اكد كاردينال فرنسي الثلاثاء انه يجب تشجيع مسيحيي العراق المهددين من تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف على البقاء في بلدهم، حيث طوروا منذ قرون "فن العيش المشترك وهو من اكبر ثروات الانسانية". واعربت الحكومة الفرنسية الاثنين انها مستعدة لاستقبال مسيحيي العراق المستهدفين من الاسلاميين المطرفين في تجاوزات اثارت استنكارا شديدا.

وردا على سؤال عن هذا الاقتراح صرح الكاردينال فيليب بربران رئيس اساقفة ليون (وسط شرق) لاذاعة مونتي كارلو "انه امر جيد وكرم من طرف فرنسا، لكنه صعب، لان ذلك سيفاقم الهجرة، ويزيد من خطورة الوضع".

وقال بربران "بالتأكيد الرحيل افضل من ان يقتل المرء، لكن الهدف ليس ان يرحل الجميع، بل ان يتمكنوا من البقاء ومواصلة العيش المشترك"، مشيرا الى ان مسيحيي العراق "شيدوا، كما في العديد من بلدان تلك المنطقة فن العيش سويًا، الذي هو ايضا ثروة كبيرة للانسانية". ورد الكاردينال بربران على الاسئلة من العراق، حيث يقوم بزيارة تدوم ثلاثة ايام مع وفد من رجال الكنيسية الكاثوليكية الفرنسية، تهدف الى تقديم الدعم للمسيحيين الذين يتعرضون الى تهديدات وتجاوزات من قبل "الدولة الاسلامية".

ويرافق كاردينال ليون المونسنيور ميشال دوبوست رئيس اساقفة ايفري ضاحية باريس وعضو في المجلس الباباوي للعلاقات بين الاديان والمونسنيور باسكال غولنيش المدير العام لجمعية عمل الشرق الفرنسية لمساعدة مسيحيي المشرق. والتقى الكاردينال بربريان الاثنين في اربيل في كردستان العراق مسيحيين لجأوا الى المنطقة بعد نزوحهم من الموصل و"في وضع صعب جدا".

وفرت اعداد كبيرة من مسيحيي الموصل ثاني كبرى مدن العراق التي سقطت في العاشر من حزيران/يونيو بين ايدي "الدولة الاسلامية"، بعد منحهم اخر مهلة لمغادرة المدينة. وكان عدد مسيحيي العراق يبلغ مليون ونصف قبل حرب الخليج الاولى، واصبح الان لا يتجاوز 400 الف، واقتصر حضورهم على بضع عائلات في الموصل.

&