فيما دعا المالكي للعمل سريعًا لتشكيل حكومة قوية تخدم كل أطياف ومكونات العراق وتخلص العراق من الارهاب وتحمي وحدته وسيادته وتبسط الأمن والاستقرار.. فقد دعت كتلة المسيحيين في البرلمان ابناء المكون في الموصل الى الدفاع.

قالت قائمة الوركاء، الممثلة عن المكون المسيحي في مجلس النواب العراقي، في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه، "نرى من الواجب علينا وعلى ابناء شعبنا المسيحي& المساهمة في الدفاع عن قرانا وبلداتنا في سهل نينوى لكي نبين للعالم اجمع أننا متمسكون بأرضنا ومستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من اجلها".

واشارت الى أن مأساة سقوط مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) بأيدي "عصابات داعش المجرمة وتهجير ابناء شعبنا الى مدن وقرى وبلدات سهل نينوى ومناطق أخرى من اقليم كردستان العراق في محافظتي اربيل ودهوك نرى من الواجب علينا وعلى ابناء شعبنا المسيحي المساهمة في الدفاع عن قرانا وبلداتنا في سهل نينوى لكي نبين للعالم اجمع اننا متمسكون بأرضنا ومستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من اجل اراضي ابائنا واجدادنا في سهل نينوى واننا لا نقل وطنية واستعداداً للتضحية عن بقية مكونات شعبنا العراقي".

ودعت الحكومتين المركزية في بغداد والكردستانية في اربيل لتمكين الشباب المسيحيين من تحقيق ذلك "وخاصة في مجال التجهيز والتموين والتدريب وتخصيص الملاكات اللازمة التي تساعد لتنفيذ هذا الهدف النبيل دفاعًا عن وحدة العراق وشعبه وصد الهجمة البربرية الغازية من قطعان داعش ومن والاها واننا نهيب بشبابنا المسيحي التطوع لهذه المهمة النبيلة،&والتي تظهر المعدن النقي لابنائنا الأبطال."

ومن جهته، طالب النائب المسيحي فارس يوسف وزارة التجارة بإيجاد حل لضحايا التهجير القسري الذي طال مسيحيي الموصل لكي يتمكنوا من استلام مفردات الحصة التموينية بعدما تمت مصادرة مستمسكاتهم الرسمية من قبل داعش.

وقال يوسف النائب عن قائمة الوركاء الديمقراطية في تصريح صحافي "إنه فاتح وزارة التجارة مطالبًا بإيصال وتوزيع الحصص التموينية على المهجرين المسيحيين بعد مراجعة أسمائهم ضمن مدينة الموصل".

وقد أوضحت وزارة التجارة أنها ستقوم بمفاتحة وزارة الهجرة والمهجرين لتزويدها بأعداد واسماء النازحين من المسيحيين لتسهيل عملية ايصال مفرادت الحصة والبطاقة التموينية التي تمت مصادرتها من الاهالي على يد تنظيم داعش أثناء هروبهم من مدينة الموصل.
يذكر أن تنظيم داعش قام بتهجير المواطنين المسيحيين من مدينة الموصل عنوة ومصادرة العديد من العوائل أموالهم ومقتنياتهم الثمينة ومستمسكاتهم الرسمية خلال نزوحهم الى المناطق الامنة خارج المدينة.

وكانت وثيقة اصدرها تنظيم "داعش" وزعت في مدينة الموصل قال فيها "فبعد ابلاغ رؤوس النصارى واتباعهم بموعد الحضور لبيان حالهم في ظل دولة الخلافة في ولاية نينوى اعرضوا وتخلفوا عن الحضور في الموعد المحدد والمبلغ اليهم سابقًا، وكان من المقرر أن نعرض عليهم أحد ثلاثة خيارات، وهي الاسلام او عهد الذمة وهو اخذ الجزية منهم وان ابوا ذلك فليس لهم الا السيف.

يذكر أن مدينة الموصل تعتبر ثاني أكبر مدن العراق وأقدمها، والمرتكز السكاني للعراقيين المسيحيين بعد العاصمة بغداد ومن ثم البصرة. وتضم محافظة نينوى وعاصمتها الموصل 13 كنيسة وديراً، فضلاً عن كاتدرائية موغلة في القدم وكانت قبل الاحتلال الأميركي تضم أكثر من 600 ألف مسيحي.

ويتوزع مسيحيو الموصل إلى عدة طوائف هي الكلدان والسريان والكاثوليك، وتضم المدينة واحدة من أقدم الكنائس في العالم هي كنيسة مار كوركيس التي شيّدت في العام 800 ميلادياً.

المالكي يدعو لتشكيل حكومة قوية سريعًا تخدم كل المكونات

دعا رئيس الوزرراء العراقي نوري المالكي لتشكيل حكومة قوية تخدم كل أطياف ومكونات العراق وتخلص العراق من الارهاب وتحمي وحدته وسيادته وتبسط الأمن والاستقرار.
واضاف المالكي في رسالة الى العراقيين لمناسبة عيد الفطر المبارك، "لقد حلت هذه المناسبة الكريمة في ظروف استثنائية وفي ظل هجمة ارهابية شرسة تهدد وحدة البلاد وإرثها الحضاري ونسيجها الاجتماعي وتعرضها الى خطر التمزق والتقسيم ما يدعونا جميعًا الى الوقوف خلف قواتنا المسلحة وابنائنا المقاتلين الذين هبوا للدفاع عن الوطن حتى تطهير جميع مدننا العزيزة".

واضاف أن ما يتعرض له العراق اليوم يتطلب المزيد من الوحدة والتماسك وتغليب المصالح العليا على المصالح الفئوية لأن العدو يستهدف جميع العراقيين دون استثناء والتعايش السلمي في ما بينهم وإرثهم الحضاري والانساني العريق وما الجرائم البشعة التي أقدمت عليها عصابات داعش في الموصل من قتل تهجير وتنكيل ومن هدم ونهب لأضرحة الانبياء&وللمساجد والكنائس والمواقع الدينية والتاريخية والمعالم الحضارية إلا دليل على ذلك.

وأشار الى أنه "أمام هذه التحديات الخطيرة أدعو القوى السياسية الى تناسي الخلافات والتحلي بأعلى درجات المسؤولية تجاه الشعب والوطن والعمل - في أقرب وقت ممكن - على تشكيل حكومة قوية تخدم جميع اطيافه ومكوناته وتنهض بمسؤولياتها الجسيمة في تخليص العراق وشعبه من الارهاب وحماية وحدته وسيادته الوطنية وبسط الأمن والاستقرار في جميع المحافظات".

واليوم اكدت وزارة الدفاع العراقية في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" مقتل 150 مسلحًا من تنظيم داعش في مدينة الموصل بينهم ممثل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وقائد سرية الانتحاريين خلال غارة جوية استهدفت احتفالاً لهم في منطقة الغابات شمال المدينة.

يذكر أن "داعش" قام خلال الايام الثلاثة الاخيرة بتفجير وتدمير العديد من مراقد الأنبياء في الموصل أبرزها مراقد الأنبياء يونس وشيت وجرجيس ودانيال فضلاً عن حرق أو تدمير العديد من دور العبادة والمواقع الحضارية وتهجير الأقليات من التركمان والشبك والمسيحيين من المناطق التي يسيطر عليها، ما آثار سخط الأوساط الشعبية والرسمية المحلية والإقليمية والعالمية ومطالبتها بضرورة وضع حد لممارسات هذا التنظيم.

&يذكر أن تنظيم "داعش" كان قد فرض سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية في العاشر من الشهر الماضي، كما تمددت سيطرته إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة للمواطنين الذين وصل عددهم الى مليون ونصف المليون شخص.