لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش اللبناني والمسلحين في مرتفعات عرسال، والخوف من تمدد الدولة الإسلامية إلى لبنان رغم وقوف الجيش بالمرصاد أمام تفكك الكيان اللبناني.


بيروت: الكيان اللبناني بخطر، هذا ما ينقله الجميع بعدما فتحت جبهة عرسال بين الجيش اللبناني وداعش والنصرة على خلفية اعتقال أحمد جمعة الملقب بأبي أحمد جمعة، وهو من مدينة القصير في ريف حمص الذي انضم إلى صفوف التنظيمات الإسلامية لا سيما جبهة النصرة، وقد عُين قياديًا في ما يسمى بلواء فجر الإسلام في حمص وبعد إعلان داعش ما اسمته بالخلافة، أعلن ابو أحمد جمعة ولاءَه للبغدادي، ومن ثم فرّ جمعة من القصير وانتقل إلى منطقة القلمون وبالتحديد إلى تخوم جرود عرسال، وقد تم إلقاء القبض عليه من قبل الجيش اللبناني في جرود المنطقة.

وتشير المعلومات إلى أن الجيش اللبناني استعاد أمس سيطرته على ثلاثة مواقع من أصل أربعة، كان المسلحون سيطروا عليها أول من أمس في هجوم مباغت تعرضت له وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الحدودية مع سوريا.

ويبقى أن الأيام القليلة المقبلة تحمل أهمية استثنائية لجهة بلورة موقف داخلي متماسك بالحد الأدنى الذي تمليه خطورة الوضع والوقوف وراء الجيش لأن أي موقف آخر سيهدد الاستقرار الداخلي في الصميم، علماً أن الموقف السياسي الموحّد ينتظر أن يتبلور في الجلسة الاستثنائية التي يعقدها مجلس الوزراء اللبناني ظهر اليوم، غداة إعلان رئيس الحكومة تمام سلام أن ما يجري في عرسال اعتداء صارخ على لبنان الدولة، مثلما هو اعتداء على المواطنين اللبنانيين في أمنهم ورزقهم وممتلكاتهم.

الحريري يدعم

وقد أكد رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، دعمه المطلق للجيش اللبناني ولجميع القوى الأمنية، ووقوفه إلى جانبهم لاستعادة بلدة عرسال الصابرة والصامدة إلى عرين الدولة لأن لا خيار آخر لأهلها غير مشروع الدولة، وبالتالي تحريرها من خاطفيها من داعش وجبهة النصرة.

والسؤال الذي يطرح اليوم ما الذي يحتاجه الجيش اللبناني اليوم كي يبقى متماسكًا ويسيطر على الوضع من أجل عدم تهديد كيان لبنان ؟ يقول النائب غازي يوسف (المستقبل) لـ"إيلاف" :" إن الجيش اللبناني يمسك الوضع جيدًا على الأرض، ولكن بحاجة أن يملك معدات أكثر للتدخل بصورة أوسع من خلال وحدات متخصصة جديدة.

لا مصلحة لإسرائيل

أما النائب مروان فارس (8 آذار) فيؤكد لـ"إيلاف"&أن ليس من مصلحة إسرائيل حصول لبنان والجيش اللبناني على معدّات ثقيلة، وأميركا تساند إسرائيل في ذلك، إنما مع وجود إرادة دولية بتقوية الجيش لا بد أن تظهر في المرحلة المقبلة، من خلال تحدّي الإرهاب، ونتمنى أن تنجح أي مبادرة هدفها تقوية الجيش اللبناني.

الجيش رهاننا

بدوره، يقول النائب أمين وهبي (تيار المستقبل) لـ"إيلاف" إنه رغم كل شيء يبقى الجيش اللبناني هو رهاننا، نريد أن نعبر إلى دولة كاملة السيادة، والضمان الأساسي لذلك هو جيش لبناني متماسك، ونراهن على مناقبية الجيش اللبناني وأفراده، وإنضباطيته، ورغم كل شيء لا يزال الجيش اللبناني متماسكًا رغم كل العثرات على الارض، أما المؤسسة العسكرية فهي رهان كل اللبنانيين.

ويرى وهبي أن المجتمع اللبناني بأكثريته حريص على الجيش اللبناني إذا ما احتضن من السياسيين، ويستطيع تجاوز كل الامور وعلى قيادة الجيش أن تركّز وتعدّل مناقبية الجيش وانضباطيته ضمن القوانين مرعية الإجراء.

ويؤكد وهبي أن الجيش يجب أن يُدعم من خلال المؤسسات الرسمية، من مجلس النواب والتشريعات من خلال تمويله وتسليحه، وعلى السلطة السياسية أن تساهم في دعم الجيش اللبناني.
ولا خوف برأي وهبي من تشرذم الجيش اللبناني، ولديه الكفاية من الحصانة الوطنية.

أما النائب السابق اسماعيل سكرية (8 آذار) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن الجيش اللبناني سيبقى متضامنًا، ولن نشهد أي تشرذم له، والظروف مختلفة اليوم ولا فريق في لبنان يطمح في شرذمة الجيش.