الصيد لتصبح 12 ميلا، وحرية حركة للسكان الفلسطينيين في المناطق الحدودية من قطاع غزة دون مناطق فاصلة، وتنفيذ خطة دولية لاعمار قطاع غزة تُنسق وتنفذ مع حكومة الوحدة الفلسطينية (مع الخضوع لقبول شروط الرباعية) وبقيادة محمود عباس.

وتقول التسريبات الإسرائيلية انه يجب أن تكون هذه العناصر أساس المبادرة السياسية التي تبادر اليها دولة اسرائيل وتضعها الجامعة العربية أو عدة دول عربية على الطاولة بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وبمقتضى المبادرة بعنصريها السابقين وتجريد قطاع غزة من القدرات العسكرية، ستتمكن اسرائيل ومصر من تسهيلات كثيرة للحصار وحياة سكان القطاع، ويتم البدء بخطة اعمار كبيرة للقطاع هي غاية مناسبة تتسق ايضا مع المصلحة الاسرائيلية البعيدة الأمد.

وهكذا، حسب التحليلات، توضع حركة حماس أمام المعضلة المعقدة جدا من وجهة نظرها وتضطرها للإعلان عن لماذا هي ليست مستعدة لقبول اقتراح سخي جدا يعد بتحسين ضخم لوضع القطاع في مقابل نزع اسلحتها والحظوة بشرعية دولية وبخطة إعمار عظيمة لقطاع غزة.