كشف النقاب في بغداد اليوم عن اختطاف مسلحي العشائر بمحافظة صلاح الدين الشمالية الغربية لمئات الجنود العراقيين لدى الهجوم على قاعدتهم الجوية "سبايكر" آواخر الشهر الماضي حيث تدرس السلطات العراقية الدخول في مفاوضات لإطلاقهم مقابل عفو عن معتقلي المسلحين.


لندن: يعتقد وجود مئات من الجنود العراقيين لدى مسلحي العشائر بمحافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) احتجزهم مسلحو العشائر لدى هجومها مع مسلحي الدولة الاسلامية "داعش" آواخر الشهر الماضي على قاعدة "سبايكر" العسكرية في تكريت عاصمة المحافظة.

وعبر مصدر في المحافظة عن مخاوف من وجود حوالي 1400 جندي سلموا أنفسهم إلى المسلحين إثر الهجوم على القاعدة بعد أن أقنعهم مسلحو العشائر بعدم القتال مع ضمان سلامتهم.

وأكد النائب عن كتلة الأحرار الصدرية حاكم الزاملي في تصريح صحافي الخميس وجود أعداد كبيرة من الطلبة المختطفين من قاعدة سبايكر في إحدى القرى بمحافظة صلاح الدين وقال ان "اعدادا كبيرة من طلاب القوة الجوية المختطفين من قاعدة سبايكر الذين كانوا يتدربون في دورة للعمل ضمن القوة الجوية موجودون في إحدى القرى بمحافظة صلاح الدين لدى الجماعات الإرهابية".

وأشار إلى أن "إحدى العشائر شاركت في إيهامهم بأنها ستنقلهم إلى مناطقهم بأمان لكنها أسهمت في إعدام عدد منهم واحتجاز الباقين".

وأوضح الزاملي ان السلطات قد تعرفت على العشيرة التي تحتجز الجنود وطالبها بإطلاق سراح بقية الطلبة فورا.. مهددا برد قاس ضد العشيرة المتورطة التي لم يذكر اسمها في حال التعرض لبقية الطلبة المختطفين. وأشار إلى أنّ الحكومة تدرس اصدار عفو عام قريبا موضحا انه سيطرح على البرلمان في جلسة مقبلة لمناقشته.

وكانت مصادر عراقية أشارت منتصف الشهر الماضي إلى أنّ تنظيم داعش قد أعدم 56 عسكريا في قاعدة سبايكر لدى اقتحام مسلحيه وعناصر عشائرية مسلحة لها. وكان تنظيم الدولة الاسلامية قد بث منتصف الشهر الماضي فيديو يظهر احتجاز المئات من المتطوعين في قاعدة سبايكر في صلاح الدين بعد السيطرة على المحافظة.

وأظهر الفيديو الذي اطلعت عليه "إيلاف" شبانا منبطحين على وجوههم في العراء ويقف خلفهم مسلحون ملثمون موجهون فوهات أسلحتهم باتجاههم ثم اطلقوا الرصاص عليهم واردوهم قتلى في الحال. وامس بث تنظيم داعش مقطعاً مصوراً قصيراً يظهر فيه عمليات إعدام لجنود قال إنه احتجزهم في قاعدة "سبايكر" وتوعّد بقية الجنود، الذين يرغبون بالقتال بأنهم "معرضون للاعتقال والإعدام الجماعي".

وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري قد دعا في رسالة إلى العراقيين لمناسبة عيد الفطر الاثنين الماضي إلى إصدار عفو عام عن المعتقلين بمناسبة عيد الفطر باستثناء من تلطخت أيديهم بالدماء.

وشدد على ضرورة تبني الحكومة عفو عام "يستثني المتلطخة أيديهم بدماء الأبرياء بدليل قضائي واضح وتحت ظروف تحقيق عادلة وما عدا ذلك إخراج جميع المعتقلين الأبرياء والمتعلق باحتجازهم الحق العام وان يكون ذلك بقانون عاجل إلى البرلمان لإقراره سريعا ".

وقال إن هذا الإجراء سيكون "خط مشروع نحو المصالحة الحقيقة وعربون ثقة بين السلطة والمواطن ليكون شريكا في حماية البلد متحملا مسؤولية ذلك كطرف فاعل وليس طرفا متشكك".