ماجد الخطيب: يمكن للطائرات الشراعية ان ترتفع إلى 3000 م بسهولة، ويمكن للمتينة والحديثة منها ان ترتفع في ظروف جوية مناسبة إلى 7000 م، ويرتفع الرقم القياسي المسجل بواسطتها إلى 15000م، لكن شركة "ايرباص" الأوربية تخطط الآن لبلوغ حافة الغلاف الجوي على ارتفاع 27000 م بواسطة طائرة شراعية خاصة.

في مجري الصراع التقليدي على زعامة النقل الجوي مع شركة بوينغ، تشن "ايرباص" هجومها على جبهة تقنية الطائرات الشراعية، وأعلنت نيتها تمويل أول طائرة شراعية إلى حافة الفضاء الخارجي عام 2016.

ويفترض أن تكون الطائرة الشراعية الحديثة مخصصة لطاقم من اثنين، تعمل بلا محرك،& وأن يقودها الطيار المغامر الاميركي المعروف اينار اينفولدوسن.

عمل اينفولدسون في السابق كطيار اختبار لدى وكالة الفضاء الاميركية قبل ان يتحول للعمل بنفرده.

وحلق هذا الطيار بطائرة دي جي 505 إلى ارتفاع 15360 متراً يوم 29 اغسطس 2006. وكانت تلك الرحلة المسماة مشروع "بيرلان"، التي فقد فيها الطيار الاميركي ستيف فوسيت حياته، قد بلغت ارتفاعاً تعجز عنه طائرات نقل المسافرين النفاثة.

وطبيعي سيكون بلوغ ارتفاع 27 كم رقماً قياسياً جديداً في تاريخ رحلات الطائرات الشراعية.

والارتفاع لن يكون الرقم القياسي الوحيد الذي ستحطمه الطائرة الشراعية، لأن عليها ان تحقق سرعة قياسية قدرها 500 كم/ساعة كي تستطيع بلوغ هذا الارتفاع في أقل وقت ممكن.

ارتدى فوسيت واينفولدسون بدلات خاصة مقاومة للضغط في رحلة بيرلان المشهورة، ولاحظ الأخير، بعد عودته حياً، أن من الممكن الوصول إلى ارتفاع أكبر.

ويبدو ان هذه الملاحظة هي التي شجعت ايرباص على تمويل مشروع بيرلان2 الذي نحن بصدده. وتشارك شركات أخرى من الولايات المتحدة وألمانيا إلى جانب الممول الرئيسي ايرباص.

طائرة عرض جناحيها 25 مترا

ويفترض أن ينطلق قائدا الطائرة، التي يبلغ طولها 25 متراً فقط، إلى حافة الفضاء في خريف عام 2016، ولكن بعد رحلة تجريبية تبدأ في وقت مبكر من ذلك العام.

ومعروف ان عرض جناحي الطائرة الشراعية يزيد عن طول الطائرة نفسها كثيراً، وهناك طائرات شراعية تبلغ فيها نسبة عرض الجناحين إلى طول الجسد 1:3، بل وإلى 1:7.

وكما في رحلة بيرلان واحد ستنطلق الطائرة من اندان في امريكا الجنوبية حيث الأنواء الجوية المناسبة للطيران الشراعي الشاهق.

وستكون الطائرة مزودة بجسد متين وبكابينة قيادة مقاومة للضغط.

وترتفع الطائرة إلى الطبقة الأولى من الغلاف الجي المحيط بالأرض، وهي منطقة لايعرف العلم كثيراً عن التيارات الهوائية فيها. كما انها منطقة صعبة تدور فيها العديد من الأقمار الصناعية(دليل الابتعاد عن الجاذبية الأرضية) ويطلق عليه العلماء اسم" المنطقة المجهولة".

واندان سلسلة جبال، هي الأعلى بعد الهيملايا، تقع في جنوب امريكا وتتقاسمها بلدان الاكوادور وشيلي وكولومبيا وبيرو والارجنتين وفنزويلا، وترتفع قمة اكونكاغوا فيها إلى 6,864 مترا فوق سطح البحر.

ويتوقع الطياران ان يصلا إلى ارتفاع تبلغ فيه درجة البرودة- 50 مئوية، وأن يواجها تيارات قوية، ولكن في كثافة هوائية ضئيلة لا تشكل سوى 2% من كثافة الهواء عند سطح الأرض.

وربما عليهما، لهذه الاسباب، أن يبلغا سرعة 500 كم ساعة كي يضمنا حياتهما أثناء بلوغ هذا الارتفاع الشاهق. علما ان سرعة الطائرة الشراعية الحديثة تتراوح عموماً بين 80-280 كم/ساعة، مع وجود طائرات استثنائية قد تتعدى سرعة 350 كم/ساعة.

لم تتحدث ايرباص عن كلفة المشروع، لكن الخبراء، ومقارنة بتكاليف رحلة بيرلان2، قدروا الكلفة بنحو 4 ملايين دولار. ولايبدو ان شركة الطيران الأوربية ستحصد غير الدعاية في مجال منافسة عمالقة انتاج الطائرات الآخرين، وما يحققه الإعلان من واردات.