تواصلت التقارير عن كشف الأوضاع المتردية للعمالة الأجنبية في منشآت كأس العالم لعام 2022 في دولة قطر. وآخرها تقرير للغارديان البريطانية يكشف المزيد عن معاناة العمالة.


نصر المجالي: عبّر منظمو كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 في قطر عن انزعاجهم لما يتردد من أن العمال المهاجرين الذين شيّدوا مكاتبهم لا يزالون ينتظرون رواتبهم.

ويقول العمال الوافدون من نيبال وسريلانكا والهند انهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ 13 شهرًا بعد انهيار شركة المقاولات المسؤولة عن المشروع.

ويكشف تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية نشرته يوم الإثنين تحت عنوان "عبودية العصر الحديث" أن بعض العمال تركوا مشردين في الدولة يعملون بأقل من دولار واحد في اليوم.

تصاعد القلق

وكانت دولة قطر تعهدت في مايو (أيار) الماضي بتحسين ظروف العمال المهاجرين وسط تصاعد القلق بشأن التعامل معهم.

الا أن تقرير الصحيفة البريطانية الجديد، الذي تناوله أيضاً موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي العربي) كشف أن العمال المهاجرين الذين قاموا ببناء المكاتب الخاصة ببطولة كأس العالم لعام 2022 في ناطحة السحاب في منطقة البديعة في الدوحة لم يحصلوا على رواتبهم حتى الآن.

ويشير التقرير إلى أن المشروع الذي جاء بقرار من الحكومة القطرية قام العمال المهاجرون بتنفيذه من خلال شركة (لي تريدنغ). وتكلف ذلك المشروع 4.25 ملايين دولار، وتم تزويد المكاتب بزجاج محفور غالي الثمن وأثاث ايطالي يدوي الصنع.

وأدى انهيار شركة لي تريدنغ الى قيام منظمة العفو الدولية برفع الأمر الى رئيس وزراء قطر في نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2013 بعد ترك الكثير من العمال مشردين بلا عمل.

لا تطور

وتقول الغارديان إنه حتى الآن بقي الموقف على ما هو عليه من دون أي تطور يذكر، كما تم القبض على خمسة عمال وسجنهم بعد تركهم دون بطاقات تحقيق شخصية.

وفي بيان صدر الاثنين، قالت هيئة كأس العالم المسؤولة عن بطولة 2022 في قطر إنها "تشعر بالانزعاج الشديد لمعرفة ما قامت به شركة لي تريدنغ في ما يتعلق بعدم دفع رواتب عمالها في موعدها."

وقال المسؤولون إنهم نقلوا مخاوف منظمة العفو الدولية إلى "السلطات المختصة" العام الماضي، وأصروا على القول إنهم "سيواصلون الضغط من أجل انهاء كافة القضايا بشكل سريع وعادل".

ويخلص التقرير إلى القول إن نشطاء حقوق الانسان يتهمون نظام الكفيل بأنه يمثل عبودية العصر الحديث، حيث شهدت دولة قطر الدولة الخليجية تدفقًا هائلاً من العمال المهاجرين قبل بطولة كأس العالم، ويشكل المهاجرون الأجانب الآن الجزء الأعظم من القوة العاملة في البلاد.