يبدو أنّ موقف حزب الله من الأحداث الجارية في غزة غير كافية بالنسبة إلى حماس، حيث نقلت تقارير إعلامية عن مصادر مقربة من الحركة قولها إن الكلام وحده لم يعد كافيًا متسائلة "ما الذي ينتظره الحزب للتحرّك؟ سقوط غزة"؟

بيروت: نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية اليوم الخميس عن مصادر مقربة من حماس قولها إن موقف حزب الله مما يجري في غزة لا يبدو كافيًا بالنسبة إلى حماس. وتقول هذه المصادر إنها تحيي مواقف أمين عام حزب الله حسن نصرالله وإيران لكنها تطالب بتحرك "يهز الحدود العربية مع فلسطين"، مؤكدة أن الكلام وحده لم يعد كافيًا.

وإذ أكد المصدر للسفير أن الفلسطينيين لا يريدون إشعال الجبهة الشمالية أشار " نريد أفعالاً، نريد تحريك الجبهة وتسخينها". وتسأل "ما الذي ينتظره الحزب للتحرّك؟ سقوط غزة؟ لمَ لا يهزّ العصا للإسرائيلي؟ ولمَ البقاء مكتوف اليدين؟ لا بل أكثر من ذلك، بغض النظر عن دعم غزة، لمَ لا يردّ الحزب، على سبيل المثال، على خطف أحد الرعاة اليوم (أمس) من شبعا، هل ينص القرار 1701 على هذا الأمر؟".

يذكر أن نائب رئيس المكتب السياسي في حماس موسى أبو مرزوق كان قد صرح لوكالة نوفوستي أنه يأمل أن يقوم حزب الله بفتح جبهة ثانية لمساعدة قطاع غزة.

ميدانيًا، أكدت اسرائيل الخميس أنها لن تسحب قواتها من غزة قبل ان تنجز مهمتها المتمثلة بتدمير شبكة الانفاق رغم انتقادات الامم المتحدة الشديدة بسبب الخسائر الكبيرة في ارواح المدنيين.

تدمير الأنفاق

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل بدء اجتماع الحكومة الامنية المصغرة الخميس في تل ابيب ان اسرائيل ستواصل تدمير الانفاق في قطاع غزة سواء تم التوصل الى وقف اطلاق نار او لم يتم الاتفاق عليه.

وقال نتنياهو "نحن مصممون على إتمام هذه المهمة سواء مع وقف اطلاق النار او بدونه، ولن نوافق على اي مقترح لا يسمح للجيش الاسرائيلي بانهاء هذا العمل". واضاف "يواصل الجيش التحرك بكل قوته حتى يقوم الجنود بالقضاء على& الانفاق الارهابية التي يمكن استخدامها لخطف وقتل مواطنين اسرائيليين من خلال شن هجمات متعددة على اراضينا".

وشدد نتنياهو ايضا على ان الجيش لا يستطيع "ضمان النجاح بنسبة 100%" في تحديد مواقع الانفاق "مع ان جنودنا حققوا نجاحات مثيرة للاعجاب". واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان تدمير الانفاق ليس سوى "الخطوة الاولى من نزع السلاح في قطاع غزة".

في جنيف نددت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس بما اعتبرته "تحديا متعمدا" للقانون الدولي من جانب اسرائيل في هجومها على قطاع غزة.

ونددت بيلاي بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الامم المتحدة في غزة قائلة امام الصحافيين "لا شيء من هذه الامور يبدو لي عرضيا، يبدو وكأنه تحدٍّ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل".

واستدعت اسرائيل في وقت سابق الخميس 16 الف جندي اضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواتها التي تنفذ عمليات عسكرية داخل قطاع غزة منذ 17 تموز/يوليو. وادت الغارات وعمليات القصف الاسرائيلية الى مقتل اكثر من مئة فلسطيني في يوم واحد الاربعاء.

ويأتي امر الاستدعاء بعدما اعلنت واشنطن موافقتها على تزويد اسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها رغم الادانة الاميركية الشديدة للقصف الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في جباليا ، شمال قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان "الجيش اصدر 16 الف امر تعبئة اضافي للسماح بتبديل القوات على الارض، ما رفع عديد جنود الاحتياط الى 86 الفا".

والخميس استؤنفت عمليات القصف على غزة ما ادى الى مقتل حوالى عشرة اشخاص وارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى حوالى 1374 منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 8 تموز/يوليو بينهم اكثر من 245 طفلا بحسب اليونيسيف.

وفي الجانب الاسرائيلي قتل 56 جنديا ما يشكل اعلى خسائر تلحق بالجيش منذ حربه ضد حزب الله في لبنان عام 2006. وقتل اكثر من مئة فلسطيني في قطاع غزة الاربعاء بينهم ضحايا القصف الاسرائيلي على سوق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومدرسة الاونروا التي لجأ اليها فلسطينيون هربا من القصف.

وقتل 17 شخصا على الاقل في القصف على السوق في الشجاعية اثناء تهدئة انسانية من اربع ساعات اعلنتها اسرائيل في اقسام اخرى من القطاع. وجاءت ضربة السوق بعد ساعات على القصف الاسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) تأوي اكثر من 3300 فلسطيني هربوا من القصف، ما ادى الى مقتل 16 شخصا.

&